لماذا سميت مكة بهذا الاسم ؟
مكه، هي أرض مباركة، ومكان له قدسيته على قلب كل مسلم، وهي المدينة التي شهدت مولد أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبها أول بيت بنى على الأرض،بناه سيدنا آدم عليه السلام ، الكعبة المشرفة التي توجد في قلب المسجد الحرام قبلة المسلمين وهو من أول الأماكن التي تشد إليها الرحال، ومكه قد أطلق عليها أسماء كثيرة، وهذا يدل على عظم المسمى، ولا توجد بلد أطلق عليها أسماء كثيرة مثل مكه والمدينة، ويرجع ذلك لأنهم من أفضل بقاع الأرض، وقد أطلق على مكه أسماء كثيره منها أم القرى ، بكة ، البلد الأمين ، الحاطمة، ولكن الاسم الذي نتحدث عنها اليوم هو مكه التي كرمها الله و جعلها من أعظم المدن وأشرفها.
سبب تسمية مكة
1- يقال سميت بمكه بمعنى المكان المزدحم دون غيره، ويقصد بها المكان الجاف الذي لا يوجد به المياه بكثرة، ولكن يتم استخراج الماء منها، ولأنها تزدحم بالناس ، لأنها كانت مزار يأتيه الناس للعباده والتبرك بهذا المكان الطاهر، وكأنها تجذب الناس إليها جذباً كما يجذب الفصيل اللبن وهذا لتحقق
– ندعو أن يجعل الناس قلوبهم تعلق به عندما دعا سيدنا إبراهيم، قائلا: `فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم` .
يُقال إن مكة سُميّت بهذا الاسم لأن الحجاج عندما يصلون إليها لأداء فريضة الحج، يقومون بالمكاء والتصدية، وهما صوتان يشبهان صوت طائر المكاو، ولذلك سُمّيت مكة بهذا الاسم، وقد ذكر القرآن هذا الأمر “وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَة
يشير بعض الناس إلى أن مكة تم تسميتها بهذا الاسم لأنها تمك الجبارين، أي تخفض من مكانتهم ونفوذهم، وهناك من يقول أنها تمك الذنوب، أي تمحو الذنوب.
ومن الاقوال المتداولة أن مكة سُميت بهذا الاسم لأن كلمة مكة لغويًا تعني وسط الدنيا، وكأنها هي لب العالم ومركزه، تمامًا كما يعتبر المخ لب العظام، واسم مكاك أو مكاكه يعني اللب أو المخ في وسط العظام.
مكة المكرمة التي كرمها الله وسار عليها خير الأنبياء والمرسلين، ولا تزال وستبقى حتى نهاية الزمان قبلة المسلمين وأعز مكان في قلوبنا، ونحن معلقون بها ويزداد شوقنا لزيارتها بغض النظر عن الصعوبات، فهي أحب المواقع للمسلمين، والرسول كان يحبها وولد فيها صلى الله عليه وسلم، وقال لولا أن أهل مكة أخرجوني لما خرجت، ولكن كل شيء له حكمة، فقد أراد الله أن يكرم المدينة بوجود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيها، حتى أنه دفن فيها نظرا لعظيم فضل الأنصار الذين استقبلوه وحسنوا المعاملة تجاه المهاجرين ونصروا الرسول وساندوه.
بيت الله الحرام يقع في مكة، وهو مكان للمسلمين لأداء فريضة الحج أو العمرة، ويزداد عدد الحجاج إلى مكة باستمرار، وتشهد مكة حاليا توسعات للحرم المكي لاستيعاب الأعداد المتزايدة، وتولي المملكة العربية السعودية اهتماما كبيرا بسلامة الحجاج وتيسير مناسك الحج، وإذ تحتل مكة مكانة عظيمة في قلوب المسلمين فهي كالأب الحنون وتجمع أبناءها بروابط الدين والتاريخ.
أشهر المعالم في مكة
: المسجد الحرام هو أول مسجد في الأرض ويوجد فيه الكعبة المشرفة التي بنيت بأيدي سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل، ويوجد في مكة جبل النور الذي يحوي غار حراء الذي كان يتعبد فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثته بالرسالة ليهدي الناس وينذرهم، ويوجد في مكة جبل ثور الذي يحوي غار ثور الذي استخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبته كملجأ أثناء الهجرة، وقد اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم طريقا آخر ليصل إلى المدينة ويتلقى من أهل المدينة أفضل الاستقبال، ويوجد جبل عرفة الذي يعتبر وقوفه بمثابة ركن أساسي لصحة الحج.
ومن بين الشخصيات التاريخية العظيمة التي نشأت في مكة المكرمة، نجد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وصديقه أبو بكر الصديق، والفاروق عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان رضي الله عنهم. إنهم من الصحابة الأجلاء للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تولوا الخلافة بتتابع بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا يمكننا نسيان زوجات الرسول الأطهار وأمهات المؤمنين وآل بيت الرسول عليهم رضوان الله.