لماذا سميت قبيلة قريش بهذا الاسم

قبيلة قريش في الجاهلية

لقد كانت قبيلة قريش من أشهر القبائل العربية في زمن الجاهلية وزمن صدر الإسلام، فقد كان لها شهرة وصيت واسع بين جميع القبائل في ذلك الوقت، وقد كان لها شأن عظيم حين ولد النبي صلى الله عليه وسلم، فالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان من أحفاد قبيلة قريش وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد منافٍ القرشي .

سكنت قبيلة قريش مكة المكرمة، وكانت لها شهرة واسعة بسبب قيامها بسقي الحجاج عندما يأتون إلى مكة المكرمة، وكانت قبيلة قريش مشهورة بالكرم وتكريم الضيوف، وكانت في ذلك الوقت إحدى أكبر القبائل العربية في التجارة.

لماذا سميت قبيلة قريش بهذا الإسم

لقد ذكر العديد من المؤرخين العديد من الأسباب لتسمية قبيلة قريش بهذا الاسم، فقد قال بعض المؤرخين أنها سميت بذلك الاسم لأن قصي بن كلاب قد غلي على قريش، وذلك لأنه جمع قريش على رحلة الصيف والشتاء لذلك سمي بالمجمع، وقد قيل أيضاً أنهم كانوا يتقرشون العديد من البياعات ويشترونها لذلك سموا قريشاً، وقد قيل أيضاً أنهم كانوا من أهل التجارة يبيعون ويشترون لذلك قد أطلق عليهم  قريشاً، ولم يكونوا من أهل الضرع والزرع، فقد كان أهل قريش يجمعون المال أو بمصطلح آخر يتقرشون المال، وكانت هذه صنعة وحرفة أهل قريش، وأيضاً من الأقوال الأخرى حول تسميتهم بهذا الاسم أنهم قد نسبوا إلي الدابة البحرية، وكانت تعتبر هذه الدابة من مخلوقات البحر تُعرف بدابة قريش، ولقد كانت قبيلة قريش سيدة قبائل في الجزيرة العربية، وقد قالوا أنها سُمت بذلك نسبة إلى النضر بن كنانة ففي يوم تجمع في ثوبة، فقال عنه أنه تقرش،أو لأنه قد دخل يوماً ما عليه قومه فقالوا عنه إنه جمل قريش أي أنه شديد.

انقسام قبائل قريش

قبيلة قريش انقسمت إلى قسمين: قريش البطاح وقريش الظواهر. وبالنسبة لقريش البطاح، فهم أولاد قصي بن كلاب وبنو كعب بن لؤي، وكانوا من أكثر قبائل قريش ثراء وغنى، حيث كانت قريش البطاح تسيطر على التجارة وتكلف برعاية الحرم والحجاج، كما كانوا أكثر تمدنا من قريش الظواهر الذين كانوا يعيشون في ظواهر مكة، ولذلك كانوا أقل تمدنا وكانوا يهاجمون القوافل التجارية لحاجتهم وفقرهم وحاجتهم لتأمين الطعام اليومي.

المقصود بـ كلمة قريش في اللغة

يعني مصطلح “قريش” في اللغة العربية الكسب والجمع والضم. ويقصد بهذا المصطلح أيضا النسل والجماعة. ويعني “تقرش القوم” تجمعهم، والمقرشة هي السنة الشديدة التي يتجمع فيها الناس وينضمون إلى أقرانهم وأصدقائهم. ويعنى بمصطلح “التقريش” الاكتساب. وتعتبر قبيلة قريش، التي نشأت في شبه الجزيرة العربية، قبيلة عربية كبيرة ومشهورة، وكانت تخدم الحجاج. وكان لدى قبيلة قريش رحلتان تجاريتان، رحلة في فصل الصيف وأخرى في فصل الشتاء. وتحتوي سورة في القرآن الكريم تحمل اسم “قريش.

كفار قريش

يعني مصطلح الكفر في اللغة الجحود والإنكار، ولكن في الشريعة الإسلامية يعني رفض الإيمان وعدم الإيمان به وتكذيبه، ويتم ذلك بالاصرار والعمد، أو بسبب الجهل أو الكبر.

بالنسبة لكفار قبيلة قريش، فهم مثل أي كافر آخر في العرب، إذ شهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاشوا معه، ولكنهم كذبوا عليه ولم يؤمنوا به ولم يصدّقوه، وكانوا ينكرون حديثه وكفروا بما جاء به النبي من توحيد الله سبحانه وتعالى والإيمان باليوم الآخر.

ولقد كان كفار قريش في وقت دعوة الرسول الكريم يستهزئون به، ولقد كانوا يقسمون أن الله سبحانه وتعالى لن يبعث من يموت، وكانوا يدعون ذلك رغبة في تكذيب كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز فقال: (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ)، وقد قال الله سبحانه وتعالى أيضاً: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، وعلى الرغم من أن كفار قبيلة قريش تميزوا بإيذاء النبي وأصحابه، إلا أن كفار قريش لم يكونوا في مكانة واحدة في السوء والكفر، وايضا لن يكونوا في ميزان واحد عند عذابهم يوم القيامة، ولقد كان أبو جهل من أشد الناس عداوة للرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد عُرف بأنه فرعون الأمة، وقد مات أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو كافر،ولكنه كان ينصر الرسول و يعينه،ويحميه من كفار قريش، لذلك سيكون أخف عذاب يوم القيامة كما قد أخبرنا به الرسول الكريم.

مقاطعة كفار قريش للرسول

لقد استمرت كفار قريش في مقاطعة النبي صلى الله عليه وسلم، وظلوا يمنعون دعوته للإسلام ويشككون فيها، حتى انتشر الإسلام بين العديد من القبائل العربية، وارتفعت شأن الإسلام بإسلام سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا حمزة بن عبد المطلب، وهاجر المسلمون إلى الحبشة التي كانت ملاذا آمنا لهم، حيث كان هناك ملك عادل يحميهم من آذى كفار قريش. وفي تلك الفترة، قامت قبيلة قريش بأسلوب آخر وهو مقاطعة بني هاشم وبني المطلب بأكملهم، سواء كانوا مؤمنين أو كفارا، باستثناء عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أبو لهب. وقد وضعوا العديد من القرارات بخصوص المقاطعة على صحيفة وختموها بأختامهم، ثم علقوها على الكعبة بهدف ضمان احترام الجميع لها والالتزام بهذه الصحيفة، وأيضا لمنع التمرد عليها، فمن يتمرد عليها يعتبر خارجا عن تقاليدهم وعقيدتهم التي يؤمنون بها.

ومن القرارات التي علقوها في الصحيفة الآتي:

• منع الزواج من المسلمين أو حلفائهم.
• الامتناع عن الزيارات فيما بينهم.
• يجب تجنب الشراء والبيع منهم، وكذلك تجنب الرعي في المراعي الخاصة بهم.
• يتمثل القرار في عدم تكوين صداقات أو مجالسة المسلمين بأي شكل من الأشكال، وتبقى هذه القرارات سارية حتى يتم تسليم الرسول الكريم للمسلمين ليتم قتله.

ونتيجة لهذه القرارات قد اضطر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الانتقال إلى شعب يُعرف بشعب أبي طالب،هو ومن معه من المسلمين، وقد انحاز لرسول الله كل بني هاشم، وبني المطلب ما عدا عم النبي أبو لهب وذلك لشدة كره أبو لهب ل  النبي، ولقد تحمل المسلمين في ذلك الوقت الجوع والظلم والحرمان الي أن انتهت هذه المقاطعة.