ليست المشكلات المرتبطة بمرضى السكري مقتصرة على ارتفاع مستوى السكر في الدم. فمرضى السكري يواجهون أيضا بعض المشكلات الأخرى المتعلقة بحالتهم. إن مرض السكري ليس مجرد ارتفاع في مستوى السكر في الدم، بل يعاني مرضى السكري أيضا من حالات انخفاض في مستوى السكر في الدم، مما يجعل مستوى السكر في الدم غير مستقر. ويرجع ذلك جزئيا إلى تعامل بعض مرضى السكري بشكل غير صحيح مع مرضهم، حيث يمتنعون تماما عن تناول أي سكريات، بينما يقوم البعض الآخر بتناول جرعات زائدة من الأدوية المخفضة للسكر أو الأنسولين، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم. وتعد هذه الحالة مشكلة خطيرة لا تقل خطورة عن ارتفاع مستوى السكر في الدم .
ما هو انخفاض مستوى السكر؟ يعرف انخفاض مستوى السكر في الدم بأنه حالة تنخفض فيها كمية السكر بشكل كبير في الجسم، حيث يصل مستوى السكر في الدم إلى قيمة أقل من 45 إلى 50 ديسيلتر، وتعد هذه الحالة خطرة على الصحة، حيث يمكن أن يؤدي انخفاض مستوى السكر الشديد إلى دخول المريض في غيبوبة السكر، والتي يمكن أن تتسبب في وفاته. عادة ما يحدث هذا الانخفاض لدى مرضى السكري من النوع الثاني، ولكنها ليست مقتصرة على هذه الفئة فحسب، حيث يمكن أن يحدث انخفاض مستوى السكر في الدم لأي شخص يعاني من مرض السكري .
أسباب الإصابة بهبوط السكر :
تناول جرعات زائدة من دواء خافض للسكر أو الأنسولين يمكن أن يؤدي إلى قيام مريض السكري بتلقي العلاج بشكل زائد .
يجب على مرضى السكري الامتناع عن تناول أي كمية من السكريات، حيث أنه من الطبيعي بالنسبة لمرضى السكري تناول كمية معقولة من السكريات، وعدم تناولها يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم .
يجب على مرضى السكري تناول طعام متوازن طوال اليوم .
كيف يتعامل مريض السكري عند هبوط السكر :
في البداية، يجب على مريض السكري أن يفهم أنه لتجنب مضاعفات هبوط السكر، يجب أن يكون على دراية تامة بكيفية التعامل مع هذه الحالة، لأن سوء التعامل قد يتسبب في أضرار خطيرة مثل الوقوع في غيبوبة السكر، وهي حالة تهدد حياة المريض، أو حدوث سكتة دماغية حادة. لذلك، من الأفضل أن يتعامل المريض مع هذه الحالة بوعي تام وحذر .
إذا كان المريض في وعيه :
عندما يكون المريض في حالة وعي، يمكن التعامل معه بسهولة، حيث يمكن للمريض تناول السكر عن طريق الفم أو شرب أي مشروب محلى مثل العصائر على سبيل المثال، في حالة كان المريض خارج المنزل .
يجب على المريض التوجه مباشرة إلى الطبيب أو أقرب مستشفى له بعد ذلك، حتى يتم قياس مستوى السكر في الدم، ومعرفة السبب الذي يؤدي إلى انخفاضه، ومن ثم التعامل مع الحالة حسب الحاجة .
إذا فقد المريض وعيه : في الحالة الأخطر، يمكن للمريض فقدان وعيه، وبالتالي يجب على المحيطين به أن يدركوا الحالة التي يمر بها، وإسعافه بأسرع وقت ممكن، ثم نقله إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج، ويجب التعامل مع المريض على النحو التالي
في حالة فقدان المريض للوعي يصعب عليه ابتلاع أي شيء، ولذا يمكن لأحد المحيطين به وضع ملعقة من السكر تحت لسانه، حيث يمتص السكر بسهولة ويصل بسرعة إلى الدم، ويجب وضع السكر تحت اللسان بالتحديد .
يجب بعد ذلك الذهاب بالمريض إلى أقرب مستشفى لإكمال الإسعافات، حيث يقوم الأطباء بإعطاء المريض حقنة جلوكوز بتركيز 10% أو 30% حسب تقرير الطبيب في حالة عدم استجابته للإسعافات المنزلية .
يتم قياس مستوى السكر في الدم لدى المريض للتأكد من عودة ارتفاعه مرة أخرى واستجابته للعلاج .
كلما كان تعامل المريض مع حالته، أو تعامل المحيطين به معه بشكل جيد، كلما ساعد ذلك على إنقاذ حياة المريض وتجنب العديد من المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث له .