مؤسس المسرح السياسي الكويتي ” عبد الأمير التركي “
يُعَدُّ الكاتب الراحل عبد الأمير التركي مؤسس المسرح السياسي في دولة الكويت دون منازع، إذ استطاع أن يقدم نوعًا مختلفًا من الأعمال الأدبية التي تنتقد المجتمع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الكويت .
من بين أشهر الأعمال التي قدمها الراحل `عبد الأمير التركي` في مسيرته الفنية في المسرح السياسي الكويتي هي “ملونة بالغضب، ومشحونة بالاحتجاج، وقادرة على كسر جدران الصمت، وتعبر عن مشاعر القلوب التي تتجاوز الكلام، ولكن يخشى الكشف عنها”، وبذلك خلق الكاتب الكويتي الراحل “عبد الأمير التركي” واقعا جديدا في الحياة الفنية في المنطقة الخليجية .
في الفقرات التالية، سنتحدث بشيءٍ من التفصيل حول حياة الأديب الكبير المرحوم عبد الأمير التركي، وذلك من خلال التقرير التالي
عبد الأمير التركي، مؤسس المسرح السياسي في الكويت، ولد في بداية يناير عام 1945م. ولد في بيت يعمه العلم والأدب، وكان والده المربي الفاضل الأستاذ عبد الصمد تركي حسن تركي الطراح، الذي عمل كمدرس في العديد من المدارس في الكويت، مثل مدرسة الصباح ومدرسة المثنى ومدرسة النجاح ومدرسة الصديق. عمل في التدريس حتى نهاية عام 1965م. قام بتدريس العديد من شباب الكويت المتميزين، والذين تولوا مراكز قيادية في الدولة. بعد ذلك، انتقل إلى العمل الدبلوماسي، حيث تعين كملحق صحفي في السفارة الكويتية في بغداد، ثم شغل العديد من المناصب حتى أصبح مستشارا صحفيا في السفارة. استمر في هذا الدور لمدة 20 عاما. بعد عودته إلى الكويت، عمل كمستشار صحفي لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الإعلام السابق الشيخ جابر العلي الصباح، واستمر في هذا الدور حتى اعتزل العمل والتفرغ للكتابة والتأليف .
كان والد كاتبنا الراحل مشاركا في تأسيس العديد من الجمعيات المهمة في دولة الكويت، بما في ذلك جمعية المعلمين الكويتية ورابطة الأدباء. كما قام بإنشاء الأساس الأول للحركة المسرحية وكتابة المسرحيات، ومن بين المسرحيات الرئيسية التي كتبها هي “المرأة تصنع المجتمع” و “المكر السيئ لا يؤذي سوى أهله.” بالإضافة إلى ذلك، قدم جهودا كبيرة في مجال الصحافة، حيث كتب العديد من المقالات السياسية والأدبية التي تم نشرها في صحف ومجلات محلية وعربية. وأسس مجلة كاظمة وتولى منصب رئيس تحريرها في عام 198
المؤهلات التي حصل عليها عبد الأمير التركي : كما أشرنا سابقا، أكمل الكاتب عبد الأمير التركي تعليمه في الكويت وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من بريطانيا. هذا منحه مستويات عالية من الوعي السياسي والقدرة على التحليل الدقيق والعميق لواقع المجتمع العربي عموما والمجتمع الكويتي تحديدا. يجدر بالذكر أن غالبية كتابات عبد الأمير التركي تركز بشكل مباشر على التحليل السياسي لعدد كبير من القضايا المعاصرة، مثل انتخابات أعضاء المجالس النيابية وتنبؤات ببعض القضايا المستقبلية مثل تغير العملة والصراعات الطائفية .
عبد الأمير التركي والمسرح السياسي الكويتي : يعد عبد الأمير التركي المؤسس الرئيسي للمسرح السياسي بدون منازع، وقدم من خلاله مجموعة من الأعمال والنصوص التي استطاع من خلالها إيصال رسائل مبطنة أحيانا وصريحة في كثير من الأحيان، ومن أهم هذه الأعمال “العابثون بأمن الوطن”، حيث ناقش “التركي” قضايا شائكة مثل التغييرات الوزارية المتعاقبة التي تحدث داخل دولة الكويت، والتي لا يشعر المواطن بجدواها ولا يراها سوى أفعالا عبثية، بالإضافة إلى العديد من قضايا الفساد الأخرى .