لماذا سمي قصر دسمان بهذا الاسم
ما هو قصر دسمان
تتميز دولة الكويت بتواجد العديد من المعالم السياحية، ومن أبرزها القصور التاريخية، بما في ذلك قصر دسمان الذي أقامه الشيخ جابر المبارك الصباح، الثامن من حكام الكويت، حيث تم بناؤه في عام 1904 ميلادية في منطقة رأس عجوزة. بعد ذلك، أكمل الشيخ أحمد الجابر الصباح، العاشر من حكام الكويت، بناء القصر في عام 1930 واستخدمه كمقر رسمي للإقامة.
يُعتبر قصر دسمان مقرًا رسميًا لتجمع أبناء وأحفاد الشيخ أحمد الجابر الصباح، وما زالوا يتجمعون فيه رغم تركهم الإقامة بالقصر، باستثناء الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي بقي يعيش في القصر حتى وفاته.
لا يزال بعض أفراد عائلة صباح يسكنون في القصر، وحاليا يعتبر واحدا من أهم القصور التاريخية في الكويت، بالإضافة إلى أنه ما زال يحتفظ بالهيكل القديم الذي تم بناؤه به، ولكن مع بعض التحديثات البسيطة، ويقع القصر على شارع الخليج العربي بالقرب من أبراج الكويت
سبب تسمية قصر دسمان بهذا الاسم
يرجع سبب تسمية قصر دسمان إلى الدسم وكثرة الولائم والذبائح التي أقيمت فيه على شرف زائري الشيخ أحمد الجابر الصباح، ولا يوجد نقاش حول تقاليد الاحتفاء وكرم الضيافة في الكويت، ولا شك في أن الكثير من العزائم أقيمت في القصر، وتم فيه نحر ذبائح لا يمكن إحصاؤها، ولكن من الممكن أن يكون سبب تسميته بهذا الاسم غير دقيق، خاصة أن كلمة “دسم” في اللغة العربية لها معان كثيرة، بما في ذلك “دسم الأثر”، والتي تعني انطماس الأثر، و”دسم المطر الأرض”، والتي تعني قلة المطر على الأرض، وأيضا “الدسمة” والتي تعني الغبار الكثيف، وغيرها من المعاني التي تثير الشك حول سبب التسمية.
وصف مؤرخ الكويت «الرشيد» لقصر دسمان
أولى الاهتمامات لمؤرخ الكويت الرشيد كانت بالثناء على قصر دسمان، حيث وصف محتوياته من الأثاث والرياش في عام 1926 ميلاديًا، وذلك في كتابه الذي صدر في نفس العام تحت عنوان “تاريخ الكويت” من المطبعة العصرية في دولة بغداد ويتحدث عن تاريخ الكويت.
يتحدث المؤرخ الرشيد عن القصور الخاصة بالأمير الراحل أحمد الجابر، الذي كان يحكم البلاد في الفترة من عام 1921 إلى 1950، ويقول:
“أما دسمان فهو قصره الخاص الذي منحه عنايته وصرف عليه الأموال الطائلة، شيده على أنقاض قصر لأبيه المرحوم الشيخ جابر وجهزه بكل ما يحتاجه من الأواني الذهبية الغالية والمفروشات النفيسة، والمصابيح الكهربائية التي إذا سطع نورها الوهّاج في ارجائه خلت الأقمار المنيرة في السماء أو الشموس الوضّاءة تخترق الحجب والأنظار، وقد نوع رياشه تنويعًا بديعًا فمن حجره ما هو مزين بالرياش الوطني النفيس، ومنها ما هو مجهز بالأثاث الإفرنجي الغالي، وقد علق على جدرانها السجاد الفارسي المحلى بالصور والرسومات، وفي أعلاه مصباح كبير يهتدي به المسافرون ليلًا ويشاهد من نحو اثني عشر ميلًا، وقد بنى الأمير في شماله الغربي مسجدًا يصلي فيه من يأوي إلى القصر، ومسجدًا آخر في جنوبه الغربي للبدو الذين يقطنون هناك أيام الصيف، وفي غرب القصر وشماله بستانان نضيران تنوعت أشجارهما وضاع أريجهما، يسقيان من بئرين يستخرج ماؤهما بالآلة الهوائية، وقد اتخذه الأمير منتجعًا له في غالب أيامه ولياله”.
