احكام اسلاميةاسلاميات

لماذا تعتبر عمليات الإجهاض حرام شرعاً ؟.. ومتى تجوز

هل إتخاذ قرار الإجهاض يعتبر صعباً

يعني الإجهاض بشكل أساسي القرار الذي تتخذه الأم للتخلص من الجنين، ولكن يمكن أيضا أن يحدث نزول الجنين من رحم الأم دون سابق إنذار نتيجة لبعض المشاكل الصحية للأم أو الجنين.

يتم تعريف الإجهاض عندما ينهى الحمل بحيث لا يؤدي إلى ولادة طفل بشكل طبيعي، وفي بعض الأحيان يشار إليه باسم “إنهاء الحمل” من قبل BPAS.

يمكن أن يحدث حمل غير مخطط له أو غير مرغوب فيه، ولذلك يقرر العديد من النساء إجراء إجهاض، بغض النظر عن ما إذا كان ذلك متفق مع الدين أم لا، فقد يكون الهدف الأساسي هو التخلص من الجنين في أسرع وقت ممكن، ولذلك يتخذ النساء هذا الخيار.

اتخاذ قرار الحصول على الإجهاض يعد قرارًا صعبًا؛ حيث يمكن لبعض النساء أن يكونوا واثقين من اختيارهم للحصول على الإجهاض، بينما يمكن للآخرين أن يجدوا صعوبة في اتخاذ هذا القرار.

وخلال الإجهاض، يجب أن يكون لديك موعد للحديث عن قرارك وما يحدث بعد ذلك، وكلما كان ذلك ممكنًا، يجب أن تحصل على حرية الاختيار في كيفية تنفيذ الإجهاض، حيث تتوفر عدة خيارات لذلك

  • يتم إجراء الإجهاض الطبي باستخدام حبوب منع الحمل الإجهاضية، حيث تتناول الأم بعض الأدوية لتحفيز الإجهاض الطبيعي.
  • إجراء جراحة من أجل إزالة الحمل : عند العودة إلى المنزل بعد الإجهاض، ربما يحتاج الأم إلى الاسترخاء والراحة، ويمكن أن يتواجد النزيف المهبلي لمدة تصل إلى أسبوعين.

ما هو حكم الإجهاض في الإسلام

لقد اتفق العلماء بصفة عامة على تحريم الإجهاض بعد نفخ الروح في الجنين، والذي قد يتم تحديده بعد أربعين يوما تماما، وذلك على ذكر كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فيما ورد في الحديث الشريف (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح)

يعتبر الدين الإسلامي إن عملية إجهاض الجنين بعد نفخ الروح هي عملية قتل متعمد للنفس، ويتم التأكيد على حرمانيتها .

حتى ولو كان في بقاءه خطراً على حياة الأم كما نُقِل عن ابن عابدين أنّه قال: “لَوْ كَانَ الْجَنِينُ حَيًّا، وَيُخْشَى عَلَى حَيَاةِ الأُْمِّ مِنْ بَقَائِهِ، فَإِنَّهُ لاَ يَجُوزُ تَقْطِيعُهُ؛ لأَِنَّ مَوْتَ الأُْمِّ بِهِ مَوْهُومٌ، فَلاَ يَجُوزُ قَتْل آدَمِيٍّ لأَِمْرٍ مَوْهُومٍ”

ما هو حكم إجهاض الجنين قبل نفخ الروح

اتفق العلماء على اختلاف تفسير حكم إجهاض الجنين قبل نفخ الروح، حيث كان هذا الموضوع محل اختلاف بين العلماء وبعضهم مع بعضهم

فقهاء الحنفية 

اتفق فقهاء الحنفية على جواز إجهاض الجنين بعذر قهري قبل نزول الروح فيه، لعدم وجود الروح فيها، وبالتالي فإنه لا يعتبر قتلاً بالمعنى المقصود، وقد قال ابن وهبان في ذلك: “إن إباحة الإسقاط محمولة على حالة الضرورة.

فقهاء المالكية

اتفق علماء المذهب المالكي على حرمانية الإجهاض قبل نزول الروح في الجنين، حيث قال الدريدر: `لا يجوز إخراج المني المتكون في الرحم ولو قبل الأربعين يومًا`

وقد نُقِل عن الإمام مالك -رَحِمه الله- أنّه قال: يعتبر كل ما تلفظ به المرأة من مضغة أو علقة ويعلم أنها لولد جناية، فإن في ذلك الغرة.

فقهاء الشافعية والحنابلة 

وافق الشافعية والحنابلة على تحريم الإجهاض قبل نفخ الروح، لأن النطفة تصبح قادرة على النفخ بالروح والتكوين بعد الاستقرار، وبالفعل فروضوا كفارة عن الإجهاض قبل النفخ بالروح في الأشكال.

فقهاء العصر الحالي 

حرم الفقهاء الإجهاض في جميع مراحله وأطواره المختلفة، ولكنهم وضعوا درجات للتحريم والإثم المترتب عليه، والذي يختلف باختلاف المراحل، حيث يعتبر الإجهاض اعتداءً على كائنٍ حيٍ يجب أن ينمو بأمرٍ من الله عز وجل

 لذلك، يتم تطبيق كفارة قتل النفس عند الإجهاض، ويدل على ذلك ما ذكر عن الإمام الغزالي – رحمه الله – في كتابه إحياء علوم الدين، حيث قال: “أول مرحلة من التكوين هي أن يتم إدخال النطفة في الرحم وتختلط بماء المرأة وتستعد لقبول الحياة، ويعد إفساد هذه العملية جريمة، وإذا تحولت إلى مضغة وعلقة، فإن الجريمة تصبح أكثر فظاعة، وإذا أعطيت الروح واكتمل التكوين، فإن الجريمة تزداد فظاعة، ويتجلى التفاعل الأكثر فظاعة في الجريمة بعد الانفصال عندما تكون الكائن حيا.

حكم الإجهاض بعد إكتمال أربعين يومًا

إذا تجاوز الحمل أربعين يومًا، يحرم إسقاطه، لأنه بعد الأربعين يومًا يكون الجنين في مرحلة العلقة، وهي بداية تشكل الإنسان، لذا لا يجوز إسقاطه بعد هذه المرحلة إلا إذا قررت لجنة طبية موثوقة أن استمرار الحمل يشكل خطرًا على حياة الأم وأن هناك خطرًا على حياتها في حال استمرار الحمل.

متى تجوز عمليات الإجهاض

تجوز عمليات الإجهاض قبل الأربعين في حالة تعرض الأم للخطر

وافق العلماء على جواز إجهاض الجنين في المرحلة الأولى قبل اكتمال الأربعين، إذا كانت هناك خطرا جسيما على حياة الأم، وأيضا إذا كانت هناك مصلحة شرعية في إجهاضه، أو لدفع الضرر، بالإضافة إلى وجود تقرير من لجنة طبية موثوقة يؤكد أن استمرار الحمل يشكل خطرا على حياة الأم، وبعد تجربة جميع الوسائل الممكنة لتفادي ذلك الخطر.

هل يمكن القيام بعمليات الإجهاض بعد نزول الروح لأن الحياة الأم أهم

لقد اختلف اهل العلم في ذلك، فإذا نفخت الروح في الجنين، يعتبر قتلاً، وكان في رأي كلا من الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والشافعية والحنابلة والظاهرية إلى تحريم الإجهاض بعد نفخ الروح، مهما كان السبب، فقد تبين أن عمليات الإجهاض التي تحدث يتوجب عليهم بأن يقوموا بتقطيع وسحب الجنين أرباعاً.

وافق العلماء على أن إحياء الجنين الميت مقبول شرعا، إلا إذا كان الجنين أيضا ميتا، لأنه لا يجوز إحياء نفس بقتل أخرى، واستدلوا على ذلك بالعقل والقياس؛ حيث أن موت الأم بسبب الجنين موهوم ولا يمكن تأكيده، وبعد نفخ الروح في الجنين يصبح آدميا ولا يجوز قتله دون دليل واضح، كما أن حياة الجنين وحياة أمه مستويتان في الاحترامية.

هل يمكن إجراء عملية إجهاض الجنين إذا كان يعاني من تشوهات؟

وافق العلماء بشكل عام على عدم جواز الإجهاض بسبب التشوهات الخلقية الشديدة بعد مرحلة نفخ الروح؛ وذلك لأن الجنين يصبح نفسًا يحظر قتله

 وبالتالي، اختلف العلماء فيما بينهم في الحكم على جواز الإجهاض قبل مرحلة نفخ الروح، نظرًا لبعض التشوهات الشديدة التي يمكن أن تؤثر على الطفل عقليًا وجسديًا فيما بعد، ولذا، اتفق بعض كبار الدين على جواز إنهاء حمل الأجنة التي تعاني من تشوهات شديدة وغير قابلة للعلاج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى