حيوانات

كيف يتواصل أفراد مجتمع النحل

التواصل بين النحل

تمتلك النحل طرقا خاصة به للتواصل مع أفراد نوعه، حيث يستخدم الحركة والرقص والفرمونات لإرسال الرسائل وتوصيل المعلومات مثل تحديد مصدر الطعام وإعلام المستعمرة بموقعه .

قضى الباحثون العديد من السنوات في دراسة طرق تواصل النحل الداخلي وتفاعله مع خليته وأفراده، وتم ذلك بدراسة وحدات تتألف من عشرات الآلاف من النحل، ولأن النحل يشاركون المعلومات بدقة ويتعاونون في اتخاذ القرارات المؤثرة على المستعمرة ويدعمون بعضهم البعض، فإننا نستطيع أن نتعلم من النحل قيمة التعاون والمشاركة بين الفرد والمجتمع، وهو ما يجب علينا تطبيقه بيننا وتعليمه لأبنائنا .

كيف يتواصل النحل

الحركة أو الرقص

تتواصل النحل عن طريق الحركة، حيث تقوم النحلة العاملة بمجموعة من الحركات، يستخدم فيها جسمها وزواياه وحركاتها المحددة لإخبار الآخرين بما تريد ولنقل المعلومات عن وجود مكان آمن للشرب أو مصدر للطعام، وهذا يعد من وظائف النحل الأساسية. ويعد الرقص من أهم طرق التواصل الخاصة بإخبار باقي النحل العامل عن نتائج البحث عن الطعام وعن مكان تواجد الأزهار الغنية بالرحيق وحبوب اللقاح. وحين يترك النحل الكشفي المستعمرة ويذهب في رحلة بحث عن الطعام ويجده، يعود ويرقص على قرص العسل، ويستطيع الآخرون معرفة وصف المكان الذي وجده، وهذا يكون وهم على بعد يزيد عن 150 مترا من الخلية. وتتجه النحلة في الاتجاه المباشر نحو المكان، ثم تهز بطنها مع إصدار صوت أزيز عن طريق أجنحتها، ويتم تحديد مسافة المكان الذي يجب على الآخرين الذهاب إليه لجمع الطعام بناء على مسافة وسرعة هذه الحركة. ويأخذ نمط الحركة شكل الرقم ثمانية، وقد تقوم النحلة بمحاذاة جسمها في اتجاه الطعام مع الشمس .

وهناك نوعان من الرقصات الغذائية الرئيسية التي يستخدمها النحل هم :

  • الرقصة المستديرة : إنها واحدة من الرقصات التي يقوم بها النحل عندما يعثر على مصدر للغذاء على بعد حوالي 50 مترًا من الخلية، حيث تتحرك النحلة في دوائر ضيقة متكررة لتحديد اتجاه المكان، ولكن لا يتم تحديد المسافة بدقة .
  • رقصة الإهتزاز أو الرقص المنجلي : تعد رقصة النحل وهي واحدة من الرقصات التي تحدث عندما تعثر النحلة على مصدر غذاء، ولكنها تتم بعيدًا عن خلية النحل وتبعد حوالي 150 مترًا، حيث تقوم النحلة بالتحرك بشكل يشبه الهلال وتقوم بزاوية جسمها للإشارة إلى موقع الغذاء وتحديده .

اكتشاف الرقص للنحل لا يعتبر من الاكتشافات الحديثة، حيث لاحظه أرسطو قبل 330 سنة قبل الميلاد، وأكمل هذا الاكتشاف العالم الحيواني الألماني كارل فون فريش الحاصل على جائزة نوبل في عام 1973، حيث تحدث عنه في كتابه `لغة الرقص وتوجيه النحل` الذي نشر في عام 1967، وهناك العديد من الأبحاث حول الرقص ولغة تواصل النحل وتعريف مجتمع النحل

الفيرومونات

الفرمونات هي مادة كيميائية أو رائحة فريدة ينتجها النحل لإرسال إشارات إلى بقية المستعمرة. وكل إشارة أو رائحة من هذه الفرمونات تعطي علامة مختلفة ولها معنى مختلف، وتثير استجابةمختلفة عند النحل الآخرين تبعًا للرائحة. ومن بين أنواع الفرمونات التي ينتجها النحل هي

