احكام اسلاميةاسلاميات
لماذا كل الانبياء رجال
هناك الكثير من الأمور التي اختلف فيها العلماء، والحقيقة أن أغلب هذه الأمور تتعلق بالتوحيد. فالعلم الجليل هذا مقسم إلى العديد من المذاهب، والفروقات تكمن في العديد من الأمور الأخرى مثل البعث والثواب والعقاب والصراط وغيرها. كما يختلفون في بعثة الأنبياء، وهل أوحى الله عز وجل لسيدة من السيدات من قبل أم أن النبوة قاصرة على الرجال فقط.
هل النبوة خاصة بالرجال
أختلف العلماء في هذا الأمر على شقين منهم من قال أن النبوة ليست خاصة بالرجال ، وأن الله – عز وجل – أوحى إلى الكثير من النساء منهم مريم ابنة عمران ، وآسيا ، وغيرهم من النساء ، والحقيقة أن هناك مذهب يغلب على المذاهب الأخرى وأدلته أقوى وهو ما يقول بأن النبوة خاصة علة بالرجال والأدلة على ذلك هي :
- يعتقد العديد من العلماء ويشير إلى وجود نبوءات نسائية في القرآن الكريم، بما في ذلك مريم بنت عمران، ولكن هناك تفسيرات مختلفة لهذه الأدلة التي يستخدمها العلماء مثل أبي الحسن الأشعري والقرطبي وابن حزم.
- هناك الكثير من الأشياء التي يجب على النبي القيام بها في الدعوة، بما في ذلك الجهاد في سبيل الله، وبالنسبة للمرأة فلا يمكن لها القيام بذلك وفقًا للعديد من الأحكام، ولا يمكن لها الجهاد في سبيل الله، لذلك فإنه لا يمكن أن يتم تنصيص النبوة للمرأة.
- يمكن أن يكون ما حدث مع الأنبياء مريم أم عيسى وآسيا حدثًا في رؤيا في الحلم، وأوحى الله عز وجل لهم بذلك، وليس هذا الأمر مقتصرًا على الأنبياء فقط بل يحدث للكثير من الأشخاص الكرام.
- الدليل الذي استدلوا به على أن الملائكة ظهرت لهم لا يدل على نبوة النساء، حيث أن الكثير من الأحداث التي حدثت تمثيلا للملائكة للبشر، مثلما حدث مع الصحابة حين تمثل جبريل لهم في هيئة رجل، وعندما انصرف قال لهم النبي – صلى الله عليه وسلم – “هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم”، وكذلك حدث في قصة الأبرص والأعمى.
- الآيات التي تم استدلالها بها تجزم بأن مريم مصطفاها من عند الله – عز وجل – لا تشير إلى أنها من الأنبياء، فالله ذكر الأنبياء الذين اصطفاهم في قوله تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات)، وكما قال الله – عز وجل – في كتابه أنه اصطفى آل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ومن بينهم أولئك الذين ليسوا نبيين كما في قوله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين).
- وحديث ( كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ) ، الذي جعلوه دليل على نبوة الكثير من النساء ليس صحيح لأن الكمال لا يدل هنا على النبوة وأنما يدل على أنهم فيهم جميع الفضائل التي يمكن أن تتصف بها النساء ، كما أن الحديث له رواية أخرى وهي : (كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلّا أربع : آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ). فذكرت خديجة من بين النساء الكاملات ، وهم لم يذكرن أنها من ضمن النساء التي أوحى الله إليهم بالنبوة كما يزعمون.
- ورد في الحديث النبوي أن الملك جاء النبي – صلى الله عليه وسلم – وبشَّره بأن فاطمة هي سيدة نساء أهل الجنة، وهذا يدل على بطلان نبوة آسية ومريم، حيث لو كانتا نبيتين لفضَّلَ الله فاطمة عليهما، وكانت أحدهما أو كلاهما هي سيدة نساء أهل الجنة.
- كما وصف الله تعالى مريم ابنة عمران في كتابه الكريم، قال: (إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلىٰ مريم وروح منه)، فوصفها بأنها صديقة وليست نبية، والحقيقة أنه لم يرد أي نص من النصوص أو حديث صريح يدل على أنها نبية من الأنبياء.
- يذكر القاضي عياض عن جمهور الفقهاء أن مريم ليست نبية، وذكر النووي في “الأذكار” عن إمام الحرمين أنه نقل الإجماع على أن السيدة مريم ليست من الأنبياء، كما قال الحسن البصري: “ليس في النساء نبية ولا في الجن.
الحكمة من أن الأنبياء الرجال
- يجب على كل من أمره الله – عز وجل – بالتبليغ أو تلقيه الوحي كنبيّ من الأنبياء أن يدعو إلى عبادة الله – عز وجل -، ويتعرّض في هذه الدعوة للكثير من المخاطر والمعارضةبالقول والفعل التي لا يمكن للنساء مواجهتها بسبب طبيعتهن الجسدية الأضعف من الرجال.
- كما أنها توجب أن يكون الشخص قادراً على الدعوة إلى الله في السر ، وفي العلن ، ولا يدعوا النساء فقط بل النساء والرجال ، كما يجب علي النبي أن يترجل ويذهب إلى الكثير من المناطق حتى يدعوا إلى عبادة الله وحده ، كما يجب أن يجهز الجيش للحرب ، وأن يتقدم في كواجهة الأعداء ومقاتلتهم ، وأن يكون أقوى من في الجيش وكل هذه الأعمال لا يمكن للنساء القيام بها.
- جعل الله عز وجل القوامة للرجل على المرأة بسبب قوته وشدته وحزمه، فالرجال يمكنهم قيادة وتحريك الجيش بكلمة واحدة، وهذا يجعلهم أكثر قدرة على القيادة من النساء. وقال الله عز وجل في الكتاب الكريم “الرجال قوامون على النساء.
- تختلف حياة المرأة بشكل كبير عن حياة الرجل. فالمرأة هي من تلد القادة وتربيهم، ولكن الرجل هو الذي يصبح القائد. وهذه هي سنة الحياة، دون إنكار لدور المرأة، فبدونها لن يكون هناك قادة ولا رجال. ومع ذلك، الحمل والولادة والرضاعة ورعاية الأطفال وتربيتهم يجعلونها غير قادرة على أداء مهمة كبيرة مثل النبوة والمهام الضخمة المطلوبة بها.
الفرق بين النبي والرسول
- النبي : يتلقى الذي يوحي الله إليه بالوحي شرفًا كبيرًا في الدين، ولكنه لا يدعو الناس لعبادة الله – عز وجل – بالتبليغ، بل يدعوهم بأفعاله فقط.
- وعلى الرغم من أن الله – عز وجل – قد أمره بالتبليغ، إلا أنه عندما يتم ذلك يصبح نبيًا رسولًا مثل أنبيائنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وموسى وعيسى ونوح وهود وصالح وغيرهم.
- ولكن الرسول : هو الذي أوحى الله – عز وجل – إليه بالرسالة ليبلغ قومه ويقيم أمامهم الشعائر الدينية، ويدعوهم لها بشكل مثل نبي محمد – صلى الله عليه وسلم