ماهو حكم الزنا ؟
كلمة الزنا تشير إلى ارتكاب ما حظره الله تعالى بين الرجل والمرأة بدون الزواج، وتعني أن الرجل يجامع المرأة دون وجود عقد شرعي، أي بدون زواج. الزنا يعتبر من الكبائر، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وشاء سبيلا)، أي إن تحريم الزنا وعقوبته من الكبائر في الإسلام. فالدين الإسلامي قد شرع عقوبة لمرتكبي الزنا في الدنيا والآخرة. إذا ارتكب شخص جريمة الزنا ولم يكن متزوجا، سواء كان رجلا أو امرأة، فإن العقوبة المفروضة عليه في الإسلام هي جلدة مائة جلدة والتغريب العام، وفقا للسنة. أما إذا كان المرتكب متزوجا، فإن عقوبته في الإسلام هي الرجم حتى الموت. فالدين الإسلامي حرص بشدة على حماية العرض والنسل من تبعات جريمة الزنا، مثل اختلاط الأنساب وتعكير صفو المجتمع. إذا ولدت الزانية، فلن يكون لابنها نسب معروف، وبالتالي سيعامل كشخص بلا أب، وسيتم انتقاده وكراهيته من المجتمع، وبالتالي سيتعرض ابن الزنا للاستنكار من قبل المجتمع الذي يرفضه ويكرهه. لذلك، تحريم الإسلام للزنا وتشديده على عقوبته. ومع ذلك، على الرغم من أن الدين الإسلامي قد وضع عقوبة محددة لمرتكبي جريمة الزنا، إلا أنه حرص على ضرورة التحقق والتأكد من ارتكابها. فليس من السهل أن يتهم شخص أو مجموعة من الأشخاص شخصا بالزنا وينفذ العقوبة. بل فإن الدين الإسلامي وضع شروطا لتنفيذ عقوبة الزنا على المرتكب. يجب على المدعين بالزنا أن يقدموا أربعة شهود يتفقون في رأيهم وشهادتهم بأن هذا الشخص ارتكب جريمة الزنا. ثم يقوم القاضي بالاستماع إلى شهادة كل منهم بشكل منفصل، وإذا توافقت شهاداتهم، ينفذ الحد على المرتكب. أما إذا اختلفت رواياتهم أو شهاداتهمعن بعضها البعض، فإن الحد لن ينفذ. فالحدود في الإسلام تم شرعها من قبل الله تعالى لتكون تكفيرا للمعاصي والذنوب، ووسيلة وقائية لحفظ المجتمع وحمايته .
أنواع الزنا
:- يوجد للزنا العديد من الأشكال ومنها :–
أولاً :- الزنا العادي :- وهو أن يزني الفرد بامرأة أجنبية عنه أي لا تحل له .
ثانياً :- – الزنا بحليلة الجار :- ويعد ذلك النوع من الزنا من أبغض وأحقر أنواع الزنا. فقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قلت يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أن تجعل لله ندا)، وهو خلقك. فقلت: ثم أي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (أن تزني بحليلة جارك). ورواه ابن داود.
ثالثاً :- زنا المحارم هو من أشد وأفحش أنواع الزنا، مثل زنا الأخت، أو العمة، أو الأم، أو زوج الأم، أو زوج الابنة. ويعد هذا النوع من الزنا من أفحش وأسوأ أنواع الزنا .
الزنا المجازي :هذا النوع من الزنا هو أحد أنواع الزنا، ويتضمن زنا الحواس مثل النظر إلى ما حرمه الله، أو الاستماع للزنى، أو أي شيء يتعلق به. تكون كفارته بالتوبة والرجوع إلى الله وطلب المغفرة منه .
أثار الزنا السلبية على الفرد والمجتمع
:-
أولاً :- يتعرض المجتمع لانتشار الأمراض التناسلية القاتلة، وما نراه في تلك المجتمعات التي تسمح بالزنا يشكل دليلاً قوياً على ذلك، حيث ينتشر مرض الإيدز وغيره من الأمراض المدمرة نتيجة للإباحية وتعدد العلاقات الجنسية دون ضوابط .
ثانياً :الزنا يؤدي إلى انقطاع الرحم وضياع الأنساب وتقليل الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
ثالثاً : – الزنا يسيء الخلق بل يعلم النفس البشرية الوقاحة والسفاهة والخيانة حيث يكون الفرد مناقضاً لشهوته ولغريزته فقط .
رابعاً :- الزنا هو من الذنوب التي تؤدي صاحبها إلى الإفلاس من الأعمال الصالحة في يوم القيامة .
خامساً :- – الزنا يعرض المحارم للانزلاق في الفجور فكما تدين تدان .
سادساً :الزاني يحرم نفسه من الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيبة في جنات عدن .
سابعاً :- إذا انتشر الزنا في المجتمع، فإن واحدًا من نتائجه هو انتهاء النكاح الشرعي الذي يستند إلى شروط وحقوق ومسؤوليات، حيث سيتم الاكتفاء بالزنا كبديل عنه .