حيواناتطيور

لماذا تمرر الطيور منقارها على ريشها ؟ “

وظيفة الريش للطيور

توجد بعض الظواهر والسلوكيات المتنوعة التي تحتاج عادة إلى تفسير لفهم ماهيتها والغرض منها، وخاصة إذا كانت تتعلق بكائنات أخرى غير الإنسان مثل الطيور والحيوانات. يلاحظ المتأمل في طبيعة الطيور أنها تمرر منقارها على ريشها بطولها، ويعتبر هذا السلوك من السلوكيات الغريبة التي تحتاج إلى تفسير علمي ومنطقي. وتقوم الطيور بذلك لتكيفها مع طبيعة عيشها والحفاظ على اتزانها خلال الطيران، ولتمكينها من أداء جميع وظائفها بشكل كامل دون أي خلل في أي بيئة يمكن أن تتواجد فيها. ويعتبر الريش له وظائف عدة ولا يمكن لأي طائر البقاء على قيد الحياة بدونه.

تمرر الطيور بمنقارها على طول الريش لماذا

يمكن القول بأن للريش أهمية كبيرة في حياة الطيور، حيث يحافظ على مرارة الطائر ويساعد على الطيران بشكل متزن، كما أن المحافظة عليه من خلال الطيور هي أمر فطري وربما يعود إلى خلقها.

يمكن القول من هنا أن الطيور تقوم بتمرير منقارها على طول الريشة بشكل متكرر طوال اليوم، وذلك لتنظيفها جيدا من الأوساخ والمواد الضارة التي قد تلتصق بها، بالإضافة إلى الطفيليات التي يمكن أن تتواجد فيها. يعتبر الريش بيئة ملائمة لتكاثر تلك الطفيليات لأن تلك الأجزاء في الطيور تعتبر ميتة، لذا فإن كل طائر يقوم بتجديد ريشه بعد فترة زمنية محددة، ويختلف هذا الأمر من طائر لآخر؛ حيث يمكن أن يتم تغيير ريش الطائر بعد عدة أشهر أو سنويا.

كما أنها تقوم بتمرير المنقار على الريشة محاولاً منها لإعادة ترتيب ريشها بشكل صحيح، كما يتسبب ذلك في نشر وتوزيع الزيت الخاص بها، الذي تقوم بإفرازه من خلال عدة توجد على ظهورها وتستخدم المنقار لفعل ذلك، ومن الجدير بالذكر بأن هذا الزيت يعد السبب وراء مقاومة الطيور البحرية والبط للمياه، حيث يتسبب وجود المياه على الريش إعاقة طيران الطيور.

ما هو ريش الطيور

ريش الطيور هو لفظ يطلق على ما يغطي جسم الطائر أو المظهر الخارجي له، وقد تطور هذا الريش ليمر بعدة مراحل حتى يصل لهذا الشكل الذي يظهر عليه الآن، حيث تطور من حراشف الزواحف وتغير حتى أصبح هكذا، ويعد الريش هو ما يميز الطيور عن غيرها من الحيوانات الأخرى، وهو مهم جداً للقيام بعملية الطيران بالإضافة إلى العزل والتودد أيضاً، ويعتبر الاختلاف في شكل ونوع الريش بين طائر وآخر هو ما يميز بين الأنواع المختلفة ذكوراً كانوا أو إناثاً.

يجب أن نذكر أن الريش مصنوع من مادة تسمى الكيراتين، وهذه المادة خفيفة الوزن، وتشبه المادة التي تشكل أظافر الإنسان تماما، حيث تسمح القواعد التي ترتبط بكل ريشة للطائر بالحركة بحرية، ويجب أن يتعامل ريش الطيور مع العديد من العوامل التي تسبب تلفه، ولذلك نرى في كل عام أن الطيور تنمو ريشا جديدا يحل محل القديم، ويسمى هذا العملية الانسلا.

يجب أن نشير إلى أن هذه العملية قد تحدث مرة أو مرتين في السنة، وذلك يعتمد على نوع الطائر. فكل ريشة تحتوي على عمود مركزي مجوف بجانب منطقة مسطحة توجد على كلا الجانبين. وتتألف الريشة من عدة فروع جانبية صغيرة الحجم وجميعها متصلة ببعضها البعض عن طريق فروع صغيرة تحتوي على خطافات تسمى الأسيلات. وبين الحين والآخر، يقوم الطائر بتمرير منقاره على الريش لينظمها عن طريق الضغط على تلك الأسيلات.

