ماذا يعني الاستثمار الخليجي في الأندية الرياضية الأوروبية ؟
تم الإعلان مؤخرا عن قرار تخصيص الأندية الرياضية السعودية، مما فتح المجال للحديث عن الاستثمارات الخليجية الضخمة والصفقات الكبيرة لدعم الأندية الرياضية. يعد الاستثمار الخليجي في الرياضة الأوروبية من أهم النشاطات المربحة بشكل كبير، بسبب أسس الاستثمار السليمة التي يقوم عليها، وذلك بغض النظر عن الرغبة في الحصول على الشهرة والترفيه. وقد نجح المستثمرون الخليجيون في توجيه استثماراتهم بشكل صحيح بعد دراسة الوضع الاقتصادي للأندية الرياضية العالمية الحالية، مما أدى إلى إنشاء بيئة استثمارية جذابة بسبب زيادة العوائد المالية التي تحققها الأندية الرياضية الأوروبية. وقد أدى هذا الأمر إلى تحقيق شركات الاستثمار الخليجية للكثير من العوائد المالية والتجارية، وكذلك إيجاد فرصة لنشر علاماتهم التجارية في الأندية الأوروبية.
ما معنى الاستثمار الخليجي في الأندية الرياضية العالمية؟
شهدت الفترة الأخيرة زيادة في استثمار المستثمرين الخليجيين في المؤسسات الرياضية العالمية، ونتج عن ذلك العديد من الأرباح لكلا الجانبين، حيث تمكنت الاستثمارات الخليجية من السيطرة على عدد كبير من الأندية الأوروبية الكبيرة، سواء بالتملك المباشر أو بالحصول على حقوق الرعاية، وهذا جعل دول الخليج تلعب دورا كبيرا في الأحداث الكروية العالمية.
وبفضل الاستثمار الخليجي للأندية الأوروبية كان الفوز بالبطولات لهذه الأندية إضافة إلى زيادة شعبيتها بشكل كبير، وهو الأمر الذي قد استقطب المزيد من العوائد وعقود الرعاية وعروض التسويق وغيرها، وهو الأمر الذي حقق الكثير من الأرباح، فوفقا لتقرير “أموال رابطة أندية كرة القدم” لعام 2015، الذي تصدره مؤسسة “ديللويت آند توش دان جونز” الاستشارية، بلغت إيرادات نادي “باريس سان جيرمان” 444.6 مليون دولار نتيجة الشراكة مع “طيران الإمارات” وهيئة السياحة القطرية، كما شهدت إيرادات نادي “مانشستر سيتي” نمواً بنسبة 16% نتيجة تجديد الشراكة مع “طيران الاتحاد”، وأيضا ومن بين المؤشرات الدالة على نجاح الاستثمار الخليجي في هذا المجال، إعلان شركة “طيران الإمارات” ارتفاع أرباحها للعام 2013– 2014 بنسبة 32% لتصل إلى 4.1 مليار درهم مقابل 3.1 مليار درهم خلال العام السابق له، إضافة إلى احتلال الشركة المركز الثالث ضمن قائمة الناقلات الأكثر تفضيلاً للمسافرين البريطانيين.
أشكال الاستثمار الخليجي في الأندية الرياضية
تعد الاستثمارات الخليجية في الأندية الرياضية العالمية متنوعة في السنوات الأخيرة، حيث يمكن أن تكون عبارة عن شراء أسهم الأندية أو إقامة شراكات تجارية مع شركات الاتصالات والطيران ورجال الأعمال وغيرهم. وقد تصدرت ثلاثة شركات خليجية، وهي “الاتحاد للطيران” و”طيران الإمارات” و”الخطوط الجوية القطرية”، قائمة الشركات التي قامت بضخ مئات الملايين من الدولارات في صفقات رعاية الفرق الرياضية الكبرى، مثل فرق الدوري الإنجليزي الممتاز مانشستر سيتي وأرسنال وبرشلونة الإسباني. بالإضافة إلى ذلك، هناك عقود مع شركة “أوريدو” للاتصالات لرعاية باريس سان جرمان، ومؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية مع برشلونة الإسباني، وفقا لما ذكرته صحيفة “الوطن”. ويمكن تلخيص استثمارات الخليج في الأندية الرياضية العالمية على النحو التالي:
1- شراء وتملك الأندية الرياضية
هذا الأمر ليس جديداً وقع في عام 1997، حين اشترى رجل الأعمال المصري محمد الفايد نادي فولهان الإنجليزي بمبلغ 30 مليون جنيه استرليني، وفي عام 2013 تم بيعه لرجل أعمال أمريكي باكستاني الأصل اسمه شهيد خان.
