لوحة الفنان جون كونستابل النادرة في المزاد العلني
من المنتظر أن تعرض دار “سوذبيز” التي تنظم المزادات العلنية ، لوحة نادرة للبيع تخص الفنان البريطاني “جون كونستابل” في شهر ديسمبر من السنة الجارية. و قد احتفظ الفنان كونستابل بهذه اللوحة التي سماها “ذولوك” حتى وفاته سنة 1837م. و تجسد هذه اللوحة منظرا طبيعيا لنهر “ستور” في منطقة سوفوك.
و يتوقع الخبراء ان تتراوح قيمتها بين 8 و 12 جنيه استرليني، حيث أوضح خبير اللوحات البريطانية ” جوليان كاسكوني” أن تحكم كونستابل في رسم المناظر الطبيعية يظهر بصورة واضحة في اللوحة و في دقتها و حركة العشب فيها و لمعان الماء و هو ينسكب. و سيتم عرض اللوحة في كل من هونغ كونغ و نيويورك و لوس أنجلوس ثم تعود إلى بريطانيا في التاسع من ديسمبر.
جون كونستابل “ John Constable“
ولد جون كونستابل في 11 يونيو 1776 في شرق بيلغوست في سوفولك، إنجلترا، وتوفي في 31 مارس 1837 في لندن، إنجلترا، وهو واحد من أشهر الرسامين البريطانيين في القرن الثامن عشر، وكان من بين أكبر فناني الحركة الرومانسية في بريطانيا.
يشتهر هذا الفنان بحبه لرسم اللوحات الطبيعية ذات الطابع الريفي والتي تمثل مناطق من بلاده، ويُعدُّ من أهم أعماله لوحة `منظر النهر` ولوحة `الطاحونة في فلاتفورد` ولوحة `تيت غاليري`. كما كان أستاذًا جامعيًا في جامعة كامبريدج.
تعرف جهة ديدهام فالي في سوفولك البريطانية حاليا باسم بلد كونستابل. كان والده، الذي كان يعرف بأعماله الناجحة، يعمل في `مطحنة فلاتفورد`، وهي واحدة من أشهر أعماله. كان كونستابل نفسه طاحونا ناجحا، ودرس في الكنيسة قبل أن ينضم إلى الأكاديمية الملكية في لندن عام 1795 للعمل مع `فارينتون` و `ريناغ` في إنتاج بعض الموضوعات التاريخية والصور. ومع ذلك، بقيت الطبيعة هي معلمه الأول. درس بشغف وتمكن من ترجمة حبه للفن من خلال رسم لوحات مائية وأخرى زيتية. قدم أول مجموعة لوحات له للأكاديمية الملكية عام 1802.
أحب فتاة من نفس منطقته تدعى “ماريا بيكنل” و تعرف على والدها الذي كان من أقارب ملك بريطانيا آنذاك و الذي وجد بأن كونستابل غير مؤهل للزواج من ابنته. و بعد خمس سنوات أعطى أخيرا موافقته لزواجهما الذي تم في سنة 1816. و بعد ولادة زوجته لسبعة اطفال : جان ، بيار ، آدل ، أستريد و ويليام ، توفيت ماريا بمرض السل الشيء الذي قلب حياة كونستابل لفترة طويلة.
في الوقت الذي توفيت فيه زوجته، توفي والده وترك له ميراثًا بقيمة حوالي 20 ألف جنيه استرليني، ومع ذلك، فقد خسر جميع ممتلكاته في استثمارات سيئة وفشلت أعماله في تلك الفترة.
يستند فنان الرسم الذي رقمه (480) على طريقة بسيطة في الرسم، وهي التجول في الطبيعة للتعرف على أسرارها ورسمها على اللوحة بطريقة واقعية. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الفنان بتعليم جيد في فن الرسم وتقنياته، ويعتبر الأمر ضروريا لتحسين مهاراته. ينسى الفنان في كل مرة يرسم فيها لوحة للطبيعة اللوحات الفنية التي رأها من قبل. كما يجرب الفنان تقنيات جديدة في الرسم من خلال التأمل والتجربة، ويعتبر الرسم تغييرا للواقع وليس نسخا عنه، ويعرض في لوحاته موضوعات كلاسيكية ويروي قصصا فنية على اللوحة.
الرسامين الهولنديين كذلك كما الرسامين البريطانيين ، ساهموا في التغيير: وبما أن النظرة متشابهة في جميع أنحاء العالم، فقد أدى هذا التطور إلى التفكير في علم الرؤية الفيزيائية من قبل هيغن وكالبر واختراع آلات التصوير، حيث يقوم المبدأ على أن الأشياء تعكس صورتها على الأسطح بنفس الطريقة التي تعكسها على شبكية العين.
في عام 1824، قدم معرض باريس بعض أعمال الفنان جون كونستابل ومن ثم فرانسوا ميلي والفنانين في مدرسة باربيزون ومدرسة كروزون.