ماهو الأنجيوتنسين
تستند فكرة العقاقير العلاجية إلى استهداف بعض المواد الكيميائية والمركبات داخل الجسم، سواء بزيادة إفرازها أو تقليل نسبة إفرازها في الجسم. تعتبر مادة الأنجيوتنسين أحد أهم المركبات الموجودة في الجسم، والتي يتم التأثير عليها باستخدام الأدوية المخصصة لعلاج بعض الاضطرابات الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم. يتم استخدام بعض الأدوية لوقف وتقليل نشاط الإنزيم المسؤول عن تنشيط هرمون الأنجيوتنسين .
ما هو هرمون الأنجيوتنسين
هرمون الأنجيوتنسين (وبالإنجليزية : – الأنجيوتنسين هو هرمون بروتيني هام يتم إفرازه بشكل طبيعي في الجسم، ويؤثر بشكل مباشر على قشرة الغدة الكظرية التي تفرز هرمون الألدوستيرون. ويؤثر الألدوستيرون بدوره على معدل امتصاص عنصر الصوديوم في النفرونات في الكلى، مما يؤدي إلى تغير نسبة السوائل في الجسم وزيادة ضغط الدم، وخاصة في حالة ارتفاع إفراز الأنجيوتنسين عن المعدل الطبيعي
يتم إنتاج هرمون الأنجيوتنسين في الكبد، ويفرز من الكبد في صورة غير نشطة، ويتم تحويله بواسطة إنزيم الرينين الذي يفرز من الكبد إلى صورة Angiotensin I، ويتم تحويله مرة أخرى في الرئتين إلى Angiotensin II، وهي صورة نشطة .
تأثير الأنجيوتنسين على الدورة الدموية
من بين جميع الهرمونات التي يتم إفرازها عبر الغدة الكظرية والمعروفة باسم هرمونات القشرة corticotropic hormones ، يلعب هرمون الأنجيوتنسين Angiotensin II دورا شاملا وأساسيا في تنظيم الدورة الدموية بشكل مباشر وغير مباشر أيضا. يعمل الهرمون على زيادة معدل نشاط الدورة الدموية بشكل كبير مما يؤدي إلى زيادة معدل عمل القلب وحدوث تضيق في الأوعية الدموية للحفاظ على مستوى ضغط الدم
مثلما يؤثر الأنجيوتنسين على تنظيم الدورة الدموية بشكل غير مباشر من خلال زيادة معدل امتصاص الكلور والصوديوم والماء وزيادة إفراز البوتاسيوم، فإن ذلك يساعد أيضا في الحفاظ على مستوى ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر الأنجيوتنسين النشط على بعض مراكز الجهاز العصبي المسؤولة عن الشعور بالعطش وزيادة الرغبة في تناول الأملاح لتعويض مستوى السوائل في الجسم. يذكر أيضا أن هذا الهرمون يعزز تكوين الدهون في الجسم .
دور الأنجيوتنسين في تنظيم ضغط الدم
: يؤدي هرمون الأنجيوتنسين 2 (Ang II) إلى ارتفاع ضغط الدم بعدة طرق، مثل تقلص الأوعية الدموية وتحفيز الجهاز العصبي وزيادة إنتاج الألدوستيرون والأنشطة الكلوية، كما يزيد من إنتاج مادة الكولاجين من النوعين الأول والثاني في الأرومات الليفية، مما يؤدي بدوره إلى زيادة سمك جدران الأوعية الدموية وعضلة القلب، وبالتالي يضيق الأوعية الدموية ويزيد ضغط الدم
يجب أن نذكر أن مستقبلات هورمون الأنجيوتنسين 1 والأنجيوتنسين 2 هي التي تمكن الهورمون من دخول البيئة الداخلية للخلية وتحقيق وظائف الإنزيم المختلفة في الجسم. زيادة هذه المستقبلات يؤدي بالطبع إلى زيادة معدل دخول الهورمون إلى الخلايا، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الاضطرابات الصحية المتعلقة بالدورة الدموية .
على الرغم من أن ارتفاع نسبة الأنجيوتنسين النشط في الدم يحفز تكسير مادة البراديكينين الموسعة للأوعية الدموية التي تؤثر على ضغط الدم، إلا أن هذه النسبة العالية يمكن أن تتسبب في الحفاظ على ضغط الدم بشكل طبيعي .