في عام 2008، قام سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات، بشراء 90% من أسهم نادي مانشستر سيتي، وتبعه العديد من المستثمرين الخليجيين. في مايو 2009، اشترى رجل الأعمال الإماراتي سليمان الفهيم نادي بورتسموث الإنجليزي، ثم باع 90% من أسهمه إلى رجل الأعمال السعودي علي الفراج بعد 43 يوما فقط. في أبريل 2011، اشترت مجموعة رويال دبي، التي يمتلكها الشيخ بطي بن سهيل آل مكتوم، نادي “خيتافي” الإسباني. في يونيو 2011، اشترى الشيخ القطري عبدالله بن ناصر آل ثاني نادي مالاجا الإسباني. في نفس العام، استحوذت ” مؤسسة قطر الاستثمارية الرياضية” على نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، حيث اشترت 70% من أسهم النادي بقيمة 50 مليون يورو لتمتلك أغلبية الأسهم، ثم اشترت الـ 30% المتبقية في العام التالي لتكون المالك الوحيد، وبلغت قيمة الصفقة الإجمالية 100 مليون يورو. في عام 2013، اشترى الأمير السعودي عبدالله بن مساعد 50% من أسهم نادي شيفيلد الإنجليزي، وقام بضخ ما يقرب من 50 مليون ريال في خزينة النادي الإنجليزي .
2- حملات الرعاية والإعلان
وهي الخطوة الثانية للاستثمارات الخليجية في الأندية الأوروبية نظرا لاعتمادها على حقوق البث التليفزيوني والإعلانات والرعاية، وهو الأمر الذي فتح المجال أمام كلا من “طيران الإمارات”، و”أبو ظبي القابضة”، و”مؤسسة قطر”، و”الخطوط الجوية القطرية”، وقد انتشر شعار “طيران الإمارات” على قمصان فرق النخبة الأوروبية مثل أرسنال الإنجليزي وريال مدريد الإسباني وميلان الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي وهامبورج الألماني وأولمبياكوس اليوناني، كما تنفرد شركة “الاتحاد للطيران” برعاية قميص نادي مانشستر سيتي، وقد لغت الاستثمارات الخليجية في رعاية قمصان الأندية الأوروبية لموسم عام 2015 حوالي 160 مليون يورو، وذلك في أكبر ست مسابقات للدوري في أوروبا، وهو ما يعادل ربع إنفاق الشركات العالمية، وفقا لتقرير أعلنته مجموعة أبحاث السوق الرياضية (ريبوكوم).
شركة طيران الإمارات نجحت في يناير 2001 في توقيع عقد رعاية مع فريق تشيلسي الإنجليزي لمدة ثلاث سنوات بقيمة 40 مليون دولار. بعد ذلك، أبرمت الشركة أكبر عقد رعاية في تاريخ الدوري الإنجليزي مع نادي الأرسنال بقيمة 150 مليون يورو، حيث تم تسمية ملعب أرسنال الجديد بإسم الإمارات لمدة 15 عاما ووضعت اسم الشركة على قمصان اللاعبين لمدة 8 سنوات ابتداء من موسم 2006-2007
بينما تقاسمت “مؤسسة قطر” قميص نادي برشلونة الإسباني مع منظمة “اليونيسيف”، مقابل 33 مليون يورو سنوياً. وفي عام 2013، تم توقيع عقد رعاية لفريق برشلونة مع شركة الخطوط الجوية القطرية مقابل 100 مليون يورو لمدة ثلاثة أعوام وعلى أثره يتم إعلان الشركة على ملعب كامب نو إضافة إلى مقاعد البدلاء ومتحف النادي.
وقعت شركة الاتحاد للطيران اتفاقية مع نادي مانشستر سيتي في يوليو 2011، لمدة عشر سنوات، تقضي بتسمية استاد النادي وجميع مرافقه بـ “ستاد الاتحاد”، إلى جانب التعاون في مبادرات تجارية وإعلامية ومجتمعية.