منوعات

لماذا يستحيل ان يكون للابراج تأثير في النفع والضر

مع بدء العام الجديد رسميا، يبدأ أولئك الذين يستمتعون بعلم التنجيم الغربي في قراءة توقعات النجوم لمعرفة ما يخبئه الموسم القادم. وتشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى 70 مليون أمريكي يقرأون أبراجهم يوميا، وفقا للاتحاد الأمريكي للمنجمين. ووفقا لدراسة أجراها منتدى بيو للدين والحياة العامة قبل عشرين عاما، يعتقد 25 بالمائة من الأمريكيين أن مواقع النجوم والكواكب تؤثر على حياتنا اليومية. في عام 2012، أظهر المسح الاجتماعي العام أن 34 بالمائة من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع يعتبرون علم التنجيم “حقيقيا” أو “علميا نوعا ما .

 ونحن كمسلمين مرجعنا في الحياة هو الله ورسوله، وقد نهانا النبي عليه الصلاة والسلام عن قراءة الطالع والتنجيم، وفي الحديث الصحيح:” من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد” وذلك لأن علم الفلك هو نوع من السحر والكهانة المبنية على أوهام لا أصول علمية لها، وهي ادعاء بعلم الغيب وحاشا أن يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى فهو وحده علام الغيوب وهو وحده الضار النافع، ونحن جميعًا مخلوقاته والسماء والأرض والنجوم جميعها من مخلوقاته فلا يملك أيًا منها نفعًا ولا ضرًا.

وقد استخدم البشر علم الفلك والنظر للنجوم منذ القدم لعدة أغراض منها على سبيل عندما كان قدماء المصريون يستخدم النجوم لتحديد مواعيدالزراعة والفيضان، لكن من الذي نظر إلى السماء أولاً لفهم ما كان يحدث على الأرض ولماذا يتصرف إخوانهم البشر بطرق معينة؟ من توصل بالضبط إلى فكرة أن النجوم قد يكون لها تأثير على شخصياتنا ومجريات حياتنا ومتى ظهر هذا الأمر بالتحديد غير واضح بدقة، لكنه بالتأكيد قديم جدًا.

لماذا يستحيل ان يكون للابراج تأثير في النفع والضر

في البداية، يجب أن نشير إلى قول الله تعالى في سورة الجن: `وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا` صدق الله العظيم.

قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام، كان الله يمنح الجن قوة خاصة تسمح لهم بالاستماع إلى بعض الأوامر التي يوحي بها الله للملائكة الكرام. وكان الجن يخبرون بعض الكهان بتلك المعلومات، وكان هؤلاء الكهان يستخدمونها للتظاهر بمعرفتهم للأمور الخفية “الغيوب.” ولكن مع قدوم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، أصبحت السماء محروسة بالشهب، وأصبح الجن غير قادرين على الوصول إليها. لذلك، فإن أي منجم يدعي أنه يعرف الأمور الخفية أو المستقبل هو كاذب. ومن بين هؤلاء المنجمين هم الذين يدعون قراءة الأبراج. بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضا حقائق منطقية تنفي صحة ما يقوله هؤلاء المنجمون.

بني علم التنجيم على افتراض خاطيء من الأساس

يعرف علم التنجيم عموما بأنه الاعتقاد بأن الظواهر الفلكية، مثل النجوم التي كانت فوق رأسك عند ولادتك أو حالة عطارد الرجعية، لها القدرة على التأثير على الأحداث اليومية في حياتنا وسمات شخصيتنا. وهذا يختلف بشكل كامل عن دراسة علم الفلك، الذي يعد دراسة علمية للأجرام السماوية والفضاء وفيزياء الكون وتحديد أماكن الأجرام في السماء ومقدار حركتها وبداية السنين وما إلى ذلك.

على الرغم من أن بعض مواقع الأبراج قد تعدنا بالتنبؤات بناء على “حركة” النجوم، إلا أن هذه التنبؤات ببساطة هي مجرد خرافات ليس لها أساس علمي. وذلك لأن النجوم التي نشاهدها تظهر وتختفي في السماء نتيجة لحركة الأرض، والسبب في أن النجوم تبدو وكأنها تتحرك طوال الليل وعلى مدار العام هو أن الأرض تدور حول محورها وتدور حول الشمس. بالنسبة لحركة النجوم حول المجرة، فمن المستحيل رؤيتها بمجرد النظر إلى السماء. ولكن قبل أن يدرك معظم الناس ذلك، قضوا الكثير من الوقت في التفكير فيما يحدث في السماء واعتقدوا أن النجوم هي التي تتحرك وتدور حول الشمس وأنها يمكن أن تؤثر في حياتهم. ولكن هذا المفهوم مستحيل لأنه بني على افتراض خاطئ، وهو أن النجوم هي التي تتحرك حول الأرض وليس العكس.

