لماذا منع فيلم فريكس (Freaks) عن العرض لمدة خمسين عاماً
لماذا تم حظر فيلم فريكس (Freaks) لمدة خمسين عاما؟ لقد شاهدنا أفلام الرعب لسنوات طويلة، ولكن نادرا ما نسمع عن فيلم تم منعه لأنه كان مرعبا بشكل لا يطاق حتى من قبل البشر. على الرغم من وجود العديد من الأفلام التي تحتوي على مشاهد دموية وعنيفة، فقد كان من المفترض أن يتم تحذيرنا بكلمتين فقط، ونحن معتادون على رؤيتها في أفلام للكبار فقط. ولكن الكثير من الناس لا يعلمون، وهذا الأمر يبدو غريبا أيضا، أن في عام 1932 تم عرض فيلم فريكس وتم حظره بعد اليوم الأول من عرضه بسبب تصنيفه كأكثر فيلم رعب في ذلك الوقت. وهنا ستتساءل عن ما الذي يوجد في فيلم قديم جدا مثل هذا بدون أي إمكانيات توجد في الوقت الحالي. ولكن ما رأيك إذا علمت أن الهدف من هذا الفيلم ليس الرعب، بل توصيل رسالة إنسانية؟ إذن، ما الذي حدث من البداية؟ .
بداية عرض فيلم فريكس : في عام 1932، عرض الفيلم لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وذهب الناس لمشاهدته للاستمتاع والترفيه، وكانت مدته تسعون دقيقة. وكان البعض يعلم أن الفيلم يحتوي على بعض المشاهد المرعبة، ولكن عندما انطفأت الأنوار وبدأ الفيلم، بدأ الجميع في الصراخ والفزع، ولكن لماذا؟
استخدام المخرج لبعض الأشخاص التي لديها تشوه خلقي : نعم، استخدم المخرج أشخاصا يعانون من عيوب وتشوهات حقيقية وليست مجرد مكياج. ومنذ زمن، كان السيرك يعتمد في عروضه على هؤلاء الأشخاص، والذين لديهم قصص مأساوية يتم عرضها في مقالات قادمة. كما شمل الفيلم مجموعة من الأقزام الذين لديهم رؤوس كبيرة وأجساد ضئيلة .
قصة الفيلم : يدور الفيلم حول مجموعة من الأقزام والأشخاص ذوي العيوب الخلقية الذين يعملون في السيرك. وهذا الجزء حقيقي لأنهم كانوا فعلا بهذه الصفة كما ذكرنا سابقا. ثم تأتي فتاة طبيعية جميلة وماهرة وتعمل معهم في السيرك، وتبدأ بالسخرية منهم بطريقة مهينة للغاية. يقع رجل قزم في حبها وترد عليه بالاستهزاء، لكنها تتلاعب به عندما تعلم أنه سوف يرث ثروة طائلة من قريب له توفي، وتتزوج به لتحاول بعد ذلك قتله. يتعاون الأقزام لإنقاذه والانتقام منها بشكل مروع. في نهاية الفيلم، تظهر الفتاة بشكل غريب، إذ أصبحت مجرد مسخ بجسم طائر ورأس إنسان، ولا يعرف أحد كيف حدث ذلك. ويقال أيضا أن الشركة المنتجة حذفت خمسين دقيقة من الفيلم، ولكن لا يعرف أحد ماذا كانت تحتوي عليه تلك المشاهد .
الإتحاد القومي للمرأة يدعو إلى مقاطعة الفيلم : كانت سيدة حامل من بين الحضور في عرض الفيلم، وعندما شاهدت الفيلم، شعرت بالرعب إلى حد أنها تسبب في إجهاض جنينها، ولذلك دعا الاتحاد الوطني للمرأة إلى مقاطعة الفيلم نهائيا .
منع عرض الفيلم و إعادة عرضه بعد سنوات طويلة : بعد منع عرضه لمدة طويلة تصل إلى خمسين عاما، تم إعادة عرض الفيلم في بريطانيا .
الرسالة الإنسانية للفيلم : كما ذكر سابقا، كان الفيلم يحمل رسالة إنسانية حادة تنتقد إدارة السيرك ومعاملتها السيئة للأشخاص الذين يعملون فيه، فضلا عن معاملة المجتمع الخالية من الرحمة والإنسانية لهؤلاء الأشخاص .