  • تنتج الملكة الفرمونات المسؤولة عن التحكم في التكاثر في الخلية، حيث يمكن لهاأن تنتج فرمونات تعني عدم اهتمام العاملات بالتزاوج، أو فرمونات تشجع الذكور على التزاوج .
  • تصدر الملكة فرمونات لتنبيه المستعمرة بأنها بحالة جيدة وعلى قيد الحياة، وذلك لتحفيز المستعمرة على الاستمرار في الإنتاج والعمل لصالح الخلية .
  • فرمونات النحل التي تنتجها النحل للإبلاغ عن وجود تهديد قريب منهم، مثل فرمون التنبيه .
  • تُنتج الفيرومونات التي تصدرها الملكة من أجل مساعدتها على السيطرة على سكان المستعمرة .
  • عند وجود ملكة جديدة للمستعمرة، يجب وضعها في قفص منفصل داخل الخلية لعدة أيام، حتى يتعرف باقي النحل على رائحتها .
  • تستخدم النحل الفرمونات في عملية الدفاع عن الخلية، حيث ينتج النحل الفرمون عند لسع شخص أو شيء، مما ينبه النحل العامل الآخر في المستعمرة إلى وجود هذا التهديد، وهذا هو السبب الرئيسي لتعرض المتسللين لعدة لدغات من النحل عند إزعاجهم للمستعمرة، وهذه وظيفة العاملات في خلية النحل .
  • تستخدم النحل روائح أو فرمونات لتحديد موقع الطعام، ويتعاون ذلك مع رقصة الاهتزاز. يعتقد الباحثون أن النحل المستكشف يحمل روائح الزهور التي مر عليها، ثم يقوم برقصة الاهتزاز داخل الخلية أمام زملائه العاملين النحل، ويعتبر هذا الرقص الاهتزازي وسيلة فعالة لتحديد المسافة والاتجاه الصحيحين نحو مصدر الطعام بدقة. بعد متابعة رقصة الاهتزاز، يتم توجيه النحل إلى المكان الصحيح للمصدر

الحواس التي يتواصل بها النحل

يستخدم النحل حواسه المختلفة في أداء مهامه، ويُعَد اللمس من بين الحواس الأساسية التي يستخدمها النحل في التواصل مع باقي أعضاء الخلية، ويشمل هذا التواصل طرقًا مختلفة

  • حاسة الشم تستخدمها النحل في التواصل، حيث تتمتع النحلة بحاسة شم متفوقة جدا على حاسة شم ذبابة الفاكهة وحتى البعوض. يفضل النحل الروائح الجميلة والحلوة أكثر من أي رائحة أخرى، وذلك لأن الروائح الحلوة تحفز النحل على زيارة الأزهار للبحث عن رحيقها. تعد حاسة الشم الوسيلة التي يستقبل بها النحل الفرمونات التي تنتجها الملكة أو زملاؤهم في الخلية .
  • حاسة النظر أو الإبصار : يمتلك النحل قدرة على الرؤية والتعرف على الأزهار والمواقع، ولكن في الأماكن المظلمة لا يعتمد بشكل كبير على الرؤية، بل يستخدم اللمس والصوت والحواس الأخرى مثل الذوق والفيرمونات للتواصل والحركة داخل الخلية المظلمة .
  • حاسة التذوق : يحصل النحل على الطعام داخل الخلية وهذا يعتبر جزءا مهما من التواصل. النحل الجائع يتحرك بسرعة داخل الخلية للبحث عن الطعام، وبهذا يخرج أي مواد غريبة من الخلية خلال هذا الحركة في غضون 48 ساعة. كم مرة ينتج النحل العسل في السنة يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك أنواع النحل وظروف الخلية .

التعاون بين النحل

كيف يستفيد الإنسان من مجتمع النحل؛ يعتبر هذا أمرا هاما، حيث يعتبر النحل من أكثر الكائنات الحية تعاونا ومشاركة، وأحد مظاهر هذا التعاون هو التعاون بينهم عند اختيار منزل جديد، حيث يتم إرسال سرب من النحل ليس فقط للبحث عن مصادر الرحيق، ولكن أيضا للبحث عن منزل جديد، وعندما يعود سرب النحل الاستكشافي إلى الخلية، يكون محملا بالمعلومات الدقيقة للموقع المحتمل للمنزل الجديد.

ويتم اكتشاف عدة مواقع عادة وليس موقع واحد، ويتم استخدام رقصة الاهتزاز لنقل هذه المعلومات. ويقوم النحل بعد ذلك بالتصويت على الموقع الأفضل بينهم، وبعد الاختيار، يتحرك جميع أفراد النحل كوحدة واحدة لنقل المنزل إلى موقعهم الجديد. ويختلف مدة بناء خلية النحل من خلية إلى أخرى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى