لماذا استولى ألبوكيرك على سوقطرة
لماذا استولى ألبوكيرك على سوقطرة
لماذا استولى ألبو كييرك على سوقطرة ، حتى تصبح قاعدة للبرتغاليين لسد الطريق أمام العرب عن البحر الأحمر ، وبعد ذلك تحول اهتمامه لخليج هرمز الذي يسيطر على مداخل الخليج العربي ، لكي ينتزع كلا الطريقين من العرب والمسلمين ، حتى تكسد تجارتهم بعد أن كانا من أهم طرق التجارة خلال الاستعمار البرتغالي للخليج العربي .
الامبراطورية البرتغالية في الخليج العربي
دخلت البرتغال منطقة الخليج العربي في القرن 16، وهي المنطقة المعروفة بأقاليم آسيا البحرية. وكانت هذه أول مستعمرة تصل إلى منطقة الخليج العربي، وتم ذلك على ثلاث مراحل، وهي كالتالي
- المرحلة الأولى : خلال فترة حكم أفونسو دي ألبوكيرك من عام 1500-1515، كان الهدف هو الوصول إلى خليج عمان والمحيط الهندي، وتمكن البرتغاليون خلال هذه الفترة من فرض سيطرتهم الكاملة على المنطقة باستخدام السلاح .
- المرحلة الثانية : في الفترة ما بين 1515 و1560، استطاعت البرتغال الوصول إلى أقصى قوة بحرية لها، واستطاعت السيطرة على أكثر من ثلثي تجارة التوابل في الخليج العربي .
- وبفضل القوة البحرية المنظمة في هذه المرحلة، واستيلاء بعض المستوطنات في الخليج الهندي، تمكنت من احتكار التجارة العالمية، واجبار التجار المحليين على شراء تصاريح للمرور لضمان سلامتهم، بالإضافة إلى دفع الرسوم الجمركية على البضائع .
- المرحلة الأخيرة : وفي هذه المرحلة بدأ البرتغاليون في الانحدار بعد مواجهتهم لمقاومة كبيرة من الأهالي والحكام العرب، بالإضافة إلى منافسة القوى الاستعمارية الكبرى في العالم مثل هولندا وإسبانيا .
أطماع البرتغال في الخليج العربي
انطوت العقود الأولى من القرن 16 على العديد من الأطماع لدى الإمبراطورية البرتغالية، وأهمها كان السيطرة على الموانئ الأكثر ربحية في شرق القارة الإفريقية والخليج العربي وملابار وكنكان ومضيق ملقا. وفي عام 1507، استطاع ألبوكيرك السيطرة على سوقطرة .
منذ هذا العام، استطاع البرتغاليون السيطرة على العديد من الأنشطة التجارية، بما في ذلك تجارة عمان البحرية والاستيلاء على عدد من الموانئ الهامة في الخليج العربي، بما في ذلك جلفار، وهي إمارة تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الوقت الحالي .
بالإضافة إلى إمارة خصب، فإن هناك العديد من المدن الساحلية التي تقع بين شبه جزيرة مسندم ورأس الحد، وهي موانئ مسقط، وصور، وقريات، وصحار، وسيب، ودبا، وليما، وخور فكان .
لم يبدي قلهات الساحل العماني أي مقاومة، في حين أبدت الكثير من القرى مقاومة للهجمات الاستعمارية البرتغالية، مثل مسقط وقريات، وتعرضت هذه القرى للنهب والسلب. وعلىالرغم من أن صحار كانت محصنة بأسوار وأبراج ضخمة، إلا أنها استسلمت بسهولة .
أما مدينة خورفكان التي مكانها في إمارة الشارقة ، فقد وقعت أيضاً في أيدي البرتغاليين ، وكانت في هذا الوقت من أهم الموانئ الرائجة ، والمزدهرة في التجارة ، وتم الاستيلاء على مدينة مسقط برغم المقاومة ، وتم حرقها بالكامل ، حتى أنه لم يُعد أي مبنى متبقي بها ، وتم أسر العديد من الأطفال والنساء ، وقتل الكثير ممن الرجال .
