كيف نحقق التعاون داخل الأسرة
جدوى التعاون بين افراد الاسرة في افراحها واتراحها
يجب أن تتوافر سمة التعاون كما سمة أساسية فينا كآباء وفي أطفالنا داخل العائلة وخارجها، سواء في العمل أو المدرسة أو حتى أثناء اللعب مع الأصدقاء، فهذه السمة تعود علينا جميعا بالكثير من الفوائد والأشياء الجيدة التي تدعم الحياة الأسرية وتساعد الطفل في بناء شخصية متوازنة عندما يكبر، وفيما يلي سوف نناقش أهمية التعاون بين أفراد الأسرة:
الترابط الأسري
- من الصعب الحفاظ على المشاعر الإيجابية تجاه شخص يحاول جعلك تخسر، فغالبًا ما تنتج المشاعر والحجج المؤلمة من اللعب التنافسي ، بعكس اللعب التعاوني، حيث يتم مشاركة التحدي والاكتشاف والنجاح. ولذلك، يجب تعليم أبنائنا التعاون والعمل الجماعي.
- يتحول تركيز أفراد الأسرة، وخاصة الأطفال، إلى المشاركة والمتعة في اللعب، ويهتمون أكثر بعلاقة التعاون المتواجدة بينهم.
- يساعد التعاون والعمل في تعزيز الروابط الجيدة بين الأطفال وإخوتهم وآبائهم وأيضًا أصدقائهم.
العمل الجماعي واتخاذ القرارات المشتركة
- تجعل المنافسة من الصعب مشاركة مهاراتنا وخبراتنا ومواردنا، حيث يشارك الجميع بشكل منفصل في هدفه لتجنب الخسارة أمام الآخرين.
- في البيئة التعاونية، يكون دور كل فرد مهمًا وقيمًا، حيث نتعلم احترام الفردية وتعزيز الاهتمام بحاجات الآخرين، كما نولي أهمية أكبر للمشاعر الإيجابية تجاه الآخرين.
- تتحول التحديات من السعي لتحقيق الفوز الفردي إلى العمل الجماعي نحو هدف مشترك، وهو نجاح المهمة التي نقوم بها.
الانفتاح والشعور بالثقة والأمان
- غالبًا ما تؤدي المنافسة في العمل واللعب إلى الجدال وإيذاء المشاعر وتسبب الانفصال، كما تسبب الشعور بالخوف وفقدان الثقة.
- يحتاج الأشخاص البالغون والأطفال إلى الثقة والأمان في العمل واللعب، ويتحقق ذلك من خلال التعاون بين الأفراد.
- “تساعد المواقف التعاونية على خلق جو من المصداقية والانفتاح والثقة والشعور بالأمان، حيث يقدم المشاركون التشجيع والدعم لبعضهم البعض.
قوة الشخصية
- يتعلق التعاون بزيادة التعلم والنضج العاطفي والهوية الشخصية القوية، ويساعد على تكوين شخصية متسامحة ومتعاونة.
- غالبًا ما يصبح المتعاونون أكثر مرونة في تفكيرهم واستعدادهم لابتكار حلول إبداعية، وتؤدي هذه التجارب إلى الاستمتاع والثقة الشخصية والشعور بقيمة الذات، ومع نمو قوة الشخصية، يزيد الثقة بالنفس.
كيف تنمي روح التعاون عند اطفالك
هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في تنمية روح التعاون لدى الأطفال، وتعليمهم مفهوم التعاون والإنتاج، وأهمية الاهتمام بمشاعر الآخرين. لذلك، يجب أن ينمو الأطفال في بيئة تعاونية بين الأب والأم، وفيما يلي بعض النصائح لتنمية روح التعاون،
ساعد افراد عائلتك في أمورهم
إذا كنت تساعد الأطفال في القيام بواجباتهم المدرسية، وتعتقد أن ذلك يكفي لتعليمهم معنى التعاون، فأنت مخطئ، ويمكنك في هذه الأثناء:
- يمكن مساعدة الزوجة في تنظيف المنزل وجعل الأطفال يساعدونك، حتى في المهام البسيطة.
- يُسمح للأطفال بالمساعدة في أعمال الطبخ أو تصليح السيارة أو زرع الأشجار، ولكن بطرق آمنة.
- يتضمن اللعب مع الأطفال والسماح لهم بالاكتشاف والتعرف على العالم من حولهم وطلب المساعدة منك.
