التاريخزد معلوماتك

لماذا سمي بحر البقر بهذا الاسم

نشأة بحر البقر الشرقية

بحر البقر” هي قرية في مركز “الحسينية” التابع لمحافظة “الشرقية” في “جمهورية مصر العربية”، وعدد سكانها حوالي 5371 نسمة في عام 2006، واشتهرت القرية بمجزرة “بحر البقر” التي وقعت فيها في عام 1970 وأدت إلى وفاة العشرات من الطلاب المصريين بسبب هجوم من قبل صهاينة على مدرسة في المركز، مما تسبب في فاجعة أذهبت أمان المئات من الأهالي في القرية.

مجزرة بحر البقر

تم تسمية هذه المجزرة بهذا الاسم نسبة إلى اسم المدرسة، وهي مدرسة بحر البقر المشتركة التي تعرضت للقصف من قبل طائرات القوات الجوية التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية في صباح يوم 8 أبريل، حيث تم إلقاء قذيفة من طائرات فانتوم على مدرسة بحر البقر المشتركة الموجودة في مركز الحسينية في محافظة الشرقية. أسفر هذا الهجوم عن مقتل 30 طفلا وإصابة ما يقرب من 50 شخصا، وتدمير المبنى بشكل كامل.

وقعت إسرائيل تحت طاولة التبرير إلا أنها استخدمت حيل ساذجة بقولها أن سبب القذف كان عسكري والهدف كان منشأة عسكرية وليست المدرسة، إلا بالطبع تلك الحجج لم تنال مصداقية المصريين وشن الهجوم ضد إسرائيل واتهمتها بأنها أقامت الهجوم عمدًا، لم يقف الأمر بين مصر وإسرائيل، بل تلقت إسرائيل توبيخات واستنكار كبير لفعلتها من معظم دول العالم، كما أجبرت تلك الحادثة رئيس دولة الولايات المُتحدة على تأجيل عقد صفقة كان مفادها إمداد إسرائيل بالطائرات الحديثة.

وصف مجزرة بحر البقر

حلقت 5 طائرات إسرائيلية في تمام الساعة التاسعة والتاسعة وعشرين دقيقة من يوم الأربعاء، وكانت تحمل خمس قنابل تزن 1000 رطل وصاروخين. ألقت هذه الطائرات القنابل مباشرة على المبنى، مما أدى إلى انهيار العقار تماما فورا. تم الإعلان عن وفاة 29 شخصا في اليوم الأول، ولكن زاد عدد الوفيات مع مرور الوقت. قدمت الحكومة تعويضات لأسر الضحايا بمبلغ 100 جنيه فقط للشهداء و10 جنيهات للمصابين. من الأمور التي قام بها الأهالي والسكان هو جمع الأشياء المرتبطة بالأطفال الذين استشهدوا، مثل الألعاب، وجمع بقايا القنابل التي تمت إلقاؤها على المدرسة.

تم جمع جميع المقتنيات ووضعها في متحف يتألف من حجرة تتكون من 17 فصلاً، حيث يوجد جدار كامل في هذا المتحف يحمل عنوان بحر البقر الأولي، وتم نقل تلك الآثار إلى متحف الشرقية القومي الواقع في قرية هرية رزنة بالزقازيق.

ردود الأفعال على المجزرة

وصفت الإذاعة المصرية الهجوم الذي نفذته إسرائيل بأنه كان متعمدا، وذلك بهدف إجبار مصر على وقف الهجمات التي كانت تقوم بها في فترة حرب الاستنزاف. وقعت تلك المجزرة في الفترة التي تزامنت مع مبادرة روجرز، وهي مبادرة قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 5 يونيو 1970م، والتي حاولت وقف النيران لمدة 90 يوما بين مصر وإسرائيل. ورغم أن إسرائيل وافقت على وقف الطائرات، إلا أنها لم تف بوعودها كما هو الحال دائما، وانهارت المبادرة. ومن أهم الأسباب التي حاولت الولايات المتحدة تحقيقها هو الحد من سقوط الموارد البشرية والموارد الحديثة خلال الحرب بين الدولتين.

بالرغم من المحاولات العديدة من قبل الولايات المتحدة في إصلاح الأمر إلا أن تلك المذبحة لاقت الكثير من السخط والغضب، ومن الجدير بالذكر أن حتى الأطفال قاموا بإرسال رسالة إلى زوجة رئيس الولايات المتحدة يتسائل فيها الأطفال عن رد فعلها إذا حدث الحادث في أطفال أمريكا، صرح موشي ديان بعد الحادث إلى الراديو الإسرائيلي قائلًا أن الهدف من تلك الغارة ما هو إلا هدف عسكري فقط، كما ادعى أنها لم تكن مدرسة بل كانت منطقة عسكرية وتم وضع الأطفال للتمويه فقط، كما أنه أدعى أن الأطفال كانوا جزء من منظمة تخريبية كبيرة.

