250 مليار دولار هو الرصيد المالي لشركة آبل الذي لم تحققه شركة واحدة حتى الآن والذي يعد أضعاف الاحتياطي المالي للدول كبير مثل بريطانيا وكندا، لا يقوم بمثل هذه الإنجازات إلا أشخاص ذات قدرات عالية، وتعد قصة ستيف جوبز من أشهر قصص النجاح في العالم، وهي خير مثال لعدم اليأس والمصابرة لتحقيق أهدافك.
ولادة ونشأة ستيف جوبز
في الرابع والعشرين من فبراير عام 1955، ولد العبقري ستيف جوبز في ولاية كاليفورنيا. وكان والداه غير متزوجين، حيث كان عبد الفتاح جندلي من سوريا وجوان شيبيل. ولكن بسبب التقاليد والعادات الكاثوليكية التي تبعتها عائلة والدة ستيف، لم يستطع والدي ستيف الزواج. لذا تم تقديمه للتبني لعائلة أخرى، وقام الزوجان ستيفن كلارك وبول جوبز بتبنيه وأطلقا عليه اسم ستيف. وكان والد ستيف بالتبني يعمل في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات، وكان يشجعه دائما على هذا المجال.
لم يحقق ستيف أي نجاح كبير في دراسته على الرغم من ذكائه ونبوغه، وعندما وصل إلى المرحلة الثانوية تعرف على صديقه وشريكه المستقبل ستيف وزنياك، وكانت علاقة الصداقة بينهما السبب في تغيير حياتهما إلى الأبد، حيث نتجت عن ذلك واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم وهي شركة آبل.
الجامعة وبداية عمل جوبز في مجال التكنولوجيا
سجل ستيف في جامعة ريد في ولاية أوريغون، ولكن بعد عام من الدراسة، مرت عائلته بظروف مالية صعبة أجبرته على ترك الجامعة. قدم أوراقه وأفكاره للعمل في شركة آتاري، وتم قبوله ليعمل كمصمم ألعاب فيديو. بعدها، سافر جوبز إلى الهند واعتنق الديانة البوذية، ثم عاد للعمل في شركة آتاري في الولايات المتحدة الأمريكية. لاحقا، التقى بصديقه القديم زنياك، الذي سيصبح شريكه فيما بعد.
بعد أن قام جوبز بجمع الأموال من بيع الحواسيب التي صنعها صديقه قام بإقناع أحد الموردين أن يورد له الأجهزة الإلكترونية اللازمة لإنتاج المزيد من أجهزة الحاسب الآلي، وبهذا استطاع جوبز أن ينتج أول أجهزة شركة آبل وسماه آبل1، ولكن وجد ستيف جوبز أن تطوير هذا الجهاز سيكون عمل مكلف جداً ولهذا قام بإقناع أحد رجال الأعمال في كاليفورنيا يسمي مايك ماركولا أن يمولهم بمبلغ قدرة 250 ألف دولار.
وبالفعل قام رجل الأعمال بتمويله أصبح الثلاثة شركاء في الشركة وتم تأسيس شركة آبل في جراج منزل ستيف جوبز سنة 1976، وبدأت الشركة في تجميع الأجهزة وفي عام 1978 وقامت الشركة بإنتاج أبل 2 الذي لاقى نجاح كبير، وفي عام 1984 قامت الشركة بإنتاج نظام آبل ماكنتوش الذي يعد أول نظام يعمل بالفارة وبواجهة رسوميات، ولكن بعد هذا النجاح الباهر الذي حققته الشركة بفترة صغيرة حصل خلاف بين الشركاء أدي إلى طرد جوبز من الشركة.
لم يستسلم جوبز بعد أن طرد من وظيفته، بل قام بإنشاء شركته الجديدة التي تدعى “نكست ستيب”، وقام بتطوير نظام برمجة يسمى “البرمجة الموجهة للأهداف”، واشترى قسم الرسوم المتحركة في شركة بكسار للرسوم المتحركة، ونجح في استخدام تقنيات برمجية جديدة لإنتاج الرسوم المتحركة. أنتج فيلم “قصة لعبة” الذي حقق نجاحا كبيرا، تلاه المزيد من الأعمال الناجحة.
تعرض جوبز للخسارة، مما دفعه إلى إغلاق المصنع، وفي نفس الوقت كانت أسهم شركة آبل تتراجع، فقررت الشركة الاستعانة بمساعدة جوبز وتعيينه كمستشار لها، وعادت شركة نكست للارتفاع مجددًا، وفي عام 1995 اشترت آبل شركة نكست بمبلغ 400 مليون دولار.
أهم ابتكارات جوبز
بعد عودة جوبز إلى آبل، استطاعت الشركة العودة إلى القمة مرة أخرى وساهم في إنتاج العديد من الأجهزة تحت قيادته، والتي تعد من بين أكثر الأجهزة شهرةً وانتشارًا في العالم، ومن أشهر هذه الأجهزة جهاز الآي بود والآي باد بإصداراتها المتعددة وأجهزة الهواتف آيفون بإصداراتها وأشكالها المتعددة.
وفاة ستيف جونز
أُصيب جوبز بالسرطان في البنكرياس في عام 2004، وخضع لعملية زرع كبد في عام 2009، واستقال من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة آبل، وظل رئيسًا لمجلس الإدارة، وتوفي في الخامس من أكتوبر عام 2011 عن عمر يناهز 56 سنة.
أقوال ستيف جوبز
من بين أشهر الأقوال التي قالها ستيف جوبز وستبقى في الذاكرة لفترة طويلة
ينصح بالقيام بالأشياء التي تحب فعلها والبحث عن الرغبات الحقيقية باستمرار، وخلق التميز والاختلاف، وهذا هو الطريق الوحيد للقيام بأشياء عظيمة بالاستمتاع بما تفعله.
يجب قول “لا” للأشياء التي تعرقل تفكيرك وتشتت انتباهك، والتركيز دائمًا على عمل الأشياء بطريقة مبتكرة ومختلفة.
يمكن للابتكار أن يجعلك شخصية قائدة بدلاً من شخصية تابعة، لذلكن ابتكر بذكاء وتوزع المهام بشكل مناسب واترك الأعمال الروتينية للموظفين الأكفاء.