ماهو حد الغيلة ؟
جاء في الأساس تعريف الحد في اللغة بمعنيين أساسيان وهما :- المعنى الأول للحد هو الشيء الذي يفصل بين شيئين، والمعنى الثاني هو الطرف الذي يكون حدا للشيء. والحد هو الفصل الموجود بين شيئين حتى لا يتداخل أي منهما مع الآخر، أو حتى لا يتخطى أحدهما الآخر. ويمثل الحدود فاصلا بين الأشياء، وهو الفصل الحاصل بينهما، حيث يعبر عن حد الشيء كانت نهايته. وفي المعنى الشرعي، الحد هو العقوبة التي يفرضها الله على الجرائم والخطايا في الدين الإسلامي، وتشمل: حد السرقة، حد الزنا، حد القذف، حد الحرابة، حد الردة، وحد شرب الخمر .
مفهوم حد الحرابة
تعريف مفهوم حد الحرابة (الغيلة ) :- مفهوم حد الحرابة بفتح الحاء والراء مستمد من الأصل من كلمة الحرب، حيث يعني سلب المال، وعندما يقال إن فلانا حرب فلانا فهو يعني سلب ماله. والحرابة في معناها الشرعي هي أن تقوم طائفة مسلحة بأعمال للفوضى والتخريب أو القتل أو السلب والنهب وإرهاب الأمنين أو هتك الأعراض، وذلك لاعتمادها على قوتها. ويمكن تعميم حد الحرابة ليشمل أيضا جريمة قطع الطرق، ويعتمد علماء الشريعة الإسلامية في بيان حد الحرابة على تلك الآية القرآنية الكريمة: `إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض، ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم` .
يعتبر بعض العلماء أن الإمام له حق في تحديد عقوبة حد الحرابة بناء على الآية الكريمة وبناء على التخيير، في حين يرى آخرون أنه يجب تحديد تلك العقوبة بناء على الترتيب بناء على الآية الكريمة، وفقا لنوع الجريمة المرتكبة ومن قام بها. ويتم الترتيب على النحو التالي:
أولاً :- في حالة القتل أو سرقة المال، يجب أن يعاقب المجرم، أي من يرتكب الجريمة، بالقتل والصلب، ولا يجوز العفو عنه .
ثانياً :- إذا ارتكب المجرم جريمة قتل ولم يسرق أو يأخذ أي مال، فلن يتم إعدامه .
ثالثاً :إذا قام أي شخص بسرقة مال من شخص آخر دون قتله، فإن العقوبة التي سيتعرض لها هي قطع يده اليمنى ورجله اليسرى .
رابعاً :إذا قام المجرم بإرهاب الناس وتخويفهم دون قتل أو سرقة أو نهب، فإن العقوبة التي يتعرض لها هو نفيه من الأرض وتشريده فيها .
الهدف من حد الحرابة (الغيلة ) في الإسلام
:- يعتبر مجيء وقدوم الدين الإسلامي ، هو بداية التأكيد على المفاهيم الإنسانية الراقية حيث الهدف من وضع حد الحرابة كان عملية التنظيم لتعامل المجتمع ، حيث أن الإسلام هو دين يعمل على نشر روح التراحم والإخاء والتسامح والألفة والأمن والسلام على الأرض وفي المجتمع ، حيث أن الإسلام يرى في مفاهيمه أن أي انتهاك للحقوق الإنسانية كأنها تعني الانتهاك بالضبط لحقوق الفرد المسلم بصفة عامة أي المجتمع ككل ، حيث بدأ الإسلام بعد تدافع القبائل العربية بالدخول إلى دين الله عز وجل و انتشار الدعوة الإسلامية وبداية قوة شوكة الدين الإسلامي تزيد المعاملات الإنسانية مما عمل على أهمية وجوب الحدود والأحكام لحماية المجتمع والحفاظ عليه من الفوضى والتخريب بأي شكل كان حيث كان ذكر الشرع الإسلامي حد الحرابة أي الغيلة واضحاً وجلياً في أياته الكريمة .