منوعات

لعنات تاريخية ” لعنة على منصة الاعدام ” بين الحقيقة والخيال

جون دافينز ومدن ويلز

في مدينة تسمى مونتجومري في ويلز، تجمع المئات لمشاهدة تنفيذ حكم الإعدام بحق جون دافيز، الشاب الإنجليزي الذي اتهم بقطع الطريق وسرقة كيس نقود بالقوة. ولكن لم يحضر سوى عدد قليل من أصدقاء جون دافيز لمشاهدة تنفيذ الحكم، ويعود السبب وراء ذلك إلى نزعات العشائر التي يحملها سكان المدينة ضد الغريب الإنجليزي. وكانت أرملة من سكان المدينة قد استدعت جون دافيز للمساعدة في مزرعتها الخاصة، وكان دافيز يعمل بجد في المزرعة.

و ذات يوم  كان يسير جون دافيز في طريق ريفي مهجور، هذا الطريق كان يعتدي عليه اثنان من اللصوص ، هذان اللصان قاموا بضرب جون دافيز  واستولوا على كيس النقود الخاص به ولم يكتفى اللصان بما حدث وأنما قاموا بحمله إلى مقر الشرطة وأتهموا دافيز بأنه يقوم بقطع الطريق على المسافرين وذلك خوفا من أن يشكوهما جون دافيز إلى السلطات المعنية .

وعندما آفاق جون دافيز من إغمائه ووجد نفسه لدى رجال الشرطه ووجد هذا الظلم وأن المعتدين قد أتهموه بقطع الطريق على المسافرين  بعد أن أخذوا نقوده وقاموا بضربه ، حاول جون دافيز أن يدافع عن نفسه و لكن دون جدوى و لم يأخذ رجال الشرطة بأقوال ذلك الشاب الإنجليزي الغريب ، و لكنهم مالوا للأخذ بأقوال المعتدين و ذلك حيث أنهما من أبناء مدينة ويلز . و كان نتيجة ذلك أنه حكم على دافيز بالإعدام ، حيث كانت عقوبة الأعدام هي العقوبة  المحددة لقطع الطريق في ذلك الوقت. حاول دافيز الاحتجاج على ذلك الحكم الظالم و حاول مرارا أن يبرئ نفسه من هذه التهمة الباطلة ولكن دون جدوى.

وعندما حان وقت تنفيذ حكم الإعدام في الشاب الانجليزى ، قام جون دافيزبالوقوف على منصة المشنقة  ورفع جون دافيز يده اليمنى إلى السماء ، وأخذ يكرر بصوت مرتفع ” سأموت وأنا أصلي ، طالبا من الله ألا ينمو زرع فوق قبري، حتى يكون في هذا الدليل على براءتي من التهمة التي ألصقت بي ظلما “.

و بالفعل جرى تنفيذ حكم الإعدام على الشاب الانجليزى جون دافيز تم دفن جون دافيز في مدافن ساحة كنيسة مونتجومري ولكن بعد فترة قليلة اكتشف أهل المدينة أن قبر دافيز يختلف عن باقي القبور حيث كانت الحشائش تنمو على جميع القبورالتي توجد حول قبر جون دافيز ولا ينمو أبدا أي حشائش على قبر دافيز.

لاحظ أهل المدينة هذا الأمر وفهموا السبب والدلالة وراء ما يحدث حول قبر جون دافيز. ولكنهم لم ييأسوا، بل سارع المسؤولون بأمر نقل تربة تنبت عليها الحشائش فوق المقبرة الخاصة بجون دافيز. ولكنهم لم ينجحوا في ذلك، حيث سرعان ما ذبلت وجفت الحشائش في وقت قصير جدا، وعادت التربة فوق المقبرة دون زراعة تذكر. فقرروا نثر بذور الحشائش فوق التربة، لكن هذه البذور لم تفيدهم في شيء، حيث لم تنبت .

تم تنفيذ حكم الإعدام بحق الشاب الإنجليزي جون دافيز في 2 سبتمبر 1821، ودفن في نفس اليوم. بعد مرور ثلاثين عاما على الدفن، تم حرث التربة في المقبرة بالكامل في عام 1851، وتم تغطيتها بتربة طازجة بارتفاع حوالي قدمين. ثم تم زراعة البذور بكثافة في التربة الجديدة… وبعد أسبوعين، تحولت أرض المقبرة إلى مروج خضراء، وانبثقت الأعشاب الزاهية فوقها. ومع ذلك، لم تنم الأعشاب فوق المقبرة بأكملها، باستثناء المنطقة التي يرقد فيها جثمان جون دافيز. فشلت جميع المحاولات لزراعة البذور أو تحسين التربة بالسماد لدعم نمو الزرع فوقها، وبالتالي بقيت هذه الجزء الخاوي دائما بدون أي زرع يذكر ينمو فوقه .

في النهاية، قرر معظم القساوسة الذين حضروا في تلك الكنيسة أخيرا أن يتقبلوا الواقع ويسمحوا للطبيعة بالسير في مسارها الطبيعي حتى يحين الوقت المناسب. كل ما قاموا به هو أنهم أحاطوا قبر دافيز بسياج خشبي وتركوه يكون في حالته الطبيعية. وبالتالي، استمرت تلك الجزء الصغير من الأرض التي كانت تغطي جسد جون دافيز بلا نباتات تذكر، كدليل دائم على براءة هذا الشاب الإنجليزي المظلوم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى