هارولد ماكميلان، والملقب بسوير ماك، هو سياسي كبير من حزب المحافظين في بريطانيا، وتولى منصب رئيس الوزراء في بريطانيا من العاشر من يناير 1957 حتى الثامن عشر من أكتوبر 1963
خدم ماكميلان في الحرب العالمية الأولى في حراسة الغرينادين وأصيب بثلاث جروح، وكانت إحدى الجروح الأكثر قسوة في معركة السوم سنة 1916، حيث بقي على إثرها في المستشفى العسكري حتى نهاية الحرب، وأدت إلى آلام مزمنة وعدم حركة جزئية في بقية حياته. وبعد الحرب، انضم ماكميلان إلى الشركة العائلية، ودخل عالم السياسة بفوزه في الانتخابات البرلمانية عن ستوكتون أون تيز في دائرة الانتخابات الشمالية عام 1924، وخسر مقعده في سنة 1929 واستعاده مرة أخرى في سنة 1931
سيرة هارولد ماكميلان
عائلة ماكميلان : ماكميلان ولد في مدينة تشيلسي في لندن، وكان والده يدعى موريس كروفورد ماكميلان وهو ناشر، ووالدته السابقة هيلين ارتي كانت فنانة من سبنسر. لدى ماكميلان شقيقان، دانيال الذي يكبره بثماني سنوات وآرثر الذي يكبره بأربع سنوات
دراسة ماكميلان : قامت أم ماكميلان بتعليم ابنها بشكل مكثف، حيث تعلم الفرنسية في سن السادسة والسابعة وحصل على دروس مبدئية في اللغة اللاتينية واليونانية الكلاسيكية في مدرسة جلادستون. كما كان يمارس الرقص الأكاديمي والألعاب الرياضية يوميا في نادي ماكفرسون
الحياة بالجامعة وآراء ماكميلان السياسية المبكرة : التحق ماكميلان بكلية باليول في جامعة أكسفورد، حيث انضم إلى العديد من الجمعيات السياسية المختلفة، فكانت أفكاره السياسية مزيجا بين المحافظين المعتدلين والليبراليين المعتدلين والاشتراكيين، وبعد عامين من الدراسة أصبح وصيفا مثاليا في جامعة أكسفورد وحصل على الشهادة بالمرتبة الأولى مع مرتبة الشرف
خدمة ماكميلان في الحرب العالمية الأولى : بعد احتلال ألمانيا لبلجيكا وانضمام بريطانيا إلى الحرب، تطوع ماكميلان على الفور في الحرب العظمى وتم تعيينه كملازم مؤقت في الجيش الملكي. ثم تم ترقيته إلى رتبة ملازم بعد سنة، وانتقل للخدمة في حرس غرينادين وشارك في القتال في فرنسا على الجبهة الأمامية. وكان معروفا أنها واحدة من أخطر المناطق نظرا لارتفاع معدل الإصابات ووفيات الجنود فيها بشكل مبكر
أُصيب ماكميلان ثلاث مرات خلال الحرب، حيث أُصيب في يده اليمنى مرة، وأُصيب برصاصة في رأسه مرة أخرى، وبعد تلقي العلاج عاد ليقود كتيبة في معركة فيلرز كوسيليت، التي كانت جزءًا من معركة السوم، وأُصيب فيها بجروح خطيرة في قدمه، وظل في المستشفى العسكري حتى نهاية الحرب.
قضى ماكميلان العامين الأخيرين في المستشفى العسكري، يحاول التعافي من إصابة بالغة في الفخذ استغرق علاجها أربع سنوات، خضع خلالها لعدة عمليات جراحية، ورغم شفائه إلا أنه لا يزال يعاني من آثار هذه الإصابة على مشيته وكتابته بسبب إصابته في يده اليمنى.
حياة ماكميلان الشخصية : تزوج ماكميلان من بنت الدوق التاسع ديفونشاير السيدة دوروثي كافنديش في الواحد والعشرين من أبريل سنة 1920. كان السيد ماكميلان والسيدة دوروثي يعيشان حياة الإنفصال رغم زواجهما، إلى أن توفيت زوجته في 21 مايو سنة 1966 بعمر يناهز ال65 بعد 46 سنة زواج. وللسيد ماكميلان أربع أبناء موريس، السيدة كارولين فيبر، السيدة كاثرين امري، وسارة هيث التي كانت هناك شائعات أن والدها الطبيعي هو بوثبي الذي كان على علاقة بالسيدة دوروثي.
مهن هارولد ماكميلان السياسة
نائب للبرلمان من 1924 حتى 1929 : ترشح ماكميلان في عام 1923 للدائرة الصناعية الشمالية في ستوكتون-أون-تيز، حيث كلفت حملته الانتخابية حوالي 200 إلى 300 جنيه إسترليني ودفعها من جيبه الخاص.
نائب للبرلمان من 1932 حتى 1939 : قام ماكميلان بدعم رحلات تشامبرلين لمحادثة هتلر في مدينة بيرشتسجادن، وكتب كتيباً بعنوان “ثمن السلام” الذي يدعو إلى تحالف بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي المشترك.
وزير للإسكان : في عام 1951، حقق المحافظون انتصارا أدى إلى تعيين مالكمين وزيرا للإسكان في حكومة تشرشل. تم تكليفه ببناء 300000 منزل سنويا، ولكن تعنت وزير المالية عرقل تنفيذ هذه المهمة. ومع ذلك، نجح في تنفيذ مهمة وزارة الإسكان قبل انتهاء المدة المحددة بعام
وزير للدفاع : تولى ماكميلان الوزارة في أكتوبر عام 1954، ولكن سلطته كانت مقيدة بسبب تدخلات تشرشل، وخلال فترة إشرافه تم اعتماد إنشاء الردع النووي في بريطانيا وتم إنتاج أول قنبلة نووية.
وزارة الخارجية ومستشار للخزانة : قام ماكميلان بتولي وزارة الخارجية ومنصب مستشار للخزانة من عام 1955 إلى 1957.
مالكمين رئيس للوزراء : كانت فترة الحكومة الأولى لماكميلان من سنة 1957 إلى 1959 ،وكان يبعث إنطباع عن نفسه بالسياسي الهادئ، وكانت فترة حكومته الثانية من سنة 1959-.1963
أهم مؤلفات هارولد ماكميلان
بعد تقاعد ماكميلان تولي منصب رئيس دار نشر عائلته، وأخرج سيرته الذاتية في ست مجلدات وهي:
كتاب رياح التغيير،
يتضمن الجزء الأول من الكتاب السيرة الذاتية لماكميلان وهو الأكثر أهمية وروعة في القصة، ويتناول مراحل حياته في أكسفورد وحياته في الجيش وتحوله إلى ضابط في الجبهة الغربية، ويتناول أيضًا مشاركته في الحرب وبعد ذلك بدأ حياته السياسية.
كتاب إنفجار الحرب
هو سرد شخصي جديد لكيفية خوض الحرب العالمية الثانية وآلية فوز الجبهة السياسية في لندن، وشمال إفريقيا، وإيطاليا، واليونان، حيث كان هارولد ماكميلان في مركز الأحداث وعلى علاقات قوية مع الشخصيات المؤثرة التي لعبت دورا في فوز الحلفاء
كتاب ثلاثة عشر يوماً
يصف (8763) أزمة الصواريخ الكوبية وهي أول أزمة نووية كبيرة في العالم التي وقعت في أكتوبر 1962
كتب أخري
-مد وجزر الثروات، 1945-1955
-راكب العاصفة، 1956-1959
-مشيراً إلى الطريق، 1959-1961
-في نهاية اليوم، 1961-1963
وفاة هارولد ماكميلان
توفي ماكميلان في قصر أسرته في شرق ساسكس عن عمر يناهز 92 عامًا، وهو أكبر عمر يحققه رئيس وزراء بريطانيا، وتقدم الرؤساء في العالم التعازي لأهله ولبريطانيا كلها على خسارة السياسي والمحارب البريطاني ماكميلان.