لوران بلان المدرب الفرنسي الذي بدأ كبيرا
منذ بداية كرة القدم نجد تباينا بين ممارسيها حول العالم. الاختلاف هنا هو اختلاف جوهري، حيث تقسم الرياضة الرياضيين إلى فئات. فمثلا، هناك قارة تتفوق على قارة في لعبة مثل كرة القدم. فمنتخب أوروبا يحتل مركزا متقدما في التصنيف عن منتخبات آسيا وأفريقيا، وكذلك الأندية الأوروبية تحتل مكانة أعلى من الفرق الآسيوية والأفريقية. وهذا ليس تمييزا عرقيا، بل يعود للنتائج التي تظهر تفوق أبناء القارة العجوز على قارتي أفريقيا وآسيا. ونفس الأمر ينطبق على اللاعبين، حيث هناك لاعبون بقيمة 100 مليون دولار وهناك لاعب آخر بقيمة 50,000 دولار، وذلك بسبب الاختلاف في الإمكانيات بينهم. ونفس الأمر ينطبق على المدربين، حيث هناك مدربون في الفئات الأولى وآخرون في المراتب الأقل. وكذلك، المدربون في المراتب الأعلى غالبا يتولون تدريب أفضل الأندية في العالم، استغلالا لما يمكن أن يضيفوه هؤلاء الأشخاص لفرقهم. وفي السنوات الأخيرة، ظهر العديد من المدربين المخضرمين الذين يتميزون بالشبابة في نفس الوقت. وهناك جيل ذو خبرة يتجاوز عمره الستين عاما ومع ذلك يظل يساهم في كرة القدم بخبرته وجهوده، وبعض الأندية الكبيرة والمنتخبات تسعى للتعاقد معهم. أما المدربون الشباب في عالم التدريب، فهم من يسيطرون على المشهد الكروي الآن، وتسعى العديد من الأندية لتغيير ثقافتها والتطور من خلال منح الفرصة لهؤلاء الشباب الذين يسعون لإثبات أنفسهم. ومن بين هؤلاء المدربين يأتي المدرب الفرنسي لوران بلان، الذي يعتبر واحدا من أفضل المدربين في العالم حاليا، وفيما يلي أهم المعلومات عن هذا المدرب.
مسيرة لوران بلان كلاعب :
لوران بلان يعد من أفضل المدربين الحاليين على مستوى العالم ويعد هذا المدرب صاحب الفكر المتوازن ما بين الدفاع والهجوم وله العديد من النجاحات مع الفرق التي قام بتدربيها ولكنه قبل السرد في حياته التدريبية يجب أن نتعرف عليه كلاعب حيث أنه كان من اللاعبين الذين سيذكروهم التاريخ في فرنسا .
لاعب كرة القدم الفرنسي لوران بلان ولد في 19 نوفمبر عام 1965، وبدأ حياته الكروية مع نادي ونبلية عام 1983، وكان مشهوراً مع الفريق بأنه يستطيع تسجيل الأهداف من الضربات الثابتة بالرأس، وحقق مع الفريق بطولة كأس فرنسا عام 1990 وسجل بلان هدف الفوز .
في عام 1991 أنتقل بلان للعب خارج فرنسا من خلال نادي نابلولي الإيطالي ولكنه لم يستمر هناك كثير وعام الى فرنسا ولعب في نادي سانت إيتيان وسجل مع الفريق 12 هدف وحاز على لقب أفضل مدافع فرنسي ، بعدها أتت أصابة كبيرة لورا بلان أبعدته عن الملاعب فترة كبيرة وبعدها أنتقل الى نادي أوكسير وساهم في الفوز معهم بالدوري والكأس في فرنسا عام 1996 .
بينما كان اللاعب يلعب بشكل رائع مع فريقه، تلقى عرضاً كبيراً من برشلونة وانتقل إليه لموسم واحد في عام 1996-1997، وقاد اللاعب دفاع الفريق الإسباني بشكل ممتاز وأحرز معهم كأس السوبر .
كان لوران بلان قائدا للمنتخب الفرنسي الذي فاز بكأس العالم 1998. بعد ذلك، انتقل إلى نادي مارسيليا وحصل على لقب الرئيس من قبل جماهير الفريق بسبب أهدافه الهامة. ثم عاد مرة أخرى إلى الدوري الإيطالي من خلال نادي إنترميلان وتم اختياره كأفضل لاعب في الفريق. وبعد عدة مفاوضات مع نادي مانشيستر يونايتد الإنجليزي، انتقل اللاعب إلى النادي الإنجليزي عندما كان يبلغ من العمر 35 عاما. في البداية، لم يقدم الأداء المطلوب لتعويض غياب اللاعب الهولندي يام ستام، ولكنه في النهاية قاد الفريق للفوز ببطولة الدوري عام 2003. ثم أعلن اللاعب اعتزال كرة القدم والتحول إلى التدريب .
مسيرة لوران بلان التدريبية :
بعد اعتزاله لكرة القدم، اتجه بلان نحو التدريب وعمل على تطوير نفسه من خلال حضور الدورات التدريبية، بهدف رفع مستواه التدريبي. في عام 2007، أعلن نادي بوردو الفرنسي تعاقده مع بلان ليكون مدربا للفريق الفني. في نفس العام، حاول بلان الفوز بالدوري، لكنه لم ينجح بفارق ضئيل عن فريق ليون. ومع ذلك، حصل على لقب أفضل مدرب في الدوري الفرنسي. قضى بلان ثلاثة مواسم مع فريق بوردو، حقق خلالها ثلاثة بطولات في الدوري الفرنسي وكأس الأبطال الفرنسي وكأس الدوري الفرنسي. في عام 2010، بعد خروج المنتخب الفرنسي من كأس العالم وإقالة المدرب ريمون دومينيك، تولى بلان منصب المدير الفني للمنتخب الفرنسي حتى بطولة يورو 2012. في يورو 2012، خرج المنتخب الفرنسي من البطولة أمام المنتخب الإسباني، حامل اللقب، بنتيجة 2-0، مما أدى إلى استقالة بلان من منصب المدير الفني للفريق .
بعد عام، في عام 2013، أعلن نادي باريس سان جيرمان تعيين بلان كمدير فني للفريق خلفا لكارلو أنشيلوتي الذي انتقل لتدريب ريال مدريد، ومع الفريق الباريسي، قدم بلان أداءا ممتازا وفاز بالعديد من البطولات، بما في ذلك الدوري الفرنسي ثلاث مرات، وكأس فرنسا مرتين، وكأس الدوري الفرنسي ثلاث مرات، وكأس الأبطال الفرنسي ثلاث مرات، مما دفع إدارة النادي في عام 2016 إلى تجديد عقد المدرب لفترة أخرى للفوز بدوري أبطال أوروبا، وهو حلم النادي الفرنسي الأكبر منذ ذلك الحين .