يعد محمد الغزالي واحدًا من أعلام دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، وهو يعد من أشهر المناهضين للتشدد والتطرف في الدين، ولقد اشتهر الغزالي بأسلوبه المميز في الكتابة وعُرف باسم أديب الدعوة، إذ تولى مسؤولية حمل الدعوة الإسلامية .
نبذة عن محمد الغزالي :
ولد المفكر محمد الغزالي عام 1917م بمحافظة البحيرة في مصر، وقد نشأ في بيئة ملتزمة بالدين الإسلامي، حيث كان والداه يحبان علوم الدين، لذلك فقد شجعاه على حفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة، وعند وصوله للابتدائية، إلتحق الغزالي بمعهد الإسكندرية ونال شهادة الكفاءة، وأنهى هناك دراسته الثانوية .
عندما بلغ الغزالي سن العشرين، انتقل إلى القاهرة للالتحاق بالأزهر الشريف ودرس هناك أصول الدين. وبعد التخرج، اتجه إلى الدعوة والإرشاد، وكان يولي اهتمامًا كبيرًا للدروس والعظات. كان الغزالي يدعو إلى الابتعاد عن التشدد والتعصب، وكان أسلوبه رفيع المستوى ويدعو إلى اليسر .
تم اعتقال الغزالي عام 1948م في معتقل الطور بسبب ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، ولكنه بعد خروجه من المعتقل تخلى عن الجماعة بسبب خلاف نشأ بينه وبين الشيخ حسن الهضيبي. وشغل الغزالي عدة مناصب، بما في ذلك وكيل وزارة الأوقاف في مصر وأستاذ في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، ورئيس المجلس العلمي لجامعة الأمير عبد القادر الجزائرية .
توفي المفكر محمد الغزالي عام 1996م في المملكة، وكان من المفترض أن يحضر مؤتمر الإسلام وتحديات العصر ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجادرية، وتم دفنه في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة .
أهم مؤلفات محمد الغزالي :
– عقيدة المسلم :
يتناول هذا الكتاب مناقشة الأحاديث والآيات القرآنية من منظور العقل والعاطفة. يقول الغزالي في مقدمة الكتاب: “حاولت أن أجعل التفكير العقلي رطبا ببعض المشاعر الحية أثناء كتابتي عن عقيدة المسلم، ولم يكن لدي سوى النصوص القرآنية والسنة في نظري.” ينقسم هذا الكتاب إلى تسعة فصول هي: الحقيقة الأولى، الوحدة المطلقة، الكمال الأعلى، القضاء والقدر، العمل أساس الإيمان، الخطيئة والتوبة، الخلافات التي لا تبرر، الأنبياء، الخلو .
– فقه السيرة :
هذا الكتاب من الكتب التي تختص بذكر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد اعتمد الغزالي بهذا الكتاب على أسلوب شبيه بأسلوب الرواية أو القصة، وجاء الكتاب في تسعة فصول وهم : رسالة وإمام، من الميلاد إلى البعث، جهاد الدعوة، الهجرة العامة : مقدماتها ونتائجها، أسس البناء للمجتمع الجديد، الكفاح الدامي، طور جديد، أمهات المؤمنين، الرفيق الأعلى .
– دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين :
يناقش هذا الكتاب حالة الأمة الإسلامية والوضع السيئ الذي وصلت إليه، ويحاول الغزالي في هذا الكتاب عرض جميع المشاكل الثقافية والفكرية التي تواجه الأمة، ويقدمها بأسلوب وسطي بسيط على مدى 20 فصلًا .
– الإسلام المفترى عليه :
هذا الكتاب هو الثالث الذي يقوم الغزالي بكتابته قبل الثورة، وكان الهدف منه إبعاد الناس عن الشيوعية ومذهبها الاقتصادي، وكذلك الرأسمالية، وناقش الغزالي فيه الصورة الصادقة للدين ومبادئه وموقفه بشأن الأفكار الاقتصادية، ويحتوي على سبعة فصول .
– الاستعمار أحقاد وأطماع :
يتناول هذا الكتاب الدوافع الخفية للإستعمار والوسائل التي يستخدمها لتحقيق أهدافه في السيطرة على العالم الإسلامي وإزالة الدول العربية والإسلامية من الخريطة، ولذلك، فإن هذا الكتاب ذو أهمية كبيرة للمسلمين والعرب بشكل عام، ويتألف هذا الكتاب من أحد عشر فصلاً .
– تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل :
يعد هذا الكتاب واحدًا من أهم كتب الغزالي، حيث يناقش أسباب المحنة التي تواجه الأمة الإسلامية وكيفية علاجها، ويبدأ الكتاب منذ بداية الخلق وحتى القرن الخامس عشر، ويتألف الكتاب من عشرة فصول .
– كيف نتعامل مع القرآن :
يُشار في مقدمة الكتاب إلى أنه عبارة عن دراسة قام الغزالي بإجرائها مع عمر عبيد حسنة، حيث عرض فيها مجموعة من الملاحظات والقضايا الهامة المتعلقة بالقرآن الكريم، مثل مسألة النسخ والتفسير بالرأي والتفسير العلمي وتغيير مسار القرآن وترجمته، وغير ذلك .
– ظلام من الغرب :
يتناول هذا الكتاب قصة المستشرقين الذين يعيشون بيننا ويرى بعضهم أن أمة المسلمين قامت بالحروب فقط، ويستشهد الكتاب ببعض أقوال المستشرقين الذين يرون أن الدين لا يقبله العقل، بل يقبله القلب فقط. ولكن الكاتب يرد عليهم قائلا إن الدين يحتاج إلى التصديق، وهذا التصديق بدوره يحتاج إلى التصور، والتصور ليس مقتصرا على القلب بل على العقل أيضا .
– قضايا المرأة :
يحتوي هذا الكتاب على مجموعة من الخواطر المتنوعة التي تتضمن العلم والأدب والنقد والفتوى، وجميعها تتعلق بقضايا المرأة والأسرة، وتم نشر هذه الخواطر في العديد من الصحف، وتم جمعها في هذا الكتاب القيم بسبب أهميتها .
– المحاور الخمسة للقرآن الكريم :
يتضمن هذا الكتاب خمسة محاور رئيسية للقرآن الكريم، وهي الله الواحد ومبدأ التوحيد وتأثيره على المسلمين، والكون الذي يشير إلى الخالق، والقصص القرآنية التي تعتبر أداة للتربية، والبعث والجزاء، وميدان التربية والتشريع الإسلامي .