أنواع الريش في الطيور

بعد معرفة السبب وراء تمرير الطائر لمنقاره على ريشه بشكل متكرر، يصبح من الأهمية بمكان معرفة الأنواع المختلفة من ريش الطيور، حيث توجد أنواع متعددة للريش ولكل نوع وظيفته المحددة، ويمكن التعرف على تلك الأنواع عن طريق النقاط التالية:

  • الريش المحيطي: يتسم بكونه يغطي أغلبية سطح الطائر وبذلك يمنحه مظهر ناعم، بالإضافة إلى كونه يحميه من العوامل الجوية المختلفة، والمتمثلة في أشعة الشمس والرياح إلى جانب المطر والإصابات المتعددة، وفي الغالب يتسم هذا النوع من الريش بألوانه الزاهية إلى جانب الأنماط المتعددة في الألوان، ويتم تقسيمه إلى نوعين أحدهما للطيران والآخر لتغطية الجسد.
  • ريش الطيران: يتمثل الريش الكبير الذي يوجد على الذيل والأجنحة بأنه مثل مكابح تستخدم للتحكم في اتجاه الطيران، وتمتلك معظم الطيور 12 ريشة في الذيل.
  • الريش السفلى: هو ريش صغير يتميز بنعومته ورقته، ويتواجد أسفل الريش المحيطي، ويتميز بعدم وجود الأشواك المتشابكة المعروفة باسم الآسيلات والخطافات، والتي توجد في النوعين السابقين من الريش، ألا وهما الريش المحيطي والريش المستخدم في الطيران. ويتميز هذا النوع من الريش بالقدرة على حجز الهواء داخل طبقة عازلة توجد بجوار الجلد، مما يساعد في حماية الطيور من العوامل الجوية مثل البرودة والحرارة.
  • الريش الخشن: يتميز هذا الريش بوجود ركيزة صلبة وقليل من الأشواك في القاعدة، وعادةً ما يتواجد الريش هذا حول الفم والجفون، ويعتقد أن له وظيفة وقائية حسية.

فوائد الريش في الطيور

كما سبق الذكر بأن الريش مكون من بروتين هام جداً يسمى بالكيراتين وهو نفسه الذي يوجد في كلٍ من الأظافر والشعر لدى الإنسان، ونلاحظ أيضاً أن الريش يحتوي على خطافات تتكون على هيئة سحاب، بحيث تقوم بتشكيل سطح يتسم بالأحكام والنعومة في الوقت ذاته، وذلك من شأنه المحافظة على شكل وهيئة الريش، فبدون وجد تلك الروابط القوية تصبح الريشة في حالة من عدم القدرة، مما يجعل الطائر غير قادر على تحمل المقاومة التي يلاقيها في أثناء القيام بعملية الطيران، ومن هنا تتضح بعض من فوائد الريش التي نسردها من خلال الآتي:

  • المحافظة على الشعور بالدفء: من المعروف أن الطيور تعد من الكائنات الحية ذات الدم الحار، حيث يجب عليها أن تقوم بالحفاظ على درجة حرارة جسدها لتكون بمقدار 40 درجة مئوية، حيث يوجد أسفل الريش المحيطي نوع اخر من الريش ناعم وصغير في الحجم، ويلاحظ تواجده على جلد الطائر مما يبقيه في حالة من الدفء، ويعد الريش من الأمور التي من شأنها المحافظة على درجة حرارة أجسام الطيور.
  • الطيران: يدرك الجميع أهمية وجود الريش للطيران في الهواء، وللحفاظ على التوازن اللازم خلال هذه العملية.
  • المظهر الخارجي: لا يقل المظهر الخارجي للطيور والمتمثل في الريش عن أهميته، حيث توجد بعض أنواع من الطيور تستعمل أنماط ريشها بهدف التمويه ومن أمثلتها النايتجار، حيث تجده يشبه في هيئته الأوراق الميتة، وهناك أنواع أخرى مثل الطاووس تستعمل الريش لإثارة إعجاب الأنثى، من خلال قيامه بعروض مبهرة ومميزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى