لماذا لا يغسل الشهيد ؟
من هو الشهيد
الشهيد هو المسلم الذي يموت في سبيل الله، مدافعا عن دينه وطنه، أهله، وماله. فهو يترك متاع الدنيا وراء ظهره ويسارع إلى ساحة المعركة ليقاتل أعداء الله ويعلي كلمة الحق، سواء كان الدفاع عن وطنه ضد عدو محتل غاصب أو الدفاع عن المسلمين. وقد أعد الله سبحانه وتعالى له مكانا عاليا في الجنة للشهداء، وقد كرم الله الشهداء فجعلهم أحياء عند ربهم يرزقون. ولكي ينال الشهيد هذا الأجر، يجب أن يكون هناك إخلاص في النية وتكون خالصة لوجه الله، وأن يكون يبتغي الفضل من الله ولا ينتظر الثناء من الناس على شجاعته أو غيره. وأن يكون عازما على ترك متاع الدنيا في مقابل رضا الله، فلا بد من إخلاص في النية، ويكون الجهاد خالصا لوجه الله تعالى، حتى ينال الرحمة والمغفرة وعظيم الأجر من الله عز وجل.
أجر الشهيد
الشهيد يغفر الله له ذنوبه من أول قطرة دم، ويأمنه الله من عذاب القبر وفتنة القبر، وكما أنه لا يموت يظل حيا يرزق في الجنة، حيث تكون روح الشهيد في جوف طائر أخضر يتنقل في الجنة ويطوف هذا الطائر في ظل عرش الرحمن، وكما يأمنه الله من الفزع الأكبر. يوضع على رأس الشهيد تاجا يسمى تاج الوقار، وهذا التاج مرصع بالياقوت الواحدة خير من الدنيا ومافيها، وكما يشفع الشهيد في سبعين من أهله. يتزوج الشهيد اثنتين وسبعين حور عين، وقد أكرم الله الشهداء حيث لا يشعرون بألم القتل، بل خفف الله عنهم هذا الألم. وتظل أرواح الشهداء تتنقل كما تشاء وتنعم في الجنة، ومن عظم النعم على الشهيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم تمنى له الشهادة في سبيل الله، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `ما من أحد يموت ويتمنى العودة للدنيا مثل الشهيد، فإنه يتمنى العودة ليقتل مرة ثانية في سبيل الله`، وذلك لما رأى من المتعة والنعيم والأجر والثواب من الله. وكما يحظى الشهيد بشرف دخول الجنة مع الأولين، ويخاطبه الله دون حجاب. يا له من فضل عظيم.
الجهاد في سبيل الله هو غاية كل مؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر، والحكم بالجهاد في سبيل الله فرض كفاية، يجب على المسلمين أداؤه. يكون الجهاد فرضا عينا في حالة التقاعس عن أدائه. ينقسم الجهاد إلى ثلاثة أنواع: جهاد المال، وجهاد النفس، وجهاد اللسان. يسابق المسلمون للحصول على شرف الشهادة ليحصلوا على أعلى المراتب والأجر من الله. تنقسم الشهادة إلى شهيد الدنيا والآخرة، وشهيد الآخرة، وشهيد الدنيا.
سبب عدم تغسيل الشهيد
وقد أوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الشهيد لا يجب تنظيفه أو كفنه، وبالتالي لا يجوز أداء الصلاة عليه. هذا ينطبق على الأشخاص الذين يموتون في معارك وحروب المسلمين. يعود السبب في ذلك إلى أن الشهيد ليس مثل الأشخاص العاديين الذين يموتون بعد انتهاء أعمارهم. نحن نغسل ونكفن الأشخاص العاديين ونصلي عليهم، أما الشهيد فهو مختلف، حيث منحه الله مرتبة عالية، فهم يظلون أحياء ولا يموتون، ويعيش الشهداء في نعيم الجنة. إن الشهداء ينتقلون فقط من الحياة الدنيا الزائلة إلى الجنة، حيث يعيشون فيها بجوار خالقهم. لذا، لماذا نقوم بتنظيفهم وهم أحياء ولن يموتوا، بل انتقلوا إلى الجنة ويعيشون في نعيمها؟ هناك اتفاقية بين الناس بعدم تنظيف الشهيد أو كفنه أو أداء الصلاة عليه، فقد أمر النبيصلى الله عليه وسلم بدفن قتلى المسلمين في غزوة أحد وهم يرتدون ثيابهم وكانت أجسادهم ملطخة بالدماء ولم يتم تنظيفها.
اصناف الشهداء
الأول : شهيد الدنيا: يشير إلى الشخص الذي يشارك في المعارك، ولكن نيته ليست رفع راية الدين، بل يقاتل لأغراض أخرى، وذلك ليحظى بتقدير الناس والظهور كقائد في المعركة. ومع ذلك، فإن مصيره يشبه مصير الشهداء، حيث يموت في المعركة ويظهر للناس كشهيد، لكنه لا يتم غسله ولا كفنه ولا صلاة الجنازة عليه، ولا يحصل على أجر الشهيد في الحياة الآخرة، لذلك فهو شهيد في الدنيا فقط، إذ هو لقب يحصل عليه في الدنيا ولكنه يحرم من الأجر العظيم بسبب نية غير صادقة لله، والله أعلم بالنوايا.
الثاني : الشهيد في الآخرة هو الشخص الذي يموت بسبب أسباب محددة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، مثل الهدم والغرق والاختناق والحريق، أو المرأة التي تموت بسبب الولادة أو النفاس. كما يشمل هذا النوع من الشهداء الذين يقتلون دون سبب مادي أو ديني أو عرضي. وعلى الرغم من أنه لا يتم محاسبتهم في الدنيا، فإنهم يحصلون على أجر الشهادة في الآخرة، حيث يتم غسلهم وتكفينهم وصلاة الجنازة عليهم.
الثالث : الشهيد هو الشخص الذي يقاتل الأعداء في المعركة ويستشهد، وكان يقاتل من أجل إعلاء كلمة الله ويجاهد في سبيل الله، ونيته خالصة لله. وبسبب ذلك، يطلق عليه لقب شهيد دنيا وآخرته، حيث يأخذ أجر الشهيد في الآخرة. ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه.