لماذا ماء زمزم غير مهيأة للشحن الجوي

هل ماء زمزم غير مهيأ للشحن الجوي

للإجابة على الاستفسار  الخاص لماذا ماء زمزم غير مهيأة للشحن الجوي يجب توضيح أنه منذ  أن تعرفت البشرية على أول تفجير و تدفق حاصل من بئر ماء زمزم تلك المياه المباركة ، وأصبح هذا الماء حق لكل مسلم يدخل إلى المملكة العربية السعودية للحج أو للعمرة أو لأي سبب من أسباب التواجد في محيط البئر ، ما دام لا يتجاوز في حق المياه.

فيما بعد، أصبح المسافرون يحملون ماء زمزم معهم في رحلاتهم خارج حدود المملكة العربية السعودية وحتى في داخلها، وذلك لأنه ماء مبارك وله فضل عظيم كما ذكرت السنة وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بينها حديث حسن يشير إلى أن شرب ماء زمزم يشمل الخير العظيم.

يأخذ الناس ماء زمزم معهم ليشربوه أنفسهم وأفراد عائلاتهم وأحباءهم، وهذا الأمر ليس جديدًا بل يعود إلى سنواتٍ بعيدة، حيث كان بداية استخدامه عبر الجمال والدواب، ثم على متن السفن والبواخر، ومن ثم تم شحنه في الطائرات كجزء من الأمتعة، وحتى وصل الأمر لشحن المياه بشكل خاص.

كانت الأمور تجري بسلاسة تامة سواء في وسائل النقل العامة السابقة أو في النقل والشحن عبر الطائرات، لكن زيادة الطلب على الماء وزيادة عدد المسلمين وتوسعة الحرم واستيعاب المعتمرين والحجاج المتزايد، دفعت المملكة العربية السعودية لاتخاذ قرار بتحديد كمية الماء المسموح بشحنها جوا من المطارات، وتحديدا الماء المقدس من بئر زمزم.

وتلك القرارات التي أصدرتها المملكة العربية السعودية كان الهدف منها التأكد من تحمل زجاجات الماء للضغط الجوي ، والذي يحتاج التأكد منه خلال السفر بالطيران، مع تقليل سعة العبوات التي كانت تباع سابقاً في عشرة لتر للعبوة الواحدة ، وتم تخفيضها لتصبح خمسة لتر في العبوة الواحدة، مع تحديد للأوزان والكميات أيضاً.

يعني أن ماء زمزم لا يوجد به أي مشكلة في الشحن الجوي إذا تم اتباع الإجراءات الأمنية التي حددها المملكة العربية السعودية، والتي يتم التحقق منها في مطارات المملكة، ويتم تصنيعها في عبوات صغيرة الحجم في الوقت الحالي مع تطبيق طرق التعبئة الخاصة والمحكمة للحفاظ على جودة الماء.

يعتبر ماء زمزم الماء الذي فجر تحت أقدام نبي الله إبراهيم ابن الخليل، حين كان رضيعاً إسماعيل عليه وعلى أبيه السلام، عندما تركه أبوه إبراهيم عليه السلام في الصحراء مع أمه هاجر، تنفيذًا لأمر الله، وأعطيت المؤن لهما.

عندما نفد كل من الماء والطعام في صحراء خالية من البشر والحيوانات والمغيثين، وحتى الرضيع وأمه احتاجا للطعام والشراب، بدأت السيدة هاجر بالبحث عن الماء، وفجأة انبعث الماء من تحت قدم الرضيع، وظل هذا الماء نابضا بالمعجزة حتى اليوم، ويعتبر ماء زمزم من أشهر الآبار في العالم، ويحتل مكانة روحية خاصة عند المسلمين، كشاهد على قصة نبع ماء زمزم الذي فجره إسماعيل بأمر من الله بواسطة جبريل

وتقوم المملكة العربية السعودية كل عام في مواسم العمرة وموسم الحج ، برعاية الحجاج والمعتمرين على أرضها ، ورعايتهم تشمل كل شئ ، وبالأخص ماء زمزم حيث تسعى المملكة العربية السعودية، إلى توفير نقاء الماء وضمان سلامته، واتخاذ كل ما يحتاجه البئر من أعمال تتعلق به ، ليبقى آمن ، ونقي.

شحن ماء زمزم

لقد طرحت أخيرا تساؤلات حول شحن ماء زمزم جويا، وتم الرد عليها، سواء من قبل المسؤولين في المطارات السعودية أو عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، بأنه لا توجد قرارات تمنع شحن العبوات المملوءة بماء زمزم عن طريق الرحلات الجوية أو الشحن الجوي، والممنوع فقط هو استغلالها تجاريا، مع الحاجة إلى التحقق من عدم وجود أي عوائق للشحن من خلال المطار قبل وقت السفر.

أكد المسؤولون أن المياه المتاحة هي للاستخدام الشخصي فقط، بالسعة التي قررتها المملكة العربية السعودية، وينبغي شراءها من الأماكن التابعة للمملكة لتجنب شراء ماء زمزم غير حقيقي، مع الالتزام بطرق نقله وشحنه بالشكل السليم الذي تحدده إدارة المطارات.

مصدر ماء زمزم

يقع بئر زمزم الذي يحتوي على ماء زمزم إلى الشرق من موقع الكعبة المشرفة في بيت الله الحرام، وتقريبًا يتراوح المسافة بينهما حوالي 20 مترًا، ويبلغ عمق البئر حوالي 30مترًا، ويتم استخراج الماء من بين الصخور بكميات محددة.

يخرج من بئر ماء زمزم كمية كبيرة، وليست كمية قليلة بل تتراوح من حوالي ٦٦٠ لترًا إلى ١٩٨٠ لترًا في الدقيقة الواحدة، وهذا لم يتغير منذ بدء تدفق الماء في البئر.

ما يستحق الاهتمام في تلك المياه المباركة والبئر هو كمية الماء الذي ينفجر منها، إذ تبقى دائما بنسبة معقولة لا تتزايد عن الحاجة ولا تنقص حتى عندما تجف البئر، مما يدل على بركتها ويتضح من خلال حجم المعتمرين والحجاج الذين يستخدمونها طوال العام، وخصوصا في وقت الحج والعمرة. والبئر هي بئر مباركة تم الاعتناء بها من قبل كل حاكم لإمارتها أو المملكة العربية السعودية بشكل عام، وهي محط اهتمامهم، وهذا هو الحال مع باقي مناسك الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية.

فضل ماء زمزم

يُعتبر ماء زمزم، بحسب ما رواه النبي، صلى الله عليه وسلم، مباركاً وطعاماً ذا طعمٍ شهي، ودواءً للأمراض. ولذلك، يرون العلماء أن شرب ماء زمزم، ورشه على الجسد، أو حتى استخدامه في الاغتسال، يعدُّ أحد أسباب الشفاء والشعور بالعافية، نظراً لبركة تلك المياه 

 ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: عندما يشرب المرء من ماء زمزم، فإنه يكون مباركا وطعاما لذيذا وعلاجا للأمراض. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب من ماء زمزم بعد أن يكتمل طوافه في يوم العيد ويوم النحر

يعتبر انفجار زمزم من أعظم النعم التي أعطاها الله، حيث انفجرت هذه العين العظيمة بفضل أمين السماء جبريل عليه السلام، وخرجت من أجل زوجة ونبي هو إسماعيل ابن أبو الأنبياء عليهما السلام وإبراهيم، وفي أشرف بقعة في بيت الله الحرام، الذي ولد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجده هو الذي اكتشف ماء زمزم بعد أن نسيها الناس