لماذا لم يؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم
يعتبر الأذان من الأمور الأساسية في الدين الإسلامي، والهدف منه هو تحديد أوقات الصلاة للمسلمين، وتنبيههم بحلول وقت الصلاة وضرورة أدائها بصورة جماعية في المسجد، وهكذا أوصى به النبي – صلى الله عليه وسلم – ولكن يجب أن يتوافر في المؤذن العديد من الشروط ليؤذن بالناس، ولقد توافرت جميع هذه الشروط في النبي – صلى الله عليه وسلم – ومع ذلك لم يؤذن بالناس، وفي عهده تم تعيين بلال بن رباح – رضي الله عنه – كمؤذن للمسجد النبوي، ولهذا السبب سمي مؤذن الرسول.
لماذا لم يؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم
النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يدير دولة كاملة بجميع شؤونها ومصالحها، وكان أيضا مكلفا بالدعوة ونشر الإسلام في جميع أنحاء أرض الله – عز وجل. لذلك، كان بإمكان أحد الصحابة أن يتولى أداء الأذان والقيام به في حال كان النبي – صلى الله عليه وسلم – مشغولا بشؤون الناس ونشر الدعوة والإسلام في بلاد المسلمين.
شروط المؤذن
هناك العديد من الشروط التي يجب توفرها في الشخص قبل الأذان، وهذه الشروط هي:
- الإسلام : لا يجوز للكافر أن يؤذن للمسلمين لتعليمهم وقت الصلاة، وهذا يتطلب منه الإيمان بالكثير من الأشياء التي لا يؤمن بها.
- العقل : لا ينبغي أن يكون المؤذن مجنونًا، أو حتى صبيًا غير مميز، ويقول بعض العلماء إن المؤذن يمكن أن يكون صبيًّا صغيرًا، ولكنه يجب أن يكون مميزًا.
- النية : ومحل النية هو القلب، فلا يجب على المؤذن أن يعلن نية الأذان لصلاة معينة، وإنما يعقد النية في قلبه، وذلك لقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – (إنما الأعمال بالنيات).
- يجب أن يكون المؤذن من الذكور، ولا يجوز أن تؤذن المرأة بسبب كشف صوتها، وهو عورة في نظر أغلب العلماء. وصوت المرأة أضعف بكثير من صوت الرجل، وقد روى ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: `عندما وصل المسلمون إلى المدينة، كانوا يجتمعون وينتظرون الصلاة، ولم يكن هناك من يؤذن لها. وتحدثوا في ذلك اليوم، فاقترح بعضهم أن يستخدموا جرسا مثل جرس النصارى، واقترح بعضهم استخدام البوق مثل قرن اليهود. فقال عمر: لماذا لا ترسلون رجلا ليؤذن بالصلاة؟ فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `يا بلال، قم وأذن بالصلاة`
- يجب أن يكون المؤذن قادرًا على النطق والتحدث بوضوح حتى لا يخرج منه أي خطأ في أداء الأذان.
- العدل : يجب على المؤذن أن يكون عادلا في كل جوانب حياته، وأن يتمتع بهذه الصفة بين الناس ويشهد له بذلك رجلان أو أكثر، وذلك استجابة لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (والمؤذِّنُ مؤتَمنٌ).
الأمور المستحبة في المؤذن
أما الأشياء التي يجب توافرها في الجزء الأمامي فتشمل:
- أن يكون الصوت قوياً وجميلاً حتى يجذب الناس للاستماع إليه دون الشعور بالملل، وذلك يأتي استنادًا إلى حديث النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن زيد رضي الله عنه: (فَقُمْ مَعَ بِلالٍ فَالْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ، فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ)، ومعنى أندى هنا يعني الأقوى والأعذب.
- يجب على المؤذن أن يكون دقيقًا في معرفة أوقات الصلاة، حتى لا يتأخر في إذاعة الأذان عن موعده.
- يجب أن يكون الشخص طاهرًا وعلى وضوءٍ، ويجب التأكد من أنه طاهرٌ من الحدث الأكبر.
- يستحب أن يؤذِّن المؤذِّن وهو واقفٌ احترامًا للأذان وألفاظه، إلا إذا كان لديه عذرٌ قاهرٌ يمنعه من الوقوف، وفقًا لما رواه الحسن العبدي رحمه الله، حيث قال: (رأيتُ أبازيدٍ صاحبَ رسولِ اللهِ يُؤَذِّنُ قاعدًا وكانت رِجلُهُ أُصيبتْ في سبيل اللهِ).
أجر المؤذن
- روى عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري عن أبيه قائلا: قال لي أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه): إنك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في مزرعتك أو في الصحراء وأذن المؤذن بالصلاة، فارفع صوتك بالنداء. فإن صوت المؤذن لا يمكن أن يسمعه إنسان أو جني أو أي شيء إلا أن يشهد له يوم القيامة. قال أبو سعيد: سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .
- عن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن المؤذنين أطول الناس أعناقًا يوم القيامة) .
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “لو علم الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه ، لاستهموا .
صيغة الأذان الصحيحة
صيغة الأذان الصحيحة التي اتفق عليها جميع أهل العلم وعلمها الرسول – صلى الله عليه وسلم – هي خمس عشرة جملة: “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.” وفي صلاة الفجر يتم إضافة جملة “الصلاة خير من النوم” مرتين بعد الحي على الصلاة وقبل التكبير الأخير.
وبعد الأذان أمرنا النبي – صلى الله عليه وسلم بقوله : عندما تسمعون المؤذن، قولوا مثل ما يقول، ثم صلوا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن من صلى عليه صلاة واحدة يصلي الله عليه بها عشر صلوات. ثم اطلبوا من الله الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنالها إلا عبد صالح من عباد الله. وأتمنى أن أكون أنا ذلك العبد، فمن يسأل الله أن يمنحني الوسيلة، سيتحقق له الشفاعة.
صيغة الأذان صلوا في بيوتكم
ويكون الأذان بالصيغة التالية: الله أعظم الله أعظم، الله أعظم الله أعظم، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، صلوا في بيوتكم، صلوا في رحالكم، الله أعظم الله أعظم، لا إله إلا الله.
وهو عمل ينبغي القيام به في حالات الخطر، مثل الأوبئة والأمراض المعدية التي يمكن أن تنتقل بين الأشخاص وتتسبب في فقدان الأرواح، وكذلك في حالة الحرارة الشديدة التي يصعب فيها الخروج أو في حالة البرد الشديد، وفي ظروف قاسية أخرى التي قد تحدث في أي وقت وزمان، وتم ذكره بوضوح في الحديث الذي يقول: `صلوا في الرحال` بدلا من `حي على الصلاة`، ورواه البخاري (668) ومسلم (699) واللفظ له، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن عباس، حيث قال لمؤذنه في يوم مطير: `عندما تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، بل قل: صلوا في بيوتكم`، وقال: بدا وكأن الناس استغربوا ذلك، فقال: `أتعجبون من ذلك؟! هذا الفعل قد قام به شخص أفضل مني، فإن يوم الجمعة يعتبر يوما عزيمة، وأنا أكره أن أضعكم في موقف محرج لذا اذهبوا وصلوا في بيوتكم في الوحل والأوحال`.