لماذا تتميز أسماك الأعماق بأنها مضيئة
لماذا تضيء أسماك الأعماق
توجد بعض الأسماك التي تنبعث منها الضوء في أعماق البحار عن طريق عملية تسمى التلألؤ الحيوي، وتتميز هذه الأسماك بقدرتها على الإضاءة لبعض الأسباب وهي:
- الدفاع عن نفسها
تستخدم الاسماك الإضاءة في الأعماق بهدف ردع الحيوانات المفترسة أو التخبي منها، مثلاً يصدر الحبار مصاص الدماء سحابة من السوائل المتوهجة بدلاً من الحبر والتي تعمل على تشتيت انتباه المفترس بعيداً، كما يُترك المفترس مغطى بسائل شديد الإضاءة مما يجعله يتوهج ويتركه عرضة للفريسة المحتملة، كما تستخدم بعض الأسماك التلألؤ البيولوجي كنوع من حواجز الدخان.
- التمويه
تعيش أسماك الأعماق في بيئة يسطع فيها الضوء الأزرق الخافت من الأعلى، إذا كان هناك حيوان مفترس أسفلهم ينظر إلى الأعلى، فإنه سيرى الظل من الفريسة على ضوء السطح، ولتجنب هذا تستخدم الأسماك التمويه عن طريق الأضاءة كأداة إخفاء.
على سبيل المثال، تحتوي أسماك الأحقاد على أجزاء تنتج الضوء في صفوف طويلة على بطونها، مما يساعدها على تجنب الكشف عن وجودها. هذه استراتيجية تسمى الإضاءة المضادة. تنبعث من هذه الأجزاء ضوء أزرق باهت يشبه ضوء النهار القادم من الأعلى. يعمل هذا على إخفاء أسماك الأحقاد وأسماك هاتشيت من الحيوانات المفترسة التي توجد في قاع البحار. ومع ذلك، هذه الطريقة ليست استراتيجية مضمونة، حيث يوجد بعض أنواع الفرائس التي يمكنها رؤية أسماك الأحقاد من خلال التمويه المضاد.
- البحث عن الطعام
في الغالب يكون الطعام متناثرًا ومختفى في أعماق البحار، ويحتاج لمجهود كبير لتجميعه لذلك تستخدم الأسماك الاضافه في الأعماق “التلألؤ الحيوي” لجذب الفرائس إليها والحصول على الطعام بسهولة، وذلك لأن الضوء الساطع من الاسماك في أعماق البحار يغري الحيوانات وتصبح قريبة من الأسماك المفترسة.
على سبيل المثال، يتمتع الصياد السيفون بمخالب تحتوي على خلايا لاذعة، بالإضافة إلى أطراف مضيئة تشبه مظهر مجدافيات الأرجل، وهي عنصر شائع لدى الفرائس في أسماك أعماق البحار، مما يتيح للصياد السيفون الحصول على فرائسته من خلال جذبها بطعم الأسماك المقربة منه
تتميز أسماك الأعماق ببعض الخصائص المميزة، ومن بينها القدرة على الإضاءة، مثل سمكة التنين السائبة التي تستخدم الإضاءة للعثور على الفريسة. ولأن هذا الضوء الأحمر لا يخترق أعماق البحار، استغلت العديد من حيوانات أعماق البحار هذه الحقيقة لمصلحتها. وعلى سبيل المثال، الجسم الأحمر لبعض الحيوانات في الأعماق يجعلها شبه غير مرئية في الظلام، لكن سمكة اليعسوب السائبة تشع ضوءا أحمر من تحت عينها، مما يجعلها قادرة على الرؤية في الظلام وتحديد مواقع الحيوانات الحمراء التي تريد الاختباء في الظلام
- البحث عن رفيق
قد تتميز أسماك الأعماق بأنها مضيئة لمساعدتها في العثور على رفيقة، تمتلك ذكور وإناث أسماك الفوانيس طرق مختلفة من الضوء على جانبيها، ويقال أن أنماط الضوء المختلفة تسمح لهذه السمكة باختيار رفيق من نفس النوع في الظلام، يمكن أيضًا استخدام العروض الضوئية المميزة لإغراء رفيقة أو إشارة عندما يكون الحيوان مستعد للتزاوج.
كيف تطلق أسماك الأعماق الضوء
تستخدم الأسماك في قاع البحار والمحيطات التلألؤ البيولوجي لإضاءة محيطها، حيث تحتوي الخلايا الباعثة للضوء (photophores) على بكتيريا تكافلية تقوم بتوليد الضوء، ويتم ذلك عن طريق تفاعل كيميائي يحدث عندما تتأكسد المادة المعروفة باسم لوسيفيرين.
عند إنتاج الضوء، تصبح هذه المادة غير فعالة حتى يتم استبدالها بالحيوان، ويمكن لبعض الحيوانات تصنيع هذه المادة بأنفسها، ويمكن تصنيعها بواسطة بكتيريا تكافلية داخل الكائن الحي.
يختلف الضوء الصادر من كائن إلى آخر، ويمكن أن تكون الخلايا الضوئية بسيطة أو معقدة، وعادةً ما يتميز الضوء الصادر من الأسماك باللون الأزرق لأنه يمكنه اختراق المياه على مسافات بعيدة.
الألوان التي تصدر من الأسماك في الأعماق
الألوان الأكثر شيوعا التي تصدرها الأسماك المضيئة هي اللون الأزرق والأخضر، وعادة ما يكون ذلك بسبب طول الموجة القصير لديها، مما يعني أنها تنتقل لمسافات طويلة في البحر
تصدر بعض أنواع الأسماك اللون الأحمر لمساعدتها في رؤية الأشياء في أعماق البحار حيث يتم تصفية الضوء الأحمر، وهناك أيضًا كائنات أخرى تنتج سائلًا أصفر متوهجًا
أسماك مضيئة في قاع البحر
تضيء العديد من الأسماك في قاع البحر كإغراء لجذب الفريسة، مثل:
- سمك الفانوس (myctophids)
هذه السمكة لها أعضاء ضوئية على جوانبها وبطونها، وتعمل الأضواء الموجودة على جانبها السفلي على تفتيت صورة ظلية جسم السمكة، وهذا يجعل من الصعب على الفريسة رؤية الأسماك، مما يجعلها في حالة حماية، والدور الثاني لهذه الإضاءة هي البحث عن الشركاء والزملاء فلكل نوع نمط مختلف من الأضواء.
- سمكة المصباح المضيء
تعيش هذه الأسماك المضيئة في كل من المحيط الهندي والهادئ والبحر الكاريبي، كما تم إيجادها في إندونيسيا والفلبين وجزر Tuamoto بجانب الحاجز المرجاني المرجاني العظيم في الجنوب، وتمتلك هذه الأسماك جزء قريب من عينيها يحتوي على بكتيريا ضيائية بيولوجية تنبعث منها الضوء، ويمكن لهذا العضو أن يضئ أو ينطفي من أجل التعرف على الفرائس في الظلام.
توجد هذه السمكة بكثرة في الكهوف أو المتدلية المظلمة الموجودة على طول المنحدرات الشديدة الانحدار في الشعاب المرجانية أو بالقرب منها.
ويتميز هذا النوع من الأسماك بجسده الأسود المغزلي، وله نقاط زرقاء على زعانفه الظهرية والذيلية. تضيء السمكة من خلال عضو أو بكتريا مضيئة بيولوجيا، وتكون هذه البكتيريا موجودة على شكل حبة فول تحت أعين السمكة. تنمو هذه البكتيريا على شكل أنابيب داخل أعضاء الضوء، ويمكن أن يتم إشعاع الضوء الناتج من السمكة بألوان الأزرق، الأبيض أو الأصفر. يجب أن نلاحظ أن الضوء الناتج من البكتيريا يتم تعزيزه بواسطة عاكس يوجد في الجزء الخلفي من العضو الضوئي.
تتراوح طول هذه الأسماك المتنمِّرة بين 10 و30 سم، وقد تم تسجيل أقصى طول لها بلغ 35 سم.
تتغذى سمكة المصباح على العوالق الحيوانية وتستخدم البكتيريا الحيوية الوامضة الضوئية للمساعدة في تحديد موقع الفريسة، وتفضل العيش في الليل وتبحث عن الكهوف أو المظلات المظلمة لتعيش بها خلال فترات النهار لتجنب أشعة الشمس.
تستخدم سمكة المصباح المضيء أنماطًا مختلفة من الأضواء المتعرجة أثناء السباحة لتشويش أعين المفترسين الذين يشكلون خطرًا بالنسبة لها. ويمكن أيضًا أن تربك الحيوانات المفترسة عن طريق تدوير أعضائها الضوئية لإيقافها.