اسلامياتالقران الكريم

لماذا سميت سورة التغابن بهذا الاسم

المعنى الإجمالي لسورة التغابن

سورة التغابن هي سورة مباركة، وتعتبر سورة التغابن مكية وأيضا مدنية، وتعتبر سورة التغابن من السور المسبحات فهي تبدأ بتسبيح الله، وتم نزول سورة التغابن بعد سورة التحريم، وبها ثماني عشر آية، وتعتبر سورة التغابن من السور التي تحدثنا عن، قدرة الله عز وجل وأن الله سبحانه وتعالى، لديه معرفة بكل ما يدور في صدور الناس، وما يدور بجانبهم وحولهم، وتحدثنا عن خلق الله للسموات والأرض وصوركم فأحسن صوركم أي خلقكم في أحسن صورة، وحدثنا أيضا في هذه السورة عن مصير الكافرين الذين استكبروا ورفضوا الانصياع لأوامر الله عز وجل، وتوعد الله لهم بالعذاب يوم القيامة وفي النهاية يحثنا على الإنفاق في سبيل الله والابتعاد عن ملذات الدنيا.

ويرجع الفضل فى قراءة هذه السورة عظيم جداً، فعن الإمام الصادق عليه السلام، أن من يقرأ سورة التغابن فى فرائضه أو غيره كان من أهل الجنه يوم القيامة، لكن بشرط أن يعمل بالقرآن و التعاليم الإسلامية، و قد نزلت سورة التغابن كلها بمدينة مكة إلا هؤلاء الآيات فى قول الله تعالى” يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم و إن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم” حيث نزلت هذه الآية فى المدينه المنوره، لعوف بن مالك الأشجعي، حيث شكى عوف إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم،  من جفاء أهله و ولده، حيث كان ذا أهل و ولد، وكان عندما يريد الغزو يبكون إليه ليلا، فقالوا إلى من تدعنا؟ فيرق قلبه ويقيم فنزلت هذه الآيات، نسبه إلى هذه القصة.

لماذا سميت سورة التغابن بهذا الاسم

تم تسمية سورة التغابن بهذا الاسم نسبة إلى ذكر يوم القيامة في الآية التاسعة، فهو يوم الخسارة والربح، والتغابن هو أحد أسماء يوم القيامة.

و كلمة التغابن كلمة عربية، تشير إلى التغابون ومعناه يشير إلى الاحتيال المتبادل و كسب المنافع الشخصية، والمقصود منها أن يوم القيامة كل شخص يسعي لكى، ينقذ نفسه، عن طريق إلقاء اللوم على الآخرين، وتحمل الآيات المباركة لسورة التغابن تشابها في الاسلوب مع سورة الحديد، حيث أنها تشكل ملخصا للآخرة، وتفتح الباب التوحيد بالله الواحد الأحد، ويستمر فى تحذير الناس و حثهم على مراقبة أعمالهم، و الإهتمام بيوم القيامة، و العمل للآخرة.

و سميت سورة التغابن بهذا الاسم نسبة، إلى ذكر ورود لفظ التغابن فى آياتها، وهذا اللفظ لم يتم ذكره فى أي سورة آخري من سور القرآن الكريم، إلا فى سورة التغابن وذلك فى قول الله تعالى ‘يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)” صدق الله العظيم.

التغابن لفظ يأتي من يغبنَ يغبنَ معناه الخسارة، فيوم التغابن هو اليوم الذي يغبنَ فيه أهل الجنة أهل النار، فأهل الجنة هم الذين يفوزون بالجنة لأنهم اختاروا الآخرة وباعو الدنيا، أما الكفار فهم من اشتروا الدنيا وباعوا آخرتهم فيوم التغابن(هو يوم القيامة)، يغبن أي (يخسر) الكفار فلذلك سماه الله عز وجل التغابن أي يوم التفاوت بين أهل الجنة وأهل النار، وأهل الجنة كما يقول الإمام ابن حجر، هم من بايعوا على الإسلام بالجنه فرحوا، وأهل النار أمتنعوا عن الإسلام فخسروا.

مقاصد سورة التغابن

  • تبدأ آيات سورة التغابن بالتسبيح لله، حيث تذكر الآيات أن كل ما في السماوات والأرض يسبح بحمد الله، وأن الله هو المالك والحامد، وأنه قادر على كل شيء.
  • تحدثت آيات السورة عن أن الله هو الذي خلق الإنسان، وأعطاه الحرية ليختار بين الإيمان والكفر، وأن الإنسان يتمتع بالحرية في اختياره.
  • تناولت الآيات قدرة الله وخلقه لكل ما في السماوات والأرض، وصور الإنسان وخلقه على أحسن صورة. فالإنسان هو أحد أعظم المخلوقات والله أكرمه. ويعلم الله ما يحدث في السماوات والأرض وما يدور في نفوس الناس. ويحذر الله من الذين كفروا ويهدد بعذاب أليم بسبب سوء أعمالهم في الدنيا، كما يقول الله تعالى: `ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم`. ذلك بسبب أن رسلهم كانوا يأتونهم بالبينات والدلائل، فقالوا: `أبشر يهدينا`، فكفروا وتولوا. والله غني حميد واستغنى عنهم.
  • ومن أهداف سورة التغابن هو إشارتها إلى الكفار الذين ينكرون وجود يوم الحساب والبعث. إن الله سوف يجمعهم جميعا في يوم الحساب، وتم ذكر ذلك في قول الله: `ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد * زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير * فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير`، صدق الله العظيم.
  • ومن الأهداف أيضا الموجودة في سورة التغابن هو تأكيد أن كل ما يصيب الإنسان هو بقضاء الله وقدره، وتم ذكر ذلك في قول الله تعالى {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم}، وتم التحذير الشديد للمؤمنين من فتن الدنيا والأموال والأولاد، وحثتنا السورة على طاعة الله ورسوله، وتعتبر هذه السورة من الدروس المستفادة منها، وفي النهاية تحثنا السورة على إنفاق المال في الخير والإحسان، وابتغاء مرضاة الله.

الدروس المستفادة من سورة التغابن

  • خلق الإنسان الله تعالى وصوّره بأجمل صورة وأكملها، فقد منحه الله الفضل على سائر المخلوقات في الكون، وجعل كل ما في الأرض يخدمه ويساعده. ولذلك، ينبغي علينا أن نحمد الله ونشكره على هذه النعمة العظيمة.
  • نزل القرآن للناس ليخررجهم من الظلمات إلى النور.
  • من آمن بالله وعمل الخير، يغفر الله ذنوبهم ويدخلهم الجنة التي تجري من تحتها الأنهار، ويقيمون فيها إلى الأبد، لذلك يجب علينا السعي في الدنيا بالحسنى واتقاء الله في أعمالنا، وهذه هي فوائد سورة التغابن.
  • لا يحدث أي بلاء أو مصيبة للإنسان إلا بإذن الله الواحد الأحد، وكل شر أو بلاء يصيب الإنسان يحدث بإذن الله ولسبب ما، وكل شر يصيبك يحدث لسبب وسيكون خيرًا لك، لذا يجب عليك الإيمان بقضاء الله وقدره، كما ورد في بعض الأحاديث النبوية “لو علمتم ما أعلم فعملتم ما أعمل لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا
  • في بعض الأحيان، يحث الأزواج والأولاد شخصا على العصيان عن الله، ويجب عليك أن تطيع الله ولا تدع الحب يغريك لارتكاب معصية الله، وذلك كما حدث في قصة عوف بن مالك الأشجعي، والتي كانت سببا في نزول سورة التغابن.
  • كل ما تنفقه في سبيل الله يعود إليك بمضاعفات أكثر من ذلك، ويغفر لك ذنوبك.
  • ينبغي علينا أن نطيع الله ورسوله، ونبتعد عن كل ما نهانا عنه الله، وأن نتصدق على الفقراء والمساكين ونكثر من الأعمال الخيرية، فذلك سيعود علينا بالنفع.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى