اسلاميات

لماذا يمتحن الله المؤمنين بالكروب والأزمات

المشاكل والأزمات التي يمر بها الشخص لا تعني بأن الله غاضب من عبده، بل على العكس، إنها رسائل من الله ليختبر بها المؤمنين من عباده. يقول الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت: `الم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد ابتلينا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا. ساء ما يحكمون. من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت. وهو السميع العليم. ومن يجاهد فإنما يجاهد لنفسه. إن الله لغني عن العالمين .

اسباب اختبار الله لعباده

هناك عدة أسباب وراء اختبار الله سبحانه وتعالى لعباده بالكروب والأزمات، وتشمل ذلك:

الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده ليبين الخبيث من الطيب

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران : ما كان الله يترك المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الشر من الخير. وما كان الله يظهر لكم الغيب، ولكن الله يختار من رسله من يشاء. فآمنوا بالله وبرسله. وإذا آمنتم واتقيتم، فلكم أجر عظيم.” (البقرة: 179) .

الله سبحانه وتعالى يميز الشخص الصابر والشخص المنافق بالابتلاء

حيث يقول ابن كثير : لا بد من تجربة بعض المحن التي تظهر فيها ولاء الشخص، ويتم كشف عدويته، ويمكن للمؤمن الصابر والمنافق الفاجر أن يعرف بهذه التجربة”، وقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: “أم هل ظننتم أنكم ستدخلون الجنة ولما يأتكم مثل ما أتى الذين خلوا من قبلكم؟ اصابهم البأساء والضراء وهزتهم المصائب حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه: متى يأتي نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب (214) .

الله تعالى غني عن تعذيب عبد من عباده

لذلك، الغرض من التجربة هو تهيئة الشخص لأداء الأمانة والمسئولية، ولن يتحقق ذلك إلا بالصبر الحقيقي، والذي يحظى بمكافأة عظيمة عند الله. كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: `سنبتليكم بشيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمار، وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك على هم صلوات من ربهم ورحمة، وهم المهتدون` .

الابتلاء يكفر عن الشخص خطاياه وذنوبه

لذلك فهي بشرى لنا جميعا، لأننا جميعا نخطئ في حق الله تعالى ونقصر، وكما أن الله تعالى كان يمتحن الأنبياء، حيث كانوا أشد الناس بلاء، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، فكان أحدهم يبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يجوبها، فيلبسها، ويبتلى بالقمل حتى يقتله، وكان أحدهم يفرح بالبلاء أكثر مما يفرح أحدكم بالعطاء .

الله يبتلي ليبين اياته لعباده

مثلما ابتلى قوم هود وعاد وصالح وغيرهم، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت : ” فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) ” .

الابتلاء يزيد الشوق لله تعالى

حيث يجعلك تتذكره وتحتاجه وتدعوه، والله يحب أن يسمع عبده يدعوه ويقترب منه، فاي حب هذا ؟!، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة : ” إن سألتك عبادي عني، فإني قريبٌ، أُجيب دعوة المدعو إليَّ، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يهتدون ” .

ويقول سبحانه وتعالى في سورة آل عمران : الذين يذكرون الله قياما وجلوسا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلا، سبحانك، فقنا عذاب النار (191)، ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته، وما للظالمين من أنصار (192)، ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم، فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا واستر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار (193)، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد (194)، فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عملا عاملا منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض، فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا، لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار، ثوابا من عند الله، والله عنده حسن الثواب (195) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى