لماذا نهانا الرسول عن سكب الماء الساخن في الحمامات
لماذا يجب الحرص قبل القيام بأي شيء في الحمامات
روى أبو داود عن زيد بن أرقم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث.
أوضح لنا رسول الله أن الحمام هو بيت الخلاء وبيت الجن والشياطين، ولذلك ينبغي التحلي بالحذر قبل القيام بأي شيء آخر غير قضاء الحاجة فيه، فبعض الناس يجعلون الحمام مكانا للغناء والتحدث في الهاتف دون الوعي بعواقب ما يفعلونه.
أوصانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالتعوذ عند دخول الحمام، وهو قول `أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ`، وذلك لمنع الشيطان من التأثير عليك.
ومن بين الأعمال الغريبة المطلوب الحذر منها هو سكب الماء الساخن في المصارف أو الحمامات، وهذا قد يتسبب في إلحاق الضرر بالشخص القام به.
لماذا نهانا الدين عن سكب الماء الساخن في الحمامات
قال الشيخ ابن تيمية، رحمه الله: `الجن يصرعون البشر لثلاثة أسباب: في بعض الأحيان، يكون الجن يحبون المضروب ويصرعونه ليستمتعوا به، وهذا الصرع يكون أكثر لطفا وأسهل من غيره، وفي بعض الأحيان، يكون البشر يؤذون الجن عندما يصبون عليهم بالماء الساخن أو يقتلون بعضهم أو يؤذونهم بطرق أخرى، وهذا هو أشد أنواع الصرع وغالبا ما يتم قتل المضروب، وفي بعض الأحيان، يكون ذلك بسبب التلاعب به كما يتلاعب السفهاء من البشر بأبناء الطريق.
وبسبب ذلك ، ذكر العلماء الدين في الرقية الشرعية أن أحد أسباب تسلط الجن على الإنسان وسيطرته عليه يكون عندما يقوم الإنسان بإلقاء ماء ساخن في الحمام أو المصرف ويصيب الجن أو يؤذيه ، ويكون من أهداف الجن بعد ذلك أن يؤذي ويضر الإنسان.
وقال أيضا ابن تيمية في رواية أخرى:
” وَقَدْ يَكُونُ- وَهُوَ كَثِيرٌ أَوْ الْأَكْثَرُ- عَنْ بُغْضٍ وَمُجَازَاةٍ ، مِثْلَ أَنْ يُؤْذِيَهُمْ بَعْضُ الْإِنْسِ أَوْ يَظُنُّوا أَنَّهُمْ يَتَعَمَّدُوا أَذَاهُمْ ، إمَّا بِبَوْلٍ عَلَى بَعْضِهِمْ ، وَإِمَّا بِصَبِّ مَاءٍ حَارٍّ، وَإِمَّا بِقَتْلِ بَعْضِهِمْ، وَإِنْ كَانَ الْإِنْسِيُّ لَا يَعْرِفُ ذَلِكَ – وَفِي الْجِنِّ جَهْلٌ وَظُلْمٌ – فَيُعَاقِبُونَهُ بِأَكْثَرَ مِمَّا يَسْتَحِقُّهُ ” (19/40).
لذلك، يجب على المسلم أن يكون حذرا عند سكب الماء الساخن في الحمامات أو أماكن أخرى، لكي لا يتعرض للأذى من الجن دون أن يدرك ذلك، لذا إذا احتاج المسلم إلى سكب الماء الساخن، فليقل: `بسم الله` عند سكبه أو قبل دخوله للحمام.
يذكر هذا الموقف لإثبات أن الجن يتأذى بسكب الماء الساخن
وعليه فقد قال الشيخ عبد العزيز السدحان :حضرت مرة جلسة قراءة على شخص مصاب بالمس، وسأل الراقي الجن الذي يتحدث بالإنسانية: هل تملكه؟
فقال: الجني: أنا صبت الماء الساخن على أحد أبنائي فقتلته.
فقال الراقي له: لأنَّهُ لا يعرفُ أنَّ ابنَكَ في ذلكَ المكانِ.
فقال الجنِّي: لِم لَم يسم الله فيَتَنبه له؟
كيفية التحصن من الجن عند صب الماء الساخن في الحمام
نقلا عن الحارث بن الحارث الأشعري، رضي الله عنه، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `أمر الله يحيى بن زكريا عليهما السلام بأن يأمر بني إسرائيل بخمس كلمات`
ففي الحديث قال يحيى: `وأوصيكم بذكر الله كثيراً، وإنما مثل ذلك كمثل رجل سعى في أثره العدو حتى أتى حصنًا حصينًا فاستعاذ فيه، وإن العبد يحصن ما سواه من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل.` رواه أحمد والحاكم والترمذي وصححه الألباني.
فإن ذكر الله تعالى هو أفضل ما يمكن أن يحمي الإنسان من مكر الشيطان، سواء بالابتعاد عن المعاصي، أو بالتخلص من الوساوس والأمراض الضارة التي تؤثر على حياة الإنسان. فإذا كان العبد في ذكر الله تعالى، فإنه يكون بعيداً جداً عن مكر الشيطان.
وفي حديث آخر : قل: هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح، ثلاث مرات يكفيك من كل شيء. ورواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني
وذكر في العديد من الروايات أنه سئل الشيخ عبد الرحمن البراك – حفظه الله تعالى – عما إذا كانت التسمية تطلق عند سكب الإنسان للماء الساخن في الحمام.
فأجاب : إذا ذكر الإنسان اسم اللهفيقول: `باسم الله`، فإن هذا يساعد على طرد ما يخشاه من شرور الشياطين، وكذلك، إذا سقط الإنسان أو الطفل وذُكر اسم الله عليه، فمن المتوقع أن يكون ذلك سببًا في سلامتهم من أي هجوم قد يتعرضون له من بعض الشياطين.
آيات للتحصن من الجن عند سكب الماء الساخن في الحمام:-
- واتَّـبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ
- وإلهكم إله واحد لا يوجد إله سواه، هو الرحمن الرحيم (163) إن في خلق السماوات والأرض، وفي تغير الليل والنهار، وفي حركة الكواكب التي تسبح في البحر، بما ينفع الناس. وما أنزل الله من السماء من ماء، فأحيا به الأرض بعد موتها، وأنشأ فيها كل حيوان، ويسير حركة الرياح والسحب المتحكمة بين السماء والأرض، لآيات للأمم العاقلة (164) ومن بين الناس من يتخذ معبودين غير الله، يحبونهم كمحبتهم لله. ولكن الذين آمنوا يحبون الله بشدة. ولو رأى الظالمون متى يرون العذاب، لعلموا أن القوة كلها لله وأن الله شديد العقاب.
- وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) الصافات 1-15
- قَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُـوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) يونس79-82
- سنفرغ لكم أيها الثقلان، فبأي آلاء ربكما تكذبان يا معشر الجن والإنس، إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا، لا تنفذون إلا بسلطان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس، فلا تنتصران. فبأي آلاء ربكما تكذبان. الرحمن 33-3
- وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ , فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .
- ليست لك سلطة على عبادي، وكفى بربك وكيلاً لهم .
- هل يقولون إننا جميعًا سننتصر، وأن الجماعة ستُهزم وتُقلب بأدبارها؟ لا، بل الساعة محددة موعدهم، والساعة أشد خطورة وأعظم أمرًا .
- تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِ فَبِأَيِ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُـونَ .
- وَيْلٌ لِكُلِ أَفَّاك أَثِيم , يَسْمَعُ آيَـتِ اللهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَاب أَلِيم .
- عند سماعهم لما ينزل على الرسول ترى عيونهم تفيض بالدموع من معرفتهم الحق، ويقولون: “ربنا آمنا، فاكتبنا مع الشاهدين .
- هذا من سُليمان، وباسم الله الرحمن الرحيم، ألا تعلوا علي وتأتونني مسلمين .