العقاب بطريقة إيجابية
غالبًا ما يشعر الآباء أنهم غير قادرين على إجبار أطفالهم على القيام بالأعمال المنزلية أو المشاركة في المهام المنزلية، ولكن يمكن تعزيز هذا السلوك عن طريق جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لهم، دون اللجوء إلى العقاب الشديد أو الرفض المباشر
- يجب السماح للأطفال باختياراتهم وعدم رفضها مباشرة، على سبيل المثال إذا طلب الطفل المساعدة في عمل يشكل خطراً، فلا ينبغي رفض الطلب بل تقديم خيارات أكثر أمانًا له مثل سقي النباتات أو تنظيف المنزل.
- يؤدي الرفض والعقاب الدائم إلى نمو الطفل بشخصية ضعيفة وكاذبة وأنانية.
- عندما توضح لأطفالك أنهم لن يحصلوا على الامتيازات حتى يقوموا بمسؤولياتهم، فإنهم يمتلكون الخيار للقيام بها.
- يتم ترك الخيار لهم، حيث يعلمون مسبقًا ما هي عواقب قرارهم بعدم إكمال أعمالهم المنزلية في الوقت المتوقع.
- يمكنني القول أن الأوقات التي يلزم فيها تنفيذ نتيجة ما نادرة وسهلة نسبيًا. فهم يعرفون أنه لا توجد مجال للتفاوض، لأنهم تعلموا أنهم لا يستطيعون التلاعب بنا وإحساسنا بالأسف تجاههم .
- لا ينبغي أن تتذمر وتذكر أطفالك طوال اليوم بسبب أعمالهم الروتينية، فهذه عملية تعليمية، وفي البداية يجب مساعدتهم على تعلم كيفية إدارة وقتهم لتحقيق ذلك.
الهدوء
عندما يصرخ الناس، فلن يستمع إليهم أحد، وإذا كنت ترغب في تحسين التعاون بين أطفالك وداخل عائلتك، فعليك الانتظار حتى يهدأ كل منك وطفلك، ثم يمكنك طلب الأمر بطريقة بسيطة دون أن يبدو كعقاب.
التواصل
حيث يريد الأطفال أن يشعروا بأنهم أفراد فريدون، وهذا يعني أنهم بحاجة إلى وقت محدد معك، ولا يجب أن يكون هذا الوقت طوال اليوم، فيمكنك التواصل مع الطفل عن طريق مساعدته في الرسم أو اللعب وطلب المساعدة منه في الأمور البسيطة في المنزل؛ طلب المساعدة في إحضار مكونات آكلة ما، او تنظيف غرفته وجمع ألعابه.
الإبداع
لغة الأطفال هي اللعب، وعندما تغني وتلعب وترقص مع طفلك، فإن هذا يساعد على تحسين التعاون لدى الطفل، ويمكنك تشجيع التعاون في المنزل عن طريق تحويل الشؤون المنزلية إلى لعبة ممتعة للطفل.
الفضول
كن فضوليًا لمعرفة السبب وراء سلوك طفلك، وما هي الضغوط التي يواجهها، وحاول أن تدخل في حياته بطريقة لا تسبب له القلق أو الخوف، فهذا سيساعد على تعزيز العلاقة بين أفراد الأسرة وتقدير أهمية التعاون.
التركيز على العواطف
غالباً ما تكون طلباتنا معقولة وعقلانية وتتركز حول البالغين، ولكن مع العلم بأن الطفل يحتاج بشكل أكبر إلى الشعور بالحب والعاطفة من أي شيء آخر.
تغيير البيئة
في بعض الأحيان، تكون التغييرات البسيطة هي الأكثر فعالية، ويمكنك وضع أشياء لا تؤذي الأطفال وجعلهم يساعدون باستخدامها، مثل أدوات المطبخ البلاستيكية وغيرها.
التدريب
يمكنك تبني طريقة وعقلية الفريق في منزلك، حيث يمكنك التركيز على كيفية عمل الأسرة معًا بشكلٍ أفضل، ويجب عليك البحث عن طريقة تناسب كل شخصٍ في الأسرة بحسب عمره للمساهمة والتعاون في المنزل، ويمكنك تبادل الأفكار مع أفراد الأسرة لحل المشكلات الصعبة وأخذ رأي الجميع في صنع القرارات.
الجزاء والثواب
فالطفل لا يحب الانتقاد طوال الوقت أو التوجيه والتحكم، ويمكن تعزيز الشعور بالتعاون لدى الطفل عن طريق إشادته إذا فعل شيئًا صحيحًا والعمل على رفع روحه المعنوية، وهذا سيجعله يتعاون في العمل.