ماذا تسمى ؟ ” الدائرة المنيرة التي تحيط بالقمر .. ولماذا تحدث
اسم الدائرة المنيرة حول القمر
يلاحظ في الليالي الصافية أن هناك حلقة دائرية كاملة تحيط بالقمر، وعند النظر بتمعن نجد أن تلك الحلقة تأخذ شكلا مشابها لقوس قزح، بالإضافة إلى بعض النقاط المضيئة مثل النجوم على جوانب تلك الحلقة أو فوقها وتحتها. ولهذا الأمر تفسير علمي يتعلق بالظواهر الجوية وحالة الطقس والمناخ، وتعرف تلك الدائرة المنيرة حول القمر باسم `هالة القمر`.
من المعروف أن الغلاف الجوي مليء بكمية كبيرة وغير قابلة للحصر من الكرات البلورية، والتي تؤدي إلى انكسار ضوء القمر، ويتم توزيعها وانتشارها في جميع الاتجاهات. وعندما يكون النظر إلى القمر، يتعرض بعض تلك الانكسارات لعيون البشر ويراها، مما يتيح لهم الفرصة لرؤية الأضواء المنكسرة بشكل كامل. وهذا يعني أنه ليس كل من ينظر إلى القمر يرى الهالة نفسها، ولكن كل شخص يرى هالته الخاصة من اتجاه محدد.
وذلك لأن الإنسان لا يرى إلى البلورات التي تعمل في محاذاة أشعة الضوء المنكسرة في الموقع الذي يقف به وينظر منه على وجه التحديد، بل إنه قد يكون هناك شخصين واقفين بجوار بعضهما البعض ولا يفضل بينهما سوى مترات معدودة ويرى كل منهم هالة خاصة به مختلفة عن تلك التي يراها الآخر، وهو الأمر ذاته فيما يتعلق برؤية قوس قزح.
أسباب ظهور هالة القمر
تظهر هالة القمر بسبب انعكاس وانكسار الضوء وتشتته عبر جزيئات الجليد المعلقة في السحب الهشة والرقيقة أو الرقائق السمعية المرتفعة. عندما يعبر الضوء عبر بلورات الثلج ذات الشكل السداسي، ينحني بزاوية 22 درجة، مما يؤدي إلى إنشاء هالة من الضوء بنصف قطر 22 درجة وقطر 44 درجة. في بعض الأحيان، يمكن رؤية هالة القمر مزدوجة، ولكن هذا يحدث نادرا عند انعكاس الضوء عن الجليد أو الماء
وعلى ذلك ومما سبق ذكره يتضح أن الحلقة القمرية أو الهالة القمرية لا تحدث إلا في حالة انعكاس أو انكسار الضوء من بلورات الجليد المعلقة في غيوم رقيقة أو سحب ناعمة على ارتفاعات عالية، حينما يبدأ ذلك الضوء في المرور خلال بلورات الجليد ثم ينحني بزاوية 22 درجة ويكون نتاج تلك العملية تكون هالة أو حلقة بمقدار 22 درجة، وفي بعض الأحوال قد تكون تلك الحلقة باهتة جدًا أو واضحة جدًا وهو ما يتوقف على مقدار السحب الرقيقة أو كمية الضوء التي تعبر خلالها.
بمجرد أن يمر الضوء عبر تلك البلورات الجليدية ذات الشكل السداسي، يحدث تفريقه وتفصيله إلى ألوانه المكونة، مما ينتج عنه ظهور هالة تشبه قوس قزح بألوانه السبعة للمراقب، ولكن الهالة تظهر بشكل غير واضح بشكل كبير، حيث تكون باهتة إلى حد ما باللون الأزرق من الخارج والأحمر من الداخل، وهذا يشبه الوصف المطابق للهالة القمرية التي تحدث بفعل المطر وضوء الشمس النهاري.
ماذا يقول الفولكلور عن الهالة القمرية
تشير تقاليد الطقس والمناخ إلى أن الهالة القمرية هي مؤشر مبكر على طقس غير مستقر ومحتمل، وتزداد هذه الظاهرة بشكل خاص خلال فصل الشتاء، ومع ذلك، هذا الاعتقاد غالبا لا يكون صحيحا، حيث تسبق الغيوم السمعية عموما أنظمة العواصف والأمطار والعواصف، وفي الواقع، ظهور الهالات القمرية لا يقتصر على أشهر الشتاء فحسب، بل في كثير من الأحيان تكون دليلا حقيقيا على اقتراب هطول الأمطار
ظواهر ذات علاقة بهالة القمر
هناك العديد من الظواهر الطبيعية التي ترتبط بهالة القمر، ومن بينها:
وهج كوروناس
وضع العلماء تعريف لظاهرة وهج كوروناس (Coronas) بأنها عبارة عن حلقة ضوئية محيطة بقرص القمر والتي يعتقد الكثيرون ممن ينظرون إليها أنها هي الهالة القمرية، ولكن ذلك ليس صحيح حيث إن كلاً منهما يختلف عن الآخر ومن بين أوجه الاختلاف بينهما أن وهج كوروناس أصغر من حيث الحجم من الهالة القمرية، والتي تظهر بسبب انجراف ضوء القمر بفعل كل من قطع الجليد وجسيمات الماء صغيرة الحجم المعلقة بالسحب الرقيقة، وهو ما يترتب عليه تحلل ألوان الضوء فيظهر اللون الأحمر الخارجي، والأزرق الداخلي، وكلما ابتعد القمر أصبح وهج كوروناس باهتاً غير واضح.
قوس قزح القمري
تحدث انكسار للضوء الصادر عن القمر، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة متنوعة من الألوان. ينتشر الضوء في العديد من الزوايا والاتجاهات، وفي الليل يكون هناك تشابه بين ظاهرة الانكسار وقوس قزح الذي يظهر بعد المطر في النهار. يمكن رؤية ظاهرة الانكسار فقط من الجانب المقابل لموضع القمر في السماء. هذه الظاهرة نادرة الحدوث وتم رصدها مرتين فقط في أكثر من خمسين عاما الماضية.
القمر الزائف
القمر الزائف هو مصطلح إنجليزي شائع بين العلماء ويطلق عليه “mock moon” أو “moon dogs”، وهو عبارة عن مجموعة من البقع المضيئة التي تظهر على جانب واحد من القمر، عادة ما توازي هذه البقع الإضاءة في الأفق، ويحدث ذلك عندما يكون القمر في طور البدر وقريب جدا من الأفق.
بشكل عام، يظهر القمر الزائف على شكل دائرة مضيئة وساطعة إلى حد ما، ويكون سطوعه عادة أكثر وضوحا من هالة القمر. يتكون القمر الزائف بسبب انكسار ضوء القمر عبر بلورات جليدية سداسية الشكل موجودة في السحب الغائمة، ويظهر القمر الزائف كجزء من هالة زاوية 22 درجة.
تشبه هذه الظاهرة بشدة الشمس الزائفة، ولكنها نادرة الحدوث، وذلك لأن القمر يجب أن يكون في حالة سطوع تصل إلى ربع القمر أو أكثر، وبالتالي، لكي يمكن للمرء ملاحظة القمر الزائف، يظهر القمر الزائف بألوان قليلة جدا للعين المجردة البشرية، نظرا لأن الضوء المنبعث منه ليس كافيا لتنشيط خلايا المخروطية.