ماذا يختلف ” طقس الفقرة ” عن باقي مناطق المدينة المنورة
إنها مدينة جبلية في المملكة، وتعد وجهة صيفية للمدن المجاورة نظرا لجمالها ومناخها المعتدل في فصل الصيف، وارتفاعها عن سطح البحر وخطوط الجبال المتجاورة التي تشبه الشكل الطولي للعمود الفقري، ولذلك يطلق عليها اسم “الفقرة”. وترتفع عن سطح البحر بحوالي 1800 مترا، وتشتهر بزراعة النخيل والحبوب وغيرها .
طقس الفقرة
تتميز هذه المدينة دون غيرها من مدن المملكة باعتدال الجو فيها صيفا، حيث تعد أجواء هذه المدينة أجواءا أوروبية، حيث تكون درجة الحرارة فيها أقل بحوالي 15 درجة مئوية مقارنة بالمدينة المنورة، ويكون مناخها شتاء شديد البرودة ولها أجواء استثنائية في فصل الشتاء، إذ تغطي جبالها كميات كبيرة من السحب المنخفضة في مشهد ساحر، ونظرا لشدة برودتها في فصل الشتاء، لا يعيش سكانها فيها خلال فصل الشتاء وينتقلون إلى قرية السديرة ووادي ينبع ووادي طاشا ووادي رحقان، أما المنظر الجميل في فصل الربيع فلا يوجد له مثيل، حيث تتحول المدينة إلى حديقة خضراء .
السياحة في الفقرة (مصيف أهل المدينة )
مع وجود هذا الجو الجميل، ودخول الخدمات مثل الكهرباء والشبكات الطرقية والاتصالات والمرافق، أصبحت المدينة منطقة جذب سياحي للمقيمين، ويوجد فيها عدة مراكز لتوفير المواد الغذائية ومتطلبات التنزه، بالإضافة إلى وجود قرية سياحية متكاملة في المنطقة المركزية. كما يوجد في القرية السياحية جامع يتم فيه إقامة صلاة الجمعة، بالإضافة إلى المساجد المنتشرة في المنطقة. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من النواحي التي تحتاج إلى تطوير في المدينة، على الرغم من أنها منطقة سياحية واعدة، ولكن الاهتمام بها لا يزال محدودا. ومع وجود العديد من المؤشرات التي تشير إلى أهمية المنطقة كمتنفس صيفي، حيث تكون درجة حرارته معتدلة مقارنة بالمدن والقرى الأخرى في المنطقة، فإنها تجعلها مصيفا ناجحا لسكان المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، يفوق ارتفاعها ارتفاع جبال الهدا في الطائف .
مميزات مدينة الفقرة
أكثر ما يميز هذه المدينة هو النخيل، الذي ينتج البلح ثلاث مرات في السنة، وهذا شيء لا يمكن العثور عليه إلا في هذا المكان، ويسمى هذا البلح بالجبيلي والصفوي، وهو من الأنواع اللذيذة المذاق. ومن ميزات المدينة أيضا العسل، وذلك بسبب الطبيعة الجبلية للمنطقة والنباتات التي يتغذى عليها النحل، الأمر الذي يجعل عسل هذه المنطقة يتميز بسعر أعلى من غيره بكثير. ومن أشهر جبال هذه المدينة جبل الأشعر والأجرد، حيث يعني الأشعر بأنه مليء بالأشجار، وخاصة شجر العرعر والعتم، أما الأجرد فيعني أنه لا يوجد به نباتات أو خضرة، وهو جبل يقع إلى الشمال الغربي من الفقرة، ويعد مستقلا عن الفقرة وبعيد نسبيا عنها.
تتنوع الحياة النباتية في المدينة بأكثر من مائتي نوع مختلف، وبالإضافة إلى فوائدها في إنتاج العسل، فإن هذه النباتات تستخدم في صنع الأدوية الطبية منذ القدم .
طرق الوصول للفقرة
هناك أربعة طرق للوصول للمدينة : الطريق الرئيسي هو طريق (المدينة المنورة – الفريش)، ويمتد لمسافة تقرب من 80 كيلومترا، وهو طريق مزدوج تم تنفيذه بواسطة وزارة المواصلات. وهناك طريق جبلي ترابي يمتد من (المسيجيد – رحقان – العنيق)، حيث يمكن للمسافرين الصعود إلى الفقرة عبر شعبة تسمى (محيليه). ومع ذلك، يمكن الوصول إلى هذا الطريق فقط باستخدام سيارات رباعية الدفع، وتبلغ مسافة الطريق حوالي 50 كيلومترا من المسيجيد إلى قمة الفقر .
تم إنشاء طريق جديد مؤخرا من طاشا إلى دمدم، حيث تعاونت الوزارة مع أصحاب الأعمال الخيرية في بناء هذا الطريق، ويمتد لمسافة 30 كيلومترا حتى السديرة ثم عقبة دمدم. وهناك أيضا طريق (ينبع النخل – السديرة – دمدم) من طريق البقاع، ينطلق من منطقة مدسوس والبلدة ثم يمر بطريق ترابي عبر قريتي الشرجة والسديرة للوصول إلى عقبة دمدم، وهو طريق معبد يصعد إلى الجبل، وطول العقبة يبلغ حوالي خمسة كيلومترات .