ماذا يسمى المسافر الذي نفذ مامعه
المسافر الذي نفذ مامعه يسمى
المسافر الذي ينفذ معه ماله يسمى ابن السبيل. وكان يطلق عليه في الأزمنة القديمة أسماء مثل الغارم أو الغريب أو في سبيل الله، وذلك لأنه يسلك طريقا للسفر أو لأن مؤنه واحتياجاته قد نفذت ولم يتوفر لديه مال يكفيه لإكمال السفر، ولذلك يتم تقديم المساعدة له من مال الزكاة، ويذكر الله تعالى ابن السبيل في كتابه الكريم بصلة بأركان الإسلام الخمسة
حقوق ابن السبيل
ابن السبيل هو المسافر الذي نفدت نفقته وليس لديه ما يكفي للعودة إلى بلده. ولا يشمل هذا الوصف أولئك الذين يقيمون في بلدهم ويرغبون في السفر. أما إذا كان المسافر قد استنفد أمواله وهو غني في بلده، فيجب أن يعطى ما يكفيه لاستكمال رحلته، لأنه في تلك الحالة يكون مشابها للفقير الذي لا يمتلك مالا ولا طعاما، ويجب مساعدته دون أن يشعر بالذل أو الاستصغار. ويجب أن يعطى له ما يكفيه للوصول إلى وجهته. هذه هي آراء المذاهب المالكية والحنفية والحنابلة.
لا يعتبر المسافر أو الشخص الذي يعتزم السفر في وطنه كابن سبيل، وبالتالي لا يعطى له من الزكاة، لأن الشخص الذي يعتزم السفر من وطنه لا يعتبر كابن سبيل، فإذا قال: `أنا بحاجة للسفر إلى المدينة وليس لدي المال`، فلن نعطه من زكاة الابن سبيل لأنه لا يعتبر كابن سبيل، وحكم السفر لا يثبت به دون تنفيذه، ولكن إذا كان سفره إلى المدينة ضروريا مثل العلاج، ولم يكن لديه ما يسافر به، فإنه يعطى من قبل أخ أو صديق أو قريب له.
أما إذا سافر الشخص بغرض إرتكاب معصية أو أذى أو فعل ما نهى الله عنه وكانت النية مبيتة لذلك ولم يتوب ، ويرجع عن تفكيره ، ونفذ ما معه من مال ، وطعام أثناء السفر فذلك لا يعد ابن سبيل عند المالكية، والشافعية ، والحنابلة لأن في صرف الزكاة تشجيع له على الإستمرار في فعل المعصية وبإعطاؤه مال فهو بذلك شريك له في الضرر ، وفي عدم إعطاؤه مال لعدم استكمال سفره فيه فائدة للمجتمع من عدم قدرته على ارتكاب ما ينويه من أذى وضرر والدليل على ذلك قول الله تعالى قال اللهُ تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
مصرف ابن السبيل في العصر الحديث
تتضمن شروط الزكاة التي نصت عليها الشريعة الإسلامية في العصر الحديث والتي تتعلق بابن السبيل، بعض الشروط التي تشمل:
أذن العلماء بأنه يجوز للمسافر الفقير أن يأخذ من أموال الزكاة، وشرط أن يكون مسلما ومحتاجا في سفره ويحتاج إلى مال ومساعدة، كما يشترط ألا يقوم بارتكاب أي جريمة أو خطيئة خلال سفره. ويجب أن يكون المسافر بالفعل في السفر، بخلاف من يريد السفر وهو في بلده، فلا يحق له الحصول على المال، ولا يشترط في السفر لطاعة فقط، بل يجوز في السفر إذا كان واجبا، أو مستحبا، أو مباحا.
إذا كان شخصٌ محتاجًا للمساعدة وليس لديه مال كافٍ، يمكن أن يحصل على ما يكفيه من الزكاة دون الحاجة إلى إثبات ضياع أمواله أو نفاذ نفقاته. وإذا وُجِدَتْ أمواله المفقودة بعد عودته أو إذا تم تحصيل مبالغ إضافية من الزكاة بعد تقديم المساعدة، يجب عليه إعادة تلك الأموال إلى بيت الزكاة.
