منوعات

ماقصة ماسة كوهينور التي تطالب الهند استردادها من بريطانيا ؟

ماسة الكوهينور أو كوهينور تعني `جبل النور` باللغة الفارسية، وهي ماسة تزن 105 قيراط، أي 21.6 غرام، وكانت تعتبر أكبر ماسة في العالم في وقت معين. يعود أصل هذه الماسة إلى كولور في منطقة غنطور في ولاية أندرا براديش الهندية. وقد كانت تحت ملكية حكام من الهندوس والمغول والروس والأفغان والشيخ، وأخيرا البريطانيون. وفي النهاية، انتقلت إلى شركة الهند الشرقية وأصبحت جزءا مهما من جواهر التاج البريطاني بعدما تم تقديمها للملكة فيكتوريا أثناء تتويجها إمبراطورة على الهند في عام 187.

الهند و أساطير حول كوهينور
عرفت الهند منذ الأزمنة البعيدة بإنتاجها للأحجار الكريمة. حيث كان الحكام في الهند يتنافسون على امتلاك المجوهرات الجميلة والمتلألئة. كانت قيمة المجوهرات تعكس عظمة الملك، وكانت تقدم هذه المجوهرات كهدايا من القادة إلى الملوك الآخرين أو لزوجاتهم. وفي بعض الأحيان، تم الحصول على هذه المجوهرات بالقوة كنتاج حروب، وتاركة وراءها العديد من القصص والأساطير. ومن بين الأساطير الغامضة التي تتعلق بمصدر الألماس، تقول إحداها أن إله الشمس قدمه هدية للأرض، وتشير أسطورة أخرى إلى اكتشافها في حوض نهر جودافيري في عام 3200 قبل الميلاد، بينما تقول الأسطورة الثالثة أن كوهينور هي قطعة ألماسية أسطورية أكبر وأقدم وتسمى “المغول الأكبر.” وفي الواقع، يقال إن هذا الماسة لا تقدر بثمن واختفت بشكل غامض في عام 1665 وحتى الآن.

تاريخ ملكية كوهينور
تمتلك الماسة الشهيرة “كوهينور” أولا من قبل “راجا”، أمير ملوى، ولكن يعتقد البعض أنها كانت من بين الغنائم التي تم العثور عليها بعد غزو علاء الدين مملكة ملوى. وتعتبر هذه الماسة من الماسات التي تمتلكها العديد من الملوك في أوقات مختلفة، ولكن تاريخها الحقيقي يبدأ منذ دخول الإمبراطور المغولي “بابور” إلى الهند. في عام 1523، احتل “بابور” مدينة لاهور وحكم عرش دلهي حاكم يسمى “إبراهيم لودهي”، الذي كان حاكما قاسيا ولا يعرف الرحمة، لذلك طلب رجاله النجدة من “بابور” الذي استجاب لهم، وفي 12 أبريل 1526، وصل جيش “بابور” المغولي وحارب جيش لودهي الذي كان يتفوق عليه في الأعداد.

في أفغانستان …
بعد وفاة `نادر شاه` بعد وقت قصير، ورثت الماسة `أحمد شاه عبدلي`، الذي كان واحدا من أبرع قادة الشاه السابق، وأصبح ملكا لأفغانستان. بعد وفاة أحمد شاه في عام 1772، اندلعت حرب بين أبنائه من أجل الخلافة. وعندما تولى ابنه `شاه شجاع ميرزا` الحكم، تم تحويل الماسة إليه. ولكنه خسر الحرب وأسر من قبل شقيقه `محمود شاه`. في هذا الوقت، أرسلت زوجته `البيجوم وفاء` وعائلته إلى المهراجا رانجيت سينغ، وفعلا وصلت وفاء إلى لاهور وكانت بحوزتها الماسة كوهينور.
عندما علمت البيجوم وفاء بخبر أسر زوجها طلبت من رانجيت سينغ أن يساعدها على إطلاق سراحه مقابل أن تعطيه الألماسة و فعلا اتجه سينغ إلى أفغانستان و أطلق سراح شاه شجاع و أعطته وفاء الكوهينور و قام بترصيع عمامته بها ثم صنع عصبة قماشية للذراع و ثبت كوهينور عليها. و بقيت الكوهينور لديه لمدة 20 عاما إلى أن أقنعه رجال الدين بإعطاء الكوهينور لمعبد جاغاناث لكنه رغم موافقته كان قد فقد قدرته على الكلام.

هدية لبريطانيا…
في سنة 1849 سلم داليب سينغ الألماسة للبريطانيين من خلال معاهدة أبرمت بينهما بعد الحرب البريطانية ضد السيخ. استلم “جون لورنس” مدير شؤون المستعمرة الألماسة و وضعها في جيبه و سرعان ما نسيها. فوجدتها الخادمة في بيته و اعادتها له ليرسلها للورد دالهاوسي الذي قام بإرسالها إلى إنجلترا مباشرة في 6 أبريل سنة 1850 بطريقة آمنة. و في 3 يوليو قام مدراء شركة الهند الشرقية بتسليم كوهينور بشكل رسمي للملكة فيكتوريا في احتفال خاص تم في قصر باكينغهام و كان باديا أن الألماسة تعرضت للقطع بين الوقت الذي رسمها تافير نييه و صورتها في إنجلترا.

ومع ذلك، لم يكن البريطانيون يعجبهم الجوهرة، لأنهم كانوا معتادين على قطع الماس المشورة المقلوبة التي تكشف بريق الألماس، وليس قطع الماس المغولية. لذلك، قررت الملكة تحسين مظهرها عن طريق قطع الجوهرة بشكل جديد لتصبح بيضوية الشكل، ووضعتها في الصليب المالطي الموجود في تاج الملكة إليزابيث. وحاليا، توجد في التاج البريطاني الذي يعرض في خزنة “بيت الجوهرة” في برج لندن. ونفت الحكومة الهندية أن الألماسة “كوهينور” قد تم سرقتها، على الرغم من ادعاءات بعض الأشخاص، وأكدت أن الماسة الآن تنتمي إلى بريطانيا التي منحتها كهدية في القرن التاسع عشر، بعدما ساعدت هند في حرب السي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى