لماذا أشعر بالنوم بعد تناول الطعام
يعاني العديد من الأشخاص من انخفاض مستويات الطاقة بعد تناول الطعام، مما يسبب الشعور بالنعاس والتعب. لدى الباحثين العديد من النظريات المختلفة حول هذا الأمر، ولكن بشكل عام يتفقون على أن الشعور بالنعاس بعد تناول الطعام يعتبر استجابة طبيعية وليس سببا للقلق. ومع ذلك، يعتمد ذلك أيضا على نوع الطعام ووقته وكميته التي تناولها الشخص. وسنتعرف في هذا المقال على أسباب الشعور بالنعاس بعد تناول الطعام .
والشعور بالنوم بعد تناول الطعام هو استجابة الجسم للعديد من التغيرات الكيميائية التي تحدث أثناء عملية الهضم ، وهذا أمر طبيعي ويحدث للجميع ، ولكن لا يجب أن يحدث النعاس في كل مرة بعد تناول الطعام حيث أن هذا يمكن أن يعيق القدرة على القيام بالعديد من المهام ، وهنا يصبح مصدر قلق .
سبب النوم بعد تناول الطعام
من المعروف أن الشخص يشعر بالنعاس عندما يكون معدته ممتلئة، وهذا يحدث للكثير من الأشخاص بعد تناول الطعام، ويتأثر ذلكبعدة عوامل من بينها نوع الطعام المتناول وعادات النوم والحالة الصحية للشخص. وفيما يلي بعض الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإحساس بالنعاس بعد تناول الطعام
أنماط الهضم وهرمونات الدماغ
الجسم يحتاج إلى طاقة للقيام بالأعمال، وهذه الطاقة يتم الحصول عليها من الطعام. بعد تناول الطعام، يقوم الجسم بتحليل المكونات الموجودة في الطعام من خلال الجهاز الهضمي، حيث يتم تحويل الطعام المهضوم إلى جلوكوز ومن ثم إلى طاقة. بعد تناول الطعام، يقوم الجسم بإفراز هرمونات تزيد من مستويات السكر في الدم مثل الأميلين والجلوكاجون والكوليسيستوكينين، وتلك الهرمونات تسبب شعورا بالشبع. يتم إفراز الإنسولين الذي يوفر الطاقة اللازمة في هذا الوقت. في هذه الأثناء، يفرز الدماغ هرمون السيروتونين الذي يسبب الشعور بالسعادة .
نوع الطعام الذي يتناوله الشخص
على الرغم من أن الجسم يقوم بهضم جميع أنواع الأطعمة بنفس الطريقة إلا أن نوع الطعام يجعل الأمور مختلفة ، حيث أن هناك بعض الأطعمة التي تؤدي إلى النعاس أكثر من غيرها ، ومن أمثلة هذه الأطعمة اللحوم ، والدواجن ، والبيض ، والأسماك ، والسبانخ ، والتوفو ، والجبن ، وفول الصويا حيث أنها مليئة بالبروتين ، وعلى الأحماض الأمينية التي تكون بدورها قادرة على إنتاج السيروتونين المسؤول عن النعاس ، وأيضًا الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات تقوم بإنتاج الأحماض الأمينية السيروتونين ، والتريبتوفان التي تسبب الشعور بالنعاس ، لذا الافراط في تناول هذه الاطعمة يمكن أن تسبب النعاس إذا تم استهلاكها بكمية هائلة .
عادات النوم
يمكن أن تتسبب عادات النوم السيئة أيضًا في الشعور بالنعاس بعد تناول الطعام حيث يشعر الجسم بالامتلاء ، والاسترخاء ، وهذا يؤدي بدوره إلى النعاس والنوم ، ولتجنب ذلك يجب أن يقوم الشخص بتحسين عادات نومه ، وذلك لكيلا يشعر بالإجهاد ، كما أن يساعد التمرين البدني المنتظم على الحصول على نوم جيد في الليل .
الحالة الصحية
الشعور بالنعاس بعد تناول الطعام قد يكون إشارة لوجود أمراض معينة مثل اضطرابات الهضم، فقر الدم، عدم تحمل بعض الأطعمة، اضطراب التنفس أثناء النوم، والغدة الدرقية الكسولة التي تسبب النعاس. لذا، يجب عليك استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من أي من هذه الحالات أو إذا كنت تشعر بالنعاس بشكل متكرر بعد تناول الطعام. يمكن أن يؤدي نقص التغذية أيضا إلى صعوبة هضم الطعام بسبب ضعف الجهاز الهضمي .
متى يجب رؤية الطبيب
إذا شعر الشخص بالتعب والنعاس الشديد بعد تناول الطعام وأثر هذا على حياته اليومية، فيجب زيارة الطبيب في أسرع وقت، وهناك بعض الأعراض التي تستدعي القلق ويجب الذهاب إلى طبيب مختص ومنها منها:
- الشعور بالتعب والنعاس فجأة وأكثر من المعتاد بعد تناول الطعام يمكن أن يحدث .
- يمكن أن يسبب الشعور بعسر الهضم ومشاكل هضمية أخرى .
- عدم قدرة على تحمل بعض الأطعمة أو وجود حساسية تجاهها .
- الشعور بالتعب لفترات طويلة بعد تناول الطعام هو شيء شائع .
- إما الإفراط في تناول الطعام أو عدم تناول كمية الطعام الكافية .
هناك العديد من الأسباب المحتملة الأخرى للشعور بالنعاس بعد تناول الطعام، لذلك يجب زيارة الطبيب لتشخيص الحالة بشكل صحيح وتلقي العلاج المناسب .
تجنب الشعور بالنوم بعد تناول الطعام
يجب ألا تتخطى وجبة الإفطار
ينبغي على الجميع فهم أهمية تناول وجبة الإفطار، إذ يمكن أن يساعد في الحد من التعب في وقت لاحق من اليوم، كما يمكن أن توفر الطاقة اللازمة لبقية اليوم .
تناول وجبات صغيرة طوال اليوم
الوجبات الكبيرة تحتاج إلى مزيد من الطاقة للهضم، لذلك بدلا من تناول وجبات غداء كبيرة يمكن تجربة تناول وجبات صغيرة طوال اليوم، وذلك لتلبية السعرات الحرارية الموصى بها على مدار اليوم، وفي الواقع، تناول وجبات أصغر وأكثر تكرارا على مدار اليوم يمكن أن يساعد في الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم ويوفر طاقة إضافية، ولكن يجب عدم المبالغة في تناول أي وجبة والحفاظ على التوازن الغذائي .
اختيار وجبات متوازنة مغذية
يجب اختيار وجبات متوازنة مغذية بدلا من اختيار الأطعمة المصنعة، والنشوية، وذلك عن طريق اختيار تناول غداء يتميز بالخضروات الملونة ووجبة تحتوي على الحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون، ومن النصائح الغذائية الأخرى الهامة شرب الكمية الكافية من الماء للبقاء مرطبا، وتجنب تناول السكر والكربوهيدرات المكررة بشكل مفرط، وتناول وجبات أصغر وأكثر تكرارا، ويجب اختيار الطعام الذي يحتوي على نسبة عالية من الألياف؛ لأنها تساعد في تحقيق توازن مستويات السكر في الدم والأنسولين .
الخروج أو الحركة
يجب أن يتغير الاعتقاد الداخلي للشخص بشكل كبير. بدلا من تناول وجبة الغداء في الداخل، يمكنه الاستمتاع بالطعام في الهواء الطلق. وإذا كان بالإمكان، يمكنه تحديد وقت للمشي. فالرياضة، في الواقع، تساعد الشخص على البقاء منتبها خلال النهار من خلال تحسين مستوى الأكسجين والدورة الدموية في الجسم والدماغ، وهذا بدوره يقلل من الحاجة للنوم بعد تناول الطعام .