إذا كان الطلاب والعمال المغتربون خارج ديارهم يسعون إلى البحث عن العلم ولم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم، فيجوز لهم أن يتلقوا دعمًا من بيت الزكاة للسماح لهم بالعودة إلى ديارهم، ويشترط المالكية أن يكونوا عاجزين عن الاقتراض. وينصح بعض العلماء بأن يتقدموا بطلب الاقتراض.
الحجاج والعمار الذين يفقدون أموالهم أو ينفقونها بطريقة غير مدروسة أو يتعرضون للكوارث التي تؤدي إلى خسارتهم لأموالهم ومراكبهم، وقد يتأثرون بشكل مباشر في صحتهم النفسية ويحتاجون إلى علاج، بالإضافة إلى حاجتهم إلى استرداد أموالهم للعودة إلى ديارهم والتي قد يعانون من صعوبة في الوصول إليها .
يتبرع الدعاة إلى اللهوالمجاهدين في سبيله الذين يفقدون أموالهم من أجل إعلاء كلمة الحق والدين، وتعرضوا للخسارة في أثناء السفر ولا يستطيعون الوصول إلى أموالهم في بلدهم، بما يمكنهم من إكمال مهمتهم والعودة إلى بلدانهم .
عندما يفقد التجار وأرباب الحرف والصناع أموالهم في أراضي الله الواسعة، وهم أغنياء في ديارهم ولكنهم لا يستطيعون الوصول إليها، وكذلك الغزاة الأغنياء الذين لا يستطيعون الوصولإلى أموالهم في ديارهم، من المناسب أن يتم إنفاق بعض المال في سبيل الله على هؤلاء الأشخاص .
فوائد السفر
يتمتع السفر بفوائد عديدة، فهو يمنحك حرية أكبر ويزيد من تفاؤلك وحماسك، كما يمكنك اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب وتعامل مع أي مشكلة في المستقبل.
السفر ينمي الكثير من المواهب لدى الفرد ويجعله يتعرف على ثقافات متنوعة وتقاليد مختلفة عن ثقافته الأصلية التي يعتاد عليها، مما يزيد من شغفه بالاستكشاف والبحث عن أصول هذه الشعوب. ولا يمكن نسيان الأدعية التي حثنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في السفر، مثل دعاء السفر “الله أكبر الله أكبر، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين”، ويقال أيضا “أستودعكم الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم، فزودكم الله التقوى وغفر لكم ذنوبكم وتوفيقكم في الدنيا والآخرة.
يساعد السفر في اكتساب مهارات جديدة، سواء كان السفر للعمل أو الدراسة أو الترفيه، وبالتالي يمكن أن تلتقي وتتعرف على أصدقاء من ثقافات مختلفة، ومن ثم تكتسب مهارات جديدة تجعلك أكثر تميزا في مختلف المهارات. كما يساعد السفر على تعلم أنشطة رياضية وهوايات جديدة غير منتشرة في بلدك، ويمكنك الاستمتاع بجو مختلف يساعد على الاسترخاء والمرح والمتعة.
يعزز السفر سيرة الإنسان الذاتية، وخاصة إذا كان يمارس مهنة أو وظيفة خلال السفر، حيث يتعلم المزيد عن الجغرافيا والدورات التدريبية التي تزيد من خبراته ومهاراته ومعلوماته.
رغم كل هذا، فإن إيجابيات وسلبيات السفر متعددة، وفي السفر يشعر الفرد بالغربة والوحدة والحنين للأهل والوطن والأصدقاء والأقارب وجميع الأحباب، كما يمكن للفرد أن يشعر بالقلق والرهبة والخوف، واحتمالية التعرض لمواقف محرجة.