أدوية مثبطة الانزيم المحول للانجيوتنسين ACE
في الدورة الدموية أيضا ؛ هناك بعض الإنزيمات المسؤولة عن معدل نشاط الأنجيوتنسين في الدم ، وهو الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو المعروف بـ Angiotensin-converting enzyme المعروف اختصارا بـ ACE ، وبالتالي ، فقد قام العلماء والباحثين بالتوصل إلى طريقة علاج مرضى ضغط الدم المرتفع يمكن من خلالها تثبيط نشاط هذا الإنزيم الذي يتم من خلاله تحويل الأنجيوتنسين من الحالة الخاملة إلى الحالة النشطة .
تعتمد فكرة أدوية مثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE على تقديم جرعة محددة من بعض المركبات التي توقف عمل الإنزيم ومنع تحول الأنجيوتنسين إلى الحالة النشطة، وذلك لعلاج بعض الأمراض القلبية .
فوائد استخدام مثبطات إنزيم ACE
من خلال تناول تلك الأدوية، يحصل المريض على عدد كبير من الفوائد الصحية، مثل:
- الحفاظ على نسبة السوائل في الجسم .
- تعمل على الحفاظ على توازن نسبة الأملاح في الدم .
- الحفاظ على معدل نشاط الدورة الدموية .
- يساعد فيتامين (د) في حماية القلب والأوعية الدموية من التلف والأمراض ويحمي من الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم .
- يحافظ هذا الدواء على صحة الكيتين ويحمي من الإصابة بمرض السكر الكاذب “Diabetes insipidus”، خاصة أن تأثيره على وظائف الكلى ناتج عن ارتفاع نسبة الأنجيوتنسين النشط في الجسم، وهذا يؤدي في النهاية إلى الإصابة بقصور كلوي شديد ثم فشل كلوي كامل
أضرار استخدام مثبطات إنزيم ACE
ومع ذلك، كما هو الحال مع معظم الأدوية الطبية، فإن تناول الأدوية التي تمنع تحويل الأنجيوتنسين إلى حالته النشطة يمكن أن يؤدي إلى ظهور بعض الآثار الجانبية السلبية، مثل:
يؤدي استخدام الأدوية لفترة طويلة إلى حدوث انخفاض في مستوى ضغط الدم وضعف الدورة الدموية
الارتفاع في نسبة البوتاسيوم في الدم أكثر من المعدل الطبيعي يمكن أن يؤدي أيضًا إلى انخفاض مستوى ضغط الدم، وهذا هو الأمر الذي يتم التحذير منه .
-تثبيط مستقبلات الأنجيوتنسين ينتج عنه إتاحة الفرصة لوجود مادة البراديكينين التي يتم تكسيرها بالأنجيوتنسين قبل تناول الدواء ، وعلى الرغم من فائدة هذه المادة في خفض ضغط الدم ؛ إلا أن ارتفاع نسبتها أكثر من اللازم في حالة تناول أدوية مثبطات إنزيم ACE يؤدي إلى إصابة المريض بالسعال الشديد .
– يمكن لتلك الأدوية أن تسبب أعراضًا جانبية مثل الدوار والصداع والضعف العام، بالإضافة إلى الشعور بالغثيان في الصباح وطوال اليوم .
في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي استخدام الأدوية العلاجية إلى تأثيرات سلبية على حليمات التذوق في اللسان، وقد يسبب ذلك حساسية مفرطة على الجلد نتيجة للتحسس المفرط لمكونات الدواء .
– يمكن أن يؤدي استخدام أدوية تثبيط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين خلال فترتي الحمل والرضاعة الطبيعية إلى حدوث تشوهات خلقية للجنين وأضرار صحية للطفل الرضيع .
يمكن أن يتسبب استخدام هذه الأدوية في مضاعفات صحية خطيرة إذا تم استخدامها مع مرضى قصور وظائف الكلى، ومرضى فقر الدم الشديد ونقص حجم الدم، وعند الجفاف ووجود ضيق في صمام الأورطى
ويُذكر أن التوصل إلى اكتشاف دور الأنجيوتنسين النشط في رفع مستوى ضغط الدم لدى بعض المرضى ؛ قد ساعد العلماء على اكتشاف طريقة العلاج القائمة على إحداث وقف في نشاط الإنزيم عن تحويل الهرمون إلى الحالة الفعالة ، مما قد جعل ارتفاع ضغط الدم من الاضطرابات الصحية التي يُمكن السيطرة عليها بسهولة دون أن تتعرض حياة المريض إلى الخطر .