ماذا نتعلم من النحل

• ما هو النحل

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “أوحى ربك إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتا، ومن الشجر، ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات، فاسلكي سبل ربك ذلا، يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه، فيه شفاء للناس، إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون.

يعد النحل حشرة نافعة للغاية وأحد أهم الحشرات النافعة على الإطلاق، إذ يمثل مصدر اقتصادي كبير ويساهم في الفائدة المتبادلة بين الإنسان والنباتات، كما يعمل على الحفاظ على البيئة.

أنواع النحل

هناك عدة أنواع من النحل وتتمثل في:

• النحل الإيطالي ويعرف أيضاً بالنحل الكرنيولي
• النحل الإفريقي
• النحل القوقازي
• النحل السنجابي
• النحل الغربي
• النحل الورقي
• النحل الطنان
• النحل النجار
• النحل ميسون
• نحل القرع
• نحل التوت

ماذا نتعلم من النحل

مجتمع النحل هو مجتمع فريد، نظام لا يضاهى، حيث أن العديد من الدراسات تم إجراؤها خصيصا لاستكشاف هذا المجتمع، وكانت النتائج دائما مدهشة. فكيف يمكن لحشرة صغيرة أن تدير نظاما بأكمله وتكون بهذا القدر من الفائدة.

باستفسار عن كيف يستفيد الإنسان من مجتمع النحل؟ وأهم الدروس التي يمكن التعلم من نظام النحل هي:

النظام في مجتمع النحل

كل فرد في جماعة النحل لديه دور محدد يؤديه، حيث تقوم الملكة بتوزيع الأدوار بحكمة وذكاء داخل خليتها، مما يجعل جماعة النحل تبدو كجيوش مرتبة ومنظمة.

تقوم الملكة النحل بوضع البيض، وهو الذي يؤدي إلى تكوين جميع أفراد الخلية، وبعد ذلك تفرز الفرمونات التي تميز بين مجموعات النحل، حيث يمتلك كل نوع من النحل فرمونات تميزه عن الآخرين.

فيما يتعلق بالفرمونات، فهناك فرمونات تفرزها النحلات لتجميع الماء وليس لجمع حبوب اللقاح، ويقصد بذلك أن النحلات تفرز الفرمونات فوق الأزهار عندما تجد مصدر غني بالغذاء ورحيق كثير، لتشير بذلك إلى نظرائها، لكي يستطيعوا الحصول على الغذاء بسهولة، والفرمونات يمكن للنحلات فهمها بسبب رائحتها المميزة التي يمكن التعرف عليها بينها.

يفرز الوصيفات أو الشغالات الفرمون عند دخولهن الخلية ليمكن للنحل العائد للخلية التمييز بين جماعته بسهولة.

التعاون بين النحل

يتميز مجتمع النحل بقدرته الكبيرة على التعاون وإنجاز المهام بشكل جماعي واحترافي، حيث تعمل جماعة النحل وعددها الذي يزيد عن الخمسين ألف نحلة في عمل واحد.

تُطلق على جماعات العمل الجماعي الناجحة اسم جماعات النحل، وذلك لتعبير عن قدرتهم على الإنتاج والتنظيم الجيد.

تعمل جماعة النحل من أجل هدف مشترك وهو تحقيق المصلحة العامة للجماعة ككل، ومن هنا يعتبر النحل مثالاً على التعاون ودليلاً على أن العمل الجماعي هو أساس النجاح إذا كان للخدمة العامة، ويتعاون فيه كل الأطراف ويؤدي كل فرد مهامه.

القدرة على التحمل

يتحمل النحل بشكل كبير، حيث أن الدراسات أثبتت أنه يمكن للنحل الطيران إلى قمة جبل إيفرست، ولديه القدرة على التكيف مع أي ظروف بيئية. على الرغم من أن النحل يبدو حشرة صغيرة، إلا أن جلده وقدرته على التحمل يفوق توقعات البشر.

مهارات التواصل

يستطيع النحل التواصل فيما بينه، ويفهم كل منهم لغة الآخر، ويبدعوا في الإشارات وفي لغة التواصل عن طريق طريقتين أساسيتين وهما:

1. لغة الفرمونات: أثبت العلماء من خلال أبحاث طويلة أن الإفرازات التي يفرزها النحل وتسمى بالفرمونات هي رسائل يتركها النحل لبعضهم البعض للإشارة إلى مواقع الرحيق والغذاء، ويتم فهم هذه اللغة من خلال حاسة الشم لدى النحل، وتعد هذه الحاسة المهارة الأساسية لدى النحل، حيث يتميز بحاسة شم حساسة للروائح للغاية.
2. لغة الرقص: يتواصل النحل مع جماعته مباشرة عن طريق الرقص، ويمكن للنحل أن يخبر الجماعة عن مكان الغذاء بإصدار اهتزازات معينة. ومن اللافت أن النحل لديه طرق مختلفة للتعبير، فعلى سبيل المثال، إذا أرادت النحلة أن تخبر نظائرها بأن الغذاء يبعد أكثر من ألف متر عن خليتهم، فإنها تقوم بالاندفاع إلى الأمام ثم تهز بطنها يمينا ويسارا ثم تقوم بحركة نصف دائرية، وكلما كانت سرعتها أقل، فإنها تعني أن الغذاء بعيد. ويشير الرقص الطويل إلى وجود غذاء وفير، وهناك أنواع أخرى من الرقصات التي تشير إلى المرض أو الرغبة في التنظيف أو التحذير.