وكانت مدينة خورفكان من المدن الكبيرة جداً التي كان يعيش بها التجار الأغنياء من الهند ، إضافة لإسطبلات الخيول الكبيرة التي كانت تُصدر للهند ، إضافة للعديد من الممتلكات والأراضي ، وأشجار الفاكهة ، وبرك المياه التي كان يتم استخدامها بهدف ري الأراضي ، والمراكب ذات الصواري لصيد الأسماك في الميناء .
التحول في تاريخ الخليج العربي والمحيط الهندي بعد دخول البرتغاليين
اعتبر استعمار البرتغال لمنطقة الخليج العربي نقطة تحول في تاريخ المنطقة بالكامل للعديد من الأسباب، حيث سعوا إلى تثبيت سياستهم في المنطقة عن طريق اتخاذ الخطوة الأولى، وهي استبعاد التجار المسلمين عن التجارة البحرية .
قاموا بوضع سفنهم المسلحة في الخليج العربي لفرض الحصول على تصاريح للمرور على السفن التجارية التابعة للمسلمين، وبذلك سيطروا على الطرق البحرية التي سيطر عليها العرب والمسلمون لقرون عديدة، وهذا كان السبب في بدء انهيار الاقتصاد في المنطقة العربية .
كما استطاع البرتغاليون تحويل التجارة في المحيط الهندي ، واستطاعوا الاستيلاء على دور الوساطة التجارية لجميع موانئ المحيط الهندي ، مما أثرى على المجتمعات التجارية العربية ، مما أدى لتقلص دور التجارة العربية من الساحل ، والخليج للمناطق الداخلية ، واستمر الانهيار في العديد من المدن التجارية بعمان والخليج العربي .
العوامل التي أدت لإضعاف سيطرة البرتغاليين على الخليج العربي
هناك عدد من الأسباب التي أدت لإضعاف سيطرة البرتغال على الساحل العربي ، ومنها استمرار مقاومة موانئ الخليج لهم ، وتضييق الخناق عليهم وذلك من خلال عدد من الثورات التي ثارت في المنطقة ضدهم ما بين عامي 1521-1526 ، وشاركت فيها العديد من الموانئ مثل قلهات ، والبحرين ، ومسقط وصحار .
في عام 1602، نجح شاه عباس الأول، حاكم بلاد فارس، في طرد البرتغاليين من البحرين. كما نجح في السيطرة على هرمز في عام 1622 بعد حملة مشتركة مع إنجلترا. وكان سقوط هرمز يمثل هزيمة رمزية للإمبراطورية البرتغالية في الخليج العربي والهند .
بالإضافة إلى التحديات الكبيرة التي واجهها البرتغاليون، مثل هجمات العثمانيين من الشرق، فإن اتفاقية البرتغاليين مع الفرس شكلت عقبة أمام طردهم من المحيط الهندي والخليج العربي، ولكن ثورة اليعاربة في بداية القرن السابع عشر أدت في النهاية إلى تحرير عمان من النفوذ البرتغالي .
وذُكر في كتاب دي باروس بيانات عن النفقات والعائدات من هرمز خلال فترة الاحتلال البرتغالي، حيث كانت منطقة جلفار تدفع مبلغًا يبلغ 7500 أشرفي، وكان هذا المبلغ من أكبر المبالغ التي كانت تُدفع للاحتلال البرتغالي في ذلك الوقت .
تم وصف الحصون التي بناها البرتغاليون في خورفكان ودبا والبدية وكلبا، والتي حاليا تنتمي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في الرسوم القديمة التي تركها الاحتلال البرتغالي. بالإضافة إلى الحصون البرتغالية على ساحل عمان، وكان الهدف منها تأمين التجارة البرتغالية والتواجد البرتغالي في منطقة الخليج العربي. وفي النهاية، سقطت الإمبراطورية البرتغالية .