كيف كانت عائشة تعامل الرسول
عائشة، رضي الله عنها، هي أم المؤمنين وزوجة رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وهي من قبيلة قريش، التي تعتبر أشرف القبائل في مكة المكرمة. تنتمي عائشة إلى الفرع التيمي من قبيلة قريش، وهي واحدة من أكثر النساء علما وفقها في دين الله، عز وجل. والدها هو الصديق، عبد الله بن أبي قحافة، وجد عائشة من الأمام عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي التيمي، الصحابي المقرب لرسول الله وخليفته، ولقبه هو أبو بكر. يتشابه نسبها مع نسب رسول الله في مرة بن كعب. أمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة الكنانية. إنها زوجة أشرف الخلق، ووالدها هو أشرف الخلق بعد زواجه .
حبّ الرسول للسيدة عائشة
- حب النبي – صلى الله عليه وسلم – للسيدة عائشة كان واضحاً جلياً ولا يخفى على أحد ، حتى أنه كان لا يخجل أبداً من يصرح بهذا الحب في العامة ، وأمام كل البشر ، وعندما سأله أحد الصحابة عن أحب الناس إلى قلبه ، فقال بلا تردد : عائشة ، وعندما سألوه عن أحب الناس إليه من الرجال ، فقال : أبوها .
- يقول ابن القيم – رحمه الله – : (كانت إذا شربت من الإناء، كان يأخذها ويضع فمه في موضع فمها ويشرب، وكان يتكئ على حجرها) .
- بالإضافة إلى ذلك، كانت تروي للرسول – صلى الله عليه وسلم – الكثير مما تشاهده وتعيشه، وفي يوم من الأيام، حدثته عن قصة أبي زرع وأم زرع وكيفية تعامل أبي زرع الطيب مع زوجته. فأجاب الرسول – صلى الله عليه وسلم – قائلا: `يا عائشة، هل ترضين أن أكون لك مثل أبي زرع لأم زرع؟` فقالت: `أنت خير من أبي زرع، يا رسول الله.` وفي نسخة أخرى قال لها: `أكون لك مثل أبي زرع لأم زرع، إلا أنني لا أطلقك` .
- بسبب شدة حبه وتعلقه بها، كان يعرف متى تكون راضية ومتى تكون غاضبة، فعندما تكون راضية تقول “ورب محمد”، وعندما تكون غاضبة تقول “ورب إبراهيم”، وكانت تتجنب ذكر اسم النبي فقط، بينما تحتفظ بشخصيته الكريمة .
- علاوةً على ذلك، لم يتزوج الرسول – صلى الله عليه وسلم – امرأة أخرى غير بكر، وقد تزوجها وهي في سن صغير، وذكر أنه توفي وهو راضٍ عنها، وتوفي في حجرها وحجرتها، ومس ريقه ريقها .
معاملة عائشة للرسول عليه السلام
هناك الكثير من الصفات التي تحلت بها السيدة عائشة والتي تجعلها من أفضل الزوجات بلا منازع ، ويجب أن تتعامل الزوجات منها ، كيفية التعامل مع الزوج ، فمن المؤكد أن حب النبي – صلى الله عليه وسلم – لها لم يكن من قبيل الصدفة ، وأنما لحسن معاملتها له وكان ومن أهم الأشياء التي تقوم بها في معاملة النبي – عليه السلام – :
- كانت السيدة عائشة تحاول خدمة النبي – صلى الله عليه وسلم – ورعايته في جميع الأمور منذ صغرها، وكانت تقوم بطحن العجين وتفتل القلائد التي هي هدية من النبي عليه السلام.
- كانت تقوم بوضع العطر في ملابسه بعد غسلها، وتطيبها له، ويمكن للنبي فعل ذلك بنفسه، ولكنها ترغب في صنع كل شيء بنفسها له .
- كانت تتميز بالتزين وارتداء أجمل الملابس والمجوهرات، وتجنب أي شيء يمكن أن يزعج النبي أو يثير غضبه، وكانت دائمًا تبتعد عن أي شيء يمكن أن يؤدي إلى إزعاجها أو إزعاج عينيها .
- روت السيدة عائشة الكثير من الأحاديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – مما يشير إلى مصاحبتها له، وأنها كانت ترغب دائمًا في تعلم العلوم الشرعية وأن تصبح فقيهة في الدين الإسلامي .
- على الرغم من أن حياة النبي – عليه السلام – كانت مليئة بالمشقة وصعوبة المعيشة وندرة الطعام، حيث كان يعيش في غرفة واحدة بجوار المسجد، وكانت جدرانها من الطين وسقفها من الجريد. لذلك، كانت خيارات الرسول – صلى الله عليه وسلم – تتمحور بين أن تعيش معه أو أن تتركه وتختار الحياة الدنيا ومتعها. قد استشارت أهلها في هذا الأمر وأبلغتهم قول الله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا*وإن كنتن تردن اللـه ورسوله والدار الآخرة فإن اللـه أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما)، ولكنها لم تتردد في اختيار العيش معه في الدنيا والآخرة .
- كانت معه في أصعب الأوقات ، وفي أفضل الأوقات ، فكانت تشارك مع النبي -عليه السلام – في الحروب ، والغزوات و ترفع همّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وتقول له أنه منتصر بأذن الله على المشركين ، كما كانت تدعمه بالفعل ، والقول وليس القول فقط فأن كانت قادرة على أن تشارك في الغزوات فأنها تفعل ذلك .
- كانت تحب أن تتدلل على النبي – عليه الصلاة والسلام – وتشعره بحبها له وغيرتها عليه في كل الأوقات فذات مرّةٍ سألته السيدة عائشة ، فقالت: (أرَايتَ لو نزلْتَ واديًا وفيهِ شجرةٌ قدْ أُكِلَ منها، ووجدْتَ شجرًا لمْ يُؤكَلْ منها، في أيِّهَا كنتَ تُرتَعُ بعيرَكَ؟ قالَ: في التي لمْ يُرْتَعْ منْها) ،وهي تقصد بالشجر الذي لم يؤكل منه نفسها حيث أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يتزوج بكراً غيرها .
فضائل السيدة عائشة
من فضائلِها رضوانُ الله عليها:
- لم يختر النبي – صلى الله عليه وسلم – هذه المرأة لنفسه، ولكن الله – عز وجل – اختارها لتكون زوجته، حيث قال: (أُريتك في المنامِ ثلاثَ ليالي جاءني بك الملكُ في سَرَقةٍ من حريرٍ، فيقولُ: هذه امرأتُك فأكشفُ عن وجهِك، فإذا أنت هي، فأقولُ: إن يك هذا من عندِ اللهِ، يُمْضِه) .
- أبشري بالخير، فقد أخبرها الله – عز وجل – أنها ستكون من أهل الجنة، وأنها ستكون زوجة الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الجنة .
- كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحبها أكثر من زوجتها كلهم ، وهو أمر قلبي لا سلطان له عليه ، فقد كان يأمر السيدة فاطمة ابنته – رضي الله عنها – أن تحبها ، ولما مرض مرض الموت استأذن زوجاته أن يمرض عندها ، وتقوم هي على خدمته ، ومات النبي في حجرها ، وريقه مخلوط بريقها ، حيث كانت تطيب له السواك ، وتلينه له .
- أنزل الله – عز وجل – في براءتها قرآن يتلى إلى يوم القيامة، وبرأها من فوق سبع سموات وقال ابن كثير في وصف ذلك أن الله برأها في عشر آيات خالدات معجزات، فخلد ذكرها ورفع شأنها وعظم أمرها وشهد بطيبها ووعدها بالمغفرة والرزق الكريم، ثم إن الله عظم جرم من جاؤوا بالإفك فأنزل فيهم: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم) .