وبالنسبة للتفاصيل الأخرى المتعلقة بموقع القصر وجماله، ذكر المؤرخ الرشيد أن القصر يحمل:
يتم تشييد مبنى مرتفع عن الأرض في بنيد القار، ويتمتع المشاهد بمشاهدتين رائعتين: البحر وجمال الطبيعة الخلابة وشمولية المنظر، ثم ينظر إلى المشهد الثاني ويستمتع بمشاهدة المساحات الشاسعة من البر الممتدة أمامه.
صف الوارد الكويتي الرشيد ما يوجد داخل فناء القصر قائلاً:
نظام القصر جميل ومنظره مريح ومنعش، ويحتوي على هواء نظيف وجو يتميز بوضوح الأجواء، وهو يجذب السيارات عبر طريق طويل مزخرف بشكل هندسي رائع على جانبيه.
بيع قصر دسمان
تم تداول بعض الأخبار بشأن نية مصرف بيت التمويل الكويتي لشراء قصر دسمان من ورثته بقيمة 250 مليون دينار، وقد أبدى الكثير من الناس استغرابهم حول ما إذا كان المصرف ينوي بناء فندق كبير ومميز على تلك الأرض.
في نهاية عام 2006، دعا بعض أعضاء المجلس البلدي إلى استحداث قصر وتكليف مجلس الوزراء بإشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عليه، وذلك لتحويله إلى مبنى لاستقبال الزوار الرفيعي المستوى وإقامة فعاليات المجلس.
في عام 2014، قدم رئيس المجلس البلدي مهلهل الخالد اقتراحًا للاستيلاء على قصر دسمان، وإعادة بنائه ليصبح قصرًا رئاسيًا ومقرًا للحاكم، بإشراف مجلس الوزراء، وذلك للحفاظ على المباني التاريخية وأهميتها.
يعتبر بيع القصر قرارًا غير صحيح لثلاثة أسباب، كما يلي:
- أهمية القصر التاريخية.
- ما هي درجة الصلة بين القصر وعائلة الحكم والأمراء في الكويت، حيث يجتمعون جميعًا في القصر في العديد من المناسبات مثل حلول شهر رمضان المبارك.
- بالإضافة إلى عدم حاجة وارثي القصر للمبلغ المالي المُقدم لهم من بيت التمويل.
وقال أحد أبناء الكويت: أتمنى ككويتي أن تقوم الحكومة بشراء هذا المكان الذي يعتبر عزيزًا على قلوبنا جميعًا وتجعله ملكًا للحكومة، وأن يتم استخدامه كمقر للحكم في حال رغب سمو الأمير في ذلك، وإلا فلنتأكد من حفظه من الضياع.
إقرار قانونية البلدي باستملاك قصر دسمان
كان رد مدير البلدية على اقتراح استملاك قصر دسمان على النحو التالي: `منطقة القصر التاريخية والقسائم المحيطة تشكل مساحة تقريبية تبلغ 30 هكتارا، وكانت منطقة قصر دسمان التاريخية في الماضي ذات أهمية تاريخية وثقافية عالية، سواء على المستوى المحلي في الكويت أو على المستوى العالمي. يوفر الموقع فرصة كبيرة لإنشاء وجهة تاريخية وثقافية فريدة في قلب العاصمة، بهدف تعزيز العناصر التاريخية في الموقع بالتعاون مع المرافق الثقافية الأخرى والأنشطة المنتشرة في العاصمة، والتي تعكس التقاليد والقيم الكويتية القديمة وتساهم في إبراز العادات القديمة والقيم التاريخية للمجتمع الكويتي`.
تم إجراء دراسة لترقية العاصمة (الخطة العمرانية لمدينة الكويت 2030)، وتم التركيز بشكل خاص على المعلم التاريخي وتقديم اقتراحات للحفاظ عليه وتحسينه. وتم تزويد المجلس البلدي بالتقرير النهائي للدراسة الذي أوصى بالتالي:
- يقوم الحكومة بامتلاك القصر وتطويره من جديد وإعادة تطويره كمنطقة تاريخية مفتوحة واستخدامات سكنية، ولكن بكثافة منخفضة.
- يتمثل الهدف في الحفاظ على انخفاض كثافة المنطقة وارتفاعاتها، وتطويرها بصورة شاملة ومتكاملة مع منطقة قصر التاريخية لخلق مكان مميز للكويت، ويجب أن يكون ذلك تحت إشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
- أهمية إجراء تصميم حضري مكثف في المنطقة فور استيلامها.