الإلهام والتأمل

النحل من أجمل المخلوقات التي يمكن أن يتأملها المرء، حيث إنها تشير إلى عظمة الخالق حيث أعطى تلك الحشرة الصغيرة المهارة والدقة والدهاء في القيام بوظيفتها على أكمل وجه، كما يمكن من خلال التأمل في النحل إدراك كيفية السعي لما ما يريده الإنسان، فمهما بلغت من ضعف فأنت لست أضعف ولا اخف من النحلة، ولكنها دؤوبة وماهرة للدرجة التي تمكنها من صنع تلك المهام الصعبة.

الذكاء والنظر للمستقبل

يتم تعريف مجتمع النحل على أنه مجموعة لا يمكنها تفويت فرصة الحصول على الطعام والغذاء، وهي دائما مستعدة للاستجابة للطعام والرحيق. يتمتع النحل بخمسة أعين ويقوم بتخزين المزيد من الطعام للأوقات العسيرة والشديدة، حيث يراعي النحل الأيام العجاف وليس فقط الأيام الحالية، وهذه المهارة يجب على الفرد اكتسابها، حيث يجب التفكير في المستقبل والتحضير لهذا المستقبل.

التخطيط والتنفيذ

تمثل أقراص العسل التي ينفذها النحل بناءً عظيمًا، وأظهرت الأبحاث أن المهندسين والفلاسفة وعلماء البيئة يعتبرون هذا البناء مصدر إلهام لهم، فالكفاءة والمهارة التي يستخدمها النحل في بناء أقراص العسل لا مثيل لها، كما أن طريقته في تخزين الطعام متقنة ودقيقة للغاية.

المرونة والتأقلم

يستطيع النحل التأقلم مع أي ظروف بيئية، ويستطيع بروح الجماعة أن يبني بيوت في الجبال وفي جذور الأشجار كما ذكرنا، كما أن النحل لا يحتاج إلى مساعدات خارجية من البشر غلا الحفاظ على البيئة وحفظ نظافة الهواء وعدم قطف الأزهار، حيث إن النحل يمكنه أن يقوم من خلال الرحيق والزهور بعمل عظيم.

معلومات عن النحل للاطفال

• النحل يعيش في الجبال والكهوف، ويتميز بسكنه في جذور الأشجار، حيث تكون المناطق المجوفة هي المكان المناسب للنحل، ويتم تشييد خلايا النحل دائمًا في الأماكن الداخلية مثل الشقوق والممرات والأنفاق وتكون غير مرئية.
• تموت بعض أنواع النحل عند محاولتها لدغ حيوان، حيث تنتزع قطعة من بطنها مع الشوكة أو الخطاف المتعلق في بطنها.
• يوجد أكثر من عشرين ألف نوع من النحل يعيش في مستعمرات ضخمة.
• يعيش النحل في مجموعات ويتكون من عائلة، حيث يحتوي كل خلية على الملكة والذكور والعاملات.
• تتميز خلايا النحل بتنظيم عالي، حيث يتم وضع العسل على طرفي الخلية بينما يتم وضع البيض في الوسط لحمايته، وتتألف الخلية من شكل سداسي مميز.
• النحل مخلوق يزيد عمره عن 80 مليون سنة، وأشار إليه أينشتاين بأنه `إذا انقرض النحل يومًا ما، فسيبقى الإنسان لخمس سنوات فقط على سطح الأرض`
• يتم جمع حبوب اللقاح بعناية فائقة من قبل النحل، حيث تقوم العاملات بجمع حبوب اللقاح من خلال الوعاء الموجود في الأرجل الخلفية للنحل. ويوجد رجل خلفي للنحلة يحتوي على وعاء أو سلة صغيرة يمكنها من جمع حبوب اللقاح بدقة. وتفرغ النحلة حبوب اللقاح المجمعة داخل العيون السداسية بعد ذلك، وهذا يؤدي إلى تلوين عيون النحل باللون الأصفر بسبب وجود حبوب اللقاح داخلها.
• يتغذى النحل على رحيق الأزهار ويمكن لأي نوع من الأزهار أن يكون مصدرًا غذائيًا للنحل، دون تفضيل أحد الأنواع عن الآخر.
• تتغذى ملكات النحل على غذاء معروف باسم غذاء الملكات.
• بالنسبة للنحلات العاملات، فهناك ما يشابههم من الذكور، ويتغذى كل منهمعلى خبز النحل الذي يتكون من حبوب اللقاح والعسل.
• يحفظ النحل سمه الخاص في كيس، ويمكن للأنثى فقط طرح السم.
• يساعد النحل في عملية تلقيح النباتات من خلال نقل حبوب اللقاح للأزهار.
• يمكن للنحل رؤية جميع الألوان ما عدا اللون الأحمر.
• يقوم النحل بإنتاج العسل لتغذية النحل الصغار خلال فصل الشتاء حيث لا يستطيعون الخروج للبحث عن الرحيق واللقاح.