وكانت النجوم مجرد واحدة من العديد من الأشياء في العالم الطبيعي التي ألجأ إليها البشر عبر السنين للحصول على إجابات. يقول عالم الفلك ستين أودنوالد، مدير علم المواطن في ناسا، `لسنا حقا نعرف من أول من فكر في النظر إلى الأشياء في الطبيعة وتأثيرها على البشر. هناك بعض الدلائل الموجودة على جدران الكهوف تظهر فكرة أن الحيوانات والأشياء قد تكون مشبعة بأشكال روحية تؤثر فينا بعد ذلك. وإذا حصلت على رضا هذه الروح، فستحقق مطاردة ناجحة للحيوانات. ومن هذه الأفكار نشأت فكرة العرافة والتنبؤ بالأمور الغيبية.

وفي الصين القديمة ، كان النبلاء ينظرون إلى الكسوف أو البقع الشمسية على أنها نذير لأوقات طيبة أو سيئة بالنسبة لإمبراطورهم ، كما أن السومريين والبابليين ، في حوالي منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد ، كان لديهم العديد من ممارسات العرافة وكان لديهم فكرتهم أن مشاهدة الكواكب والنجوم، كانت وسيلة لتتبع مكان وجود الآلهة في السماء، وقد نقش على لوح فينوس لأميسادوكا البابلي والذي يعود تاريخه إلى الألفية الأولى قبل الميلاد يتتبع حركة كوكب الزهرة

يعتقد أن كل هذه الأفكار تجتمع معا عندما غزى الإسكندر الأكبر مصر حوالي 330 قبل الميلاد، مما جعل الإغريق ينضمون لفكرة العرافة باستخدام النجوم، وقد قسم البابليون بالفعل دائرة الأبراج إلى 12 علامة متساوية بحلول عام 1500 قبل الميلاد، والتي تضم أسماء كواكب مماثلة لتلك المعروفة اليوم، وقد دمجت فيما بعد في العرافة اليونانية، وساعد عالم الفلك بطليموس، مؤلف كتاب Tetrabiblos، الذي أصبح كتابا أساسيا في تاريخ علم التنجيم الغربي، في نشر هذه الأبراج الاثني عشر

والفكرة الكاملة التي بني عليهم التنجيم بالفلك تشير إلى وجود 12 علامة على طول دائرة الأبراج بعرض 30 درجة ، أن الشمس كانت تتحرك من خلال هذه العلامات بانتظام خلال العام، وقد قام بطليموس بتدوينها، ويعتقد حتى أنه أول من استخدم كلمة “زودياك” والتي تشير حتى اليوم للأبراج، واعتمد عليها المنجمون طوال تلك الفترة.

لم يتم اكتشاف فكرة أن الشمس لا تدور حول الأرض حتى القرن السادس عشر الميلادي تقريبًا، مما يعني أن أي شيء بُني في البداية على أساس علمي خاطئ لا يمكن أن يكون صحيحًا.

الأبراج تتحدث عن أمور عامة للغاية

قد يجد البعض أن توقعات علم التنجيم عامة جدا، حيث يمكن تفسير أي نتيجة وفقا للتوقعات التي يقدمها المنجم. وبالتالي، يصعب اختبار صحة علم التنجيم، لأنه يتحدث عن أمور عامة جدا قد تحدث لأي شخص في أي وقت وفي أي مكان. ومع ذلك، يستخدم بعض الناس علم التنجيم لإعطاء توقعات محددة يمكن التحقق منها بالمقارنة بالنتائج الواقعية. على سبيل المثال، وفقا لعلم التنجيم، تؤثر علامة البروج على قدرة الشخص على اكتساب الاحترام والسلطة. ونظرا لأهمية هذه الصفات في المجال السياسي، لماذا لا نجد العديد من السياسيين في العالم ينتمون لنفس البرج.

الأبراج تغيرت مؤخرًا

واحدة من أكبر الأدلة التي تشير إلى أن الأبراج ليس لها تأثير في النفع والضرر هو أن المنجمين في العام الماضي أخبرونا بوجود برج جديد، والذي تجاهله البابليون عند رسمهم دائرة الأبراج الاثني عشر. وزعم المنجمون أيضا أن أبراج بعض الأشخاص ستتغير في السنوات القادمة. إذا، حتى إذا كانت توقعات الأبراج صحيحة لبعض الأشخاص في السنوات الماضية، فإنها ما زالت غير صحيحة بالضرورة، لأنهم يدعون أن الشخص كان في الأصل في البرج الخاطئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى