كيف يكون تدبر القرآن
القرآن الكريم هو كلام الله الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لهداية البشر جميعا. ففي قراءته، يكون هناك عبادة ومغفرة وأجر عظيم، ومن يهمل قراءته فقد خسر بشكل كبير. وقراءة القرآن لا تكون مجرد قراءة عادية، بل تكون قراءة تدبر وتفكر في آيات الله سبحانه وتعالى .
معنى تدبر القرآن
– يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال : إن المؤمنين هم الذين إذا ذكر الله تعالى ارتفعت قلوبهم وإذا تلقوا آياته زاد إيمانهم، ويتوكلون على ربهم. تدبر القرآن يعني استخدام العقل في قراءته وتأمل معاني آياته، وفهم الدروس والعبر واللطائف التي يحتويها. ويجب أن يكون التدبر مرافقا للقراءة .
لا شك أن قراءة القرآن مع التدبر والتفكر هي الأفضل عند الله تعالى والأجر الأعظم، وهي أفضل بكثير من القراءة التي لا يتم فيها التدبر. فقد ذكر لفظ التدبر في القرآن الكريم في قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم علىٰ قلوب أقفالها)، وفي قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) .
علامات تدبر القرآن الكريم
: يجب على الشخص أن يكون حاضر القلب والعقل أثناء القراءة، بالإضافة إلى الخشوع التام، ونزول دموع العين خشية من عذاب الله أثناء قراءة آيات الترهيب، وزيادة إيمان العبد، وإعادة قراءة الآيات وتكرارها، وظهور ملامح الاستبشار عند قراءة آيات تذكر الجنة ونعيمها وجزاء الله تعالى للمؤمنين، وتكرار السجود، والخضوع لله هيبة وعظمة، وقشعريرة تعلو البدن والجوارح تبجيلا لله تعالى وكلامه .
كيفية تدبر القرآن الكريم
يجب قراءة كل آية في القرآن الكريم مرات عدة لفهم معانيها بشكل صحيح، وفهم موضوع الآية وملخصها، والرجوع إلى تفاسير العلماء لفهمها واستخلاص العبرة منها .
يشمل التجويد أثناء القراءة، وتحديد التنغيم الصوتي وفقًا لمخارج الحروف في الآيات، والتذكر بعظمة القرآن الكريم وأنه كلام الله العظيم الخالق، والتذكر بعظمة المنزل عليه، وهو الرسول عليه الصلاة والسلام .
– اقرأ القرآن في الأوقات التي تهدأ فيها النفس وترتقي فيها القلوب وتستقر فيها الجوارح، مثل صباح الفجر وآخر الليل. وحافظ على الطهارة والوضوء قبل بدء قراءة القرآن الكريم، بالإضافة إلى الاعتناء بقراءة ورد يومي .
الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والثقة الكاملة به، والتوجه إليه والتضرع إليه بالدعاء والتمسك به. والدعاء المستمر بأن ينعم الله عليك بحب قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته، وتكرار الدعاء خاصة في أوقات الاستجابة، مثل وقت السحر ويوم عرفة وليلة القدر وشهر رمضان المبارك وعند توجه الصفوف في سبيل الله، وتكرار الدعاء بقلب صادق وحرص كبير .
ينبغي الحرص على مراجعة الأحاديث النبوية الشريفة وآيات القرآن الكريم التي تحث على قراءة القرآن وتدبر آياته، والتي توضح أجر القراءة والتدبر، وعظمة فضلها، بالإضافة إلى حفظ ما تيسر من آيات القرآن الكريم قدر المستطاع، والحرص على قراءة التفاسير .
فوائد تدبر القرآن الكريم
– تدبر القرآن الكريم يعزز رقة القلوب ويجعلها أكثر خشية لله رب العالمين. يذكر في الحديث الشريف عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله (شيبتني هود وأخواتها)؛ وهنا نرى أن العديد من آيات القرآن الكريم وسوره تزيد من الخشية والتقوى والورع بفضل التأمل في مضمونها الذي يحتوي على تهديدات ووعيد وعذاب، وبالمقابل، تزيد الإيمان والاطمئنان بفضل الآيات التي تصف الجنة وتنير النفوس، وتحفز على الطاعة والعبادة والتعلم .
ومن فوائد تدبر القرآن الكريم أيضا، يتعرف المسلم من خلاله على كثير من القصص والمواعظ التي تعلمه وتوجهه في حياته، وتمنحه العديد من الدروس، ويحتوي أيضا على الأمثال التي ذكرها الله سبحانه وتعالى للحكمة والعبرة، كما تجد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث عن الغيب وتعزز الإيمان به، مثل علم الساعة وبعض أشراطها، وجميع هذه الأمور لا يمكن معرفتها إلا من خلال التدبر والتفكر في آيات القرآن الكريم .