حرب أكتوبر

جاءت حرب أكتوبر بعد مرور ثلاث سنوات على المذبحة. وقعت بين مصر وإسرائيل في 24 أكتوبر عام 1973م. حدثت الحرب في منطقة سيناء وهضبة الجولان. توفي الرئيس جمال عبد الناصر، وتولى الرئيس أنور السادات في 15 أكتوبر عام 1970م. كان للسادات خلفية سياسية واسعة بشأن أحداث إسرائيل، وكان مصممًا على دخول الحرب منذ توليه الحكم وحتى عام القرار النهائي في عام 1971م، حيث أعلن في ذلك العام أن الاستعداد لمواجهة إسرائيل واجب.

قرر الرئيس أنور السادات وحافظ الأسد رئيس سوريا التحالف في عام 1973م لخوض تلك المعركة بعد المعركة التي خسرتها الدولتان في عام 1967م، تم تعيين الفريق أول أحمد إسماعيل علي كقائد للقوات الاتحادية، اجتمع القادة العسكريون في تمام يوم 22 و23 أغسطس للعمل على مجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية والسورية المكون من 13 قائد، تم استخدام الكثير من الأسلحة منها دبابات ومركبات مدرعة، تم استخدام الطائرات والمدافع والزوارق، استخدمت مصر المدمرات في حين لم تستخدمها اسرائيل.

كانت تمتلك مصر 12 غواصة أثناء الحرب ولكن كانت اسرائيل تملك واحد أو اثنين فقط، بالرغم من وجود فرق كبير بين الإمكانيات الموجودة عند اسرائيل والتي كانت من تمويل الولايات المتحدة إلا أن الجيش مصر نجح في هدم خط الدفاع الإسرائيلي والذي يدعى خط بارليف، تم إنشاء خط بارليف عن طريق الرمال على الضفة الشرقية الخاصة بقناة السويس، كان يتكون الخط من 35 حصن وكانت الحصون مدفونة في الأرض وذات أسقف لحمل المدفعية، ولكن بالرغم من جميع الإمكانيات التي استخدمتها إسرائيل في بناء هذا الخط إلا أن مصر نجحت بخطة مبتكرة في هدم هذا الخط رأسًا على عقب.

السادس من أكتوبر

6 أكتوبر 1937م تم استخدام أكثر من 200 طائرة حربية مصرية في توجيه ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية الشرقية، بالطبع وضعت إسرائيل رادارات إسرائيلية للتأكد من عدم إمكانية أي طائرة مصرية في الدخول إلى إليها، لكن قامت مصر في الدخول إلى تلك الأراضي من مرتفعات عالية جدًا لتفادي تلك الرادارات الإسرائيلية، بعد عبور الطائرات بخمس دقائق بدأت المدفعية المصرية في رمي قذائفها على التحصينات الخاصة بإسرائيل بشكل مُكثف.

تسللت عناصر من المهندسين والصاعقة المصرية في نفس التوقيت إلى شرق القناة للعمل على إغلاق الأنابيب التي تقوم بنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، في الساعة 18:30 تم عبور ما يقرب من 2000 ضابط و 30000 جندي من خمس فرق، في السابع من أكتوبر نجحت القوات المصرية في العبور لقناة السويس ومن ثم أصبح لدى القيادة العامة المصرية 5 فرق مشاة بأسلحتهم الثقيلة موجودة في الضفة الشرقية للقناة، تهاوي خط بارليف الدفاعي مما أدى إلى زعزعة قوة إسرائيل المزعومة.

في الثامن من أكتوبر حدثت معركة كبيرة في بورسعيد وتعتبر من أشد المعارك التي خاضتها مصر ضد إسرائيل حيث بلغ عدد الطائرات الإسرائيلية الموجودة في بورسعيد أكثر من 50 طائرة، ولكن نجحت بالرغم ذلك مصر في تحطيم الكثير من تلك الطائرات والتي أدت إلى تشتيت الهجمة الجوية الإسرائيلية، في التاسع من أكتوبر عادت إسرائيل مرة أخرى محاولة شن الهجوم على الجيش المصري في الإسماعيلية ودارت معركة الفردان بين فرقة أدان وبين الفرقة الثانية مشاة والتي كانت بقيادة حسن أبو سعدة، ولكن أنتهت بخسائر فاضحة لإسرائيل ولم تقوم بتكرار هجومات بعد هذا اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى