كيف يتم تنظيف الحرم المكي ؟
أجمل بقاع الأرض وأطهرها هو المسجد الحرام، فلا يوجد أي مكان بالحرم المكي لا يشع نوره من النظافة والترتيب والرائحة الطيبة، على الرغم من وجود آلاف المعتمرين يوميا هناك، بالإضافة إلى موسم الحج ورمضان حيث يزداد عدد المعتمرين والحجاج وهو ما يعني زيادة النفايات أيضا، حيث أوضحت إدارة شؤون الحرم المكي أن النفايات التي يخلفها المعتمرون في وقت الذروة تصل إلى 300 طن في اليوم الواحد وإلى 100 طن في الأيام العادية، وهو ما يجعل هناك تساؤلات عن سر نظافة هذا المكان والذي بالطبع يعود إلى عملية إدارة التنظيف وبمجهود عاملي وعاملات النظافة، فما هي مراحل تنظيف الحرم المكي؟
عمال المسجد الحرام
يتواجد عدد عمال كبير في الحرم المكي مسؤوليتهم تنظيف الحرم المكي، فعلى مدار الساعة يتواجد 1245 عاملا مهمتهم خدمة ملايين من الحجاج والمعتمرين الذين يطوفون بالبيت العتيق، وخلال المواسم يزداد عدد العمال إلى 1715 عاملا بزيادة 470 عاملا خلال المواسم و210 عاملات، وفي موسم رمضان والحج يزداد عدد العمال حوالي 131 عاملة ليصبح 341 عاملة نظافة، وجميع العمال والعاملات ينفذون الخطط الميداني لآلية عمل النظافة في مواقع المسجد الحرام.
تطييب المسجد الحرام
تعد مرحلة تطييب المسجد الحرام من المراحل الهامة، حيث يتم تطييب الممرات والمداخل في المسجد الحرام بـ 200 غالون من ماء الورد باستخدام أجهزة حديثة من قبل عدد من الموظفين، كما يتم تبخير المسجد الحرام بعود فاخر في الفترة المسائية من بعد صلاة المغرب وحتى صلاة العشاء.
يقوم مسؤولو المسجد الحرام بتطييب الشاذروان وكسوة الكعبة والحجر الأسود خمس مرات يومياً خلال الصلوات الخمس، ويتم ذلك عن طريق موظفين مخصصين يعملون على ورديات، حيث يقوم بعضهم بتطييب ثوب الكعبة، والبعض الآخر يقوم بتطييب الشاذوران، وهناك من يقوم بتطييب جدار الكعبة والحجر الأسود.
تجهيزات غسل الكعبة
يتم التحضير لغسل الكعبة قبل يوم من الموعد المحدد للقيام بهذه المهمة، حيث يتم فيه التجهيزات الكاملة أهمها تجهيز خلطة الغسل والتي تتكون من ماء زمزم وخلطة الورد الطائفي مع العود الفاخر، كما يتم تجهيز المناشف التي يمسحون بها جدران الكعبة، وبعد خروج الضيوف من جوف الكعبة تغسل أرضيتها.
أما غسل جدار الكعبة من الداخل فإنه يحتاج إلى 45 لترا من ماء زمزم و50 تولة من الورد الطائفي والعود الكمبودي الفاخر، ويتم باستخدام قطعة قماش مبللة بماء زمزم والممزوج بدهن الورد، وبعد الانتهاء من كل مراسم الغسل والتي تستغرق من ساعة إلى ساعة ونصف يطوف أمير منطقة مكة المكرمة بالكعبة الشريفة.
وتقوم رئاسة الحرمين بتجهيز كافة متعلقات الغسل من ماء زمزم وماء الورد وأنواع الطيب من عود وعنبر إضافة إلى الأدوات والوسائل والتي يتم الاستعانة بها في غسل الكعبة كالمساحات والأواني المستخدمة من المباخر والمغارف وغيرها من الأدوات الأخرى التي تستخدم في إتمام الغسل بالشكل اللائف بطهارة وقدسية المسجد الحرام، وقد أشارت إدارة النظافة بالمسجد الحرام أن عملية نظافة المسجد الحرام تتم خلال مدة قدرها 45 دقيقة في مساحة تبلغ 550 مليون متر مربع وهي مساحة المسجد الحرام.
المنظفات المستخدمة في غسل الكعبة
تتم عملية تنظيف المسجد الحرام والنبوي بالمنظفات العضوية الطبيعية الآمنة بدلا من المنظفات الكيماوية، فقد أثبتت المنظفات العضوية فعاليتها في حماية الإنسان والمكان لكونها منظفات صديقة للبيئة تقوم بعملية النظافة كاملة، حيث تبدأ عملية النظافة بالنحاسيات والسجاد ودورات المياه.
وتأتي هذه المواد الطبيعية من البكتيريا المفيدة مثل تلك الموجودة في النباتات والألبان، وتمر بعدة مراحل حتى يتم إنتاج الأنزيمات الطبيعية. تساعد هذه البكتيريا في عملية التنظيف بتفكيك الأوساخ الضارة والغبار والبكتيريا والدم والبول، وتستمر المعالجة لمدة 14 يوما ثم تتحول إلى مواد طبيعية غير ضارة وقابلة للتحلل بيئيا. تعمل البكتيريا على معالجة الروائح الكريهة وتفكيك الأوساخ وقتل البكتيريا الضارة، ولا تسبب أي تهيجات للبشرة والعين.
النظافة اليومية بالمسجد الحرام
تتم النظافة اليومية على أربع ورديات وعدد من الفرق منها فرقة لتنظيف الأعمدة والحيطان والأسقف، وفرقة لتنظيف أرضيات المشربيات ودهنها بالزيت، وفرقة أخرى لتنظيف السلالم الكهربائية، وفرقة متخصصة لتنظيف الدرج، وفرقة متخصصة لتنظيف النحاسيات، وفرقة تنظيف مجاري تصريف مياه الأمطار والسيول في المساحات الخارجية للمسجد الحرام، وفرقة تنظيف الحيطان والنوافذ الخارجية وأماكن تجمع الطيور، وفرقة متخصصة لتنظيف دورات المياه .
ويتم توزيع المهام على عدة مواقع بالمسجد الحرام، ويتم الإشراف على المهام اليومية من خلال رئيس الوردية والذي يقوم بتوزيع المراقبين والمشرفين على مواقع الحرم وأعداد التقارير اليومية للإدارة حول الإشراف على الخطة المقدمة من المقاول على أرض الواقع والتأكد من صحة ما جاء بها من معلومات وبيانات.