اسلاميات

ماذا قال الرسول عن عائشة

من هي السيدة عائشة

عائشة بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنها، هي زوجة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين، كانت أحب زوجات الرسول إلى قلبه، وهي من أبرز رواة الأحاديث النبوية، وكانت تقف بجواره في حياته كنموذج للزوجة الصالحة المخلصة.

حياة النبي صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة

الحب والمودة والرحمة بين الزوجين هي أساسيات الحياة الزوجية، وهي العوامل التي تجعلها ناجحة. وكانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة خير دليل على ذلك، فعلى الرغم من انشغال الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة، إلا أنه كان زوجًا محبًا وعطوفًا وجميل المعشر، يخدم أهل بيته ويداعبهم ويتلطف بهم.

عاش النبي صلى الله عليه وسلم مع السيدة عائشة رضي الله عنها في حجرة صغيرة لا تكفي لاستيعابهم، وكان يمر وقتًا طويلاً دون أن يوقدوا النار لطهي الطعام، ومع ذلك كان هناك حب ومودة يشع بين جدران حجرتهما، وكان النبيصلى الله عليه وسلم يعبر دائمًا عن هذا الحب بدون أي حرج.

ماذا قال الرسول عن السيدة عائشة

  • عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: (يا رسول الله! من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قال: من الرجال؟ قال: أبوها) رواه البخاري.
  • ولما خير النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته في البقاء معه، إتباعا لأمر الله تعالى في قوله {قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} (الأحزاب:28-29)، بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها.
  • كما في حديث جابر رضي الله عنه قال (فبدأ بعائشةَ فقال: يا عائشة! أود أن أطرح عليك أمرا أود أنك لا تتسرعي فيه حتى تستشيري أبويك. قالت: ما هو يا رسول الله؟! فتلى عليها الآية، فقالت: أتستشيرني يا رسول الله وتستشير أبوي؟! بل أنا أختار الله ورسوله والحياة الآخرة، وأسألك ألا تخبر أي امرأة من نسائك بما قلت. قال: لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها، فإن الله لم يبعثني متكبرا ولا متكلفا، بل بعثني معلما يسر الأمور.

على الرغم من كثرة مسؤوليات الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يمزح مع السيدة عائشة.

  • قالت عائشة رضي الله عنها: كنت أتعرق العظم، وأنا حائض، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب من نفس الموضع الذي أشرب منه، وكان يضع فمه في الموضع الذي أتعرق منه، فأناوِله الشراب. رواه مسلم.
  • وفي مرضه صلى الله عليه وسلم كان من شدة حبه للسيدة عائشة رضي الله عنها، كان يسئل زوجاته اين أنا غدا، ف يفهمن انه يريد الذهاب لعائشة رضي الله عنها، وكان بداية مرضه صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة رضي الله عنها،  عن عائشة رضي الله عنها قالت: (إن من نعم الله علىَّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تُوفي في بيتي وفي يومي وبين سَحْرِي ونَحْرِي (على صدري)، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته فأمرَّه (استاك به) رواه البخاري .
  • كان الحب موجود في قلب النبي صلى الله عليه وسلم تجاه السيدة عائشة، أم المؤمنين رضي الله عنها، وكان هناك الود والرحمة في البيت النبوي. يجب أن تكون قدوة لجميع الأزواج في حياتهم. قال الله تعالى: `لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا` (الأحزاب: 21).

أحاديث الرسول عن عائشة

  • وروى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي اللَّه عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا عائش! هذا جبريل، يقرأ عليك السلام، قالت: وعليه السلام ورحمة اللَّه وبركاته). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه، فيبادرني حتى أقول: دعْ (أترك) لي، دع لي) رواه مسلم، وهو ما يوحي بجو المرح والمداعبة.
  • وروى أبو داود في سننه عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال لأصحابه: (تقدموا، فتقدموا، ثم قال: تعالي أسابقك، فسابقته، فسبقته على رجلي، فلما كان بعد خرجت معه في سفر فقال لأصحابه: تقدموا، ثم قال: تعالي أسابقك، ونسيت الذي كان، وقد حملت اللحم (زاد وزني) فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله وأنا على هذه الحال؟! فقال: لتفعلن، فسابقته فسبقني، فقال: هذه بتلك السبقة) رواه أبو داود.
  • وعلى الرغم من حب النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها، إلا أنه لم ينحاز في أمر الله ولم يتجاوز الحق، وقسم بينها وبين زوجاته الأخريات بعدل شديد في كل شيء، فكان صلى الله عليه وسلم يعاملهن بالعدل في مواقفه، وعائشة رضي الله عنها تقول: (يا ابن أختي! كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في توزيع وقته بيننا) وفقا لرواية أبو داود

وفي رواية أخرى كان يقول: (اللَّهمَّ هذا فِعْلي فيما أملِكُ، فلا تَلُمني فيما تملك ولا أملك) رواه النسائي، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تلمني فيما تملك ولا أملك) أي الحب والمودة القلبية. قال النووي: “أي: في محبة القلب”. وقال أبو بكر الخرائطي: “يريد النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنه يطيق العدلَ بينهن في النفقة عليهن والقسمة بينهن، ولا يطيق العدل بينهن في المحبة”.

  • حكى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [من كانت له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى، فسوف يأتي يوم القيامة وهو مائل لإحدى الجهتين].
  • في يوم ما، أثنت السيدة عائشة رضي الله عنها على خديجة رضي الله عنها، فقالت: `ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق (كبيرة السن)، قد أبدلك الله عز وجل بها خيرا منها`. فرد عليها النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: `ما أبدلني الله عز وجل خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وأنفقت علي بمالها`. رواه أحمد. 

رواية السيدة عائشة لأحاديث الرسول

أكد العلماء الحديث أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت من أبرز رواة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. عدد الأحاديث التي روتها عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ 1210 حديثا. ووافق البخاري ومسلم على رواية 174 منها، حيث وافق البخاري على 74 حديثا ووافق مسلم على 86 حديثا. وذكر ذلك في كتاب “رفع الأستار”، الذي يشرح “طلعة الأنوار” للكاتب حسن محمد المشاط.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى