الام والطفلصعوبات لدى الاطفال
كيف تنمي مهارة الطفل المتوحد
يتطور الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد (autism spectrum disorder) بمعدل مختلف عن الأطفال الآخرين، ولا يُطورون المهارات بنفس الترتيب الذي ينمو به الأطفال عادةً. على سبيل المثال قد يبدأ الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد في استخدام بضع كلمات متفرقة في عمر 12 شهرًا، وقد لا يكون لديهم الحصيلة اللغوية التي لدى الأطفال الآخرين، وربما يتعلمون بضع كلمات جديدة كل شهر، لكن يستغرق الأمر فترة قد تصل حتى يبلغوا ثلاث سنوات أو أكثر لبدء دمج هذه الكلمات معًا في عبارات قصيرة.
تطوير المهارات الاجتماعية للطفل المتوحد
- يمكن أن يواجه الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد صعوبة في استخدام المهارات الاجتماعية والتفاعل في المواقف المختلفة، حيث قد لا يرغب الطفل المصاب بالتوحد في المشاركة في أنشطة إخوته في المنزل، ولكن يمكن أن يختلف الأمر في المدرسة مع زملائه.
- يتم مساعدة الطفل المتوحد في استخدام مهاراته في المدرسة عن طريق التواصل مع معلمه، للتأكد من أنه يستخدم نفس المحفزات المستخدمة في المنزل والمدرسة. يتم أيضا مساعدة الطفل في المدرسة على ممارسة المهارات الاجتماعية في مواقف مختلفة، مثل مشاركة أغراضه مع صديق جديد أو مع أخيه في مكان خارج المنزل.
- قد يكون الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد قادرين على تسمية أجزاء جسمهم الخاصة، ولكن قد لا يتمكنون من تسمية أجزاء الجسم التي يرونها في الصور، أو قد يستطيعون تحديد الألوان ولكن لا يمكنهم فرز الألوان العديدة.
تطوير علاقة المتوحد بالمحيطين
- قد يكون من الصعب تحقيق التوازن بين وقت قضاء الطفل في التفاعل مع أطفال يعانون من اضطراب التوحد ووقت قضاءالطفل مع أطفال طبيعيين.
- يمكن أن يكون نمو الأطفال المحيطين نموذجًا يُحتذى به، وقد يشجع المهارات الاجتماعية الجيدة لدى الطفل المصاب باضطراب التوحد، ومن ناحية أخرى، إذا كان الطفل يشارك قدراته واهتماماته مع أطفال آخرين بنفس حالته، فإن هذا يمكن أن يمنح المتوحد علاقات اجتماعية جيدة وشعورًا بالانتماء.
- تعتمد طبيعة الطفل المتوحد على مدى ارتباطه بالأطفال الآخرين ومدى ارتباط الأطفال الآخرين به، وما يمكن للمتوحد تعلمه من الآخرين، ومن يرغب في التعامل معه، ولذلك يجب أن تكونتلك العلاقات مبنية على القبول والفهم.
استراتيجيات تنمية مهارات المتوحد
ممارسة مهارات اللعب
- ينبغي ممارسة مهارات اللعب مع الأطفال المصابين بالتوحد باستخدام الألعاب، مثل تمثيل مشاهد أو عناق الدمى ثم إطعامها ووضعها في السرير، أو إقامة حفلة شاي مع الدمى، أو إنشاء قصة باستخدام مسرحية مثل أن يكون الموقع مزرعة أو محطة وقود أو مطار.
- يساعد اللعب بين الأهل والطفل وممارسة الأدوار في التعامل مع مفهوم الفوز والخسارة وتعلم الالتزام بالقواعد. قد يحب الأطفال الصغار ألعاب الحركة مثل ألعاب الضوء الأحمر والأخضر، أو اللعب بالكرة عن طريق دحرجتها أو ركلها. وقد يفضل الأطفال الأكبر سنا ألعاب الطاولة مثل Connect Four أو Jenga أو ألعاب الورق.
- إن ممارسة مهارة جديدة للطفل أثناء مواقف اللعب المختلفة ستساعد الطفل المتوحد على تعلم استخدام المهارات على نطاق أوسع، على سبيل المثال، يمكن تدريب الطفل على التناوب بركل الكرة بين بعضكم البعض، أو إطعام الدمية، أو وضع قطع من قطع puzzle معًا، أو لعب لعبة الطاولة مثل ما ذكرنا من قبل.
مشاهدة مقاطع فيديو تعليمية
- حاول التقاط مقاطع فيديو للمهارات الاجتماعية التي تريد تعليمها للطفل، على سبيل المثال، يمكن تعليم الطفل المتوحد تبادل الأدوار عن طريق تصوير أشخاص يتناوبون الأدوار في لعب لعبة معينة، أوقف الفيديو مؤقتًا واقترح أن تقوما بتقليد الفيديو بعد مشاهدته وتجربة لعب نفس اللعبة مع الطفل وتقسيم الأدوار بينكما.
- يمكنك تعليم المشاعر عن طريق تصوير فيديو للأشخاص في مواقف اجتماعية وسؤال الطفل عن ما قد يشعر به هؤلاء الناس. أوقف الفيديو مؤقتًا وأشر إلى الشخص وتعبير الوجه وإشارات الجسم التي تظهر عليه، وأسأل الطفل كيف يشعر الأشخاص في هذا الفيديو، يمكنك أن تفعل الشيء نفسه مع البرامج التلفزيونية.
- يمكن استخدام هذا الاستراتيجية أيضًا لمساعدة الطفل على الشعور بالراحة في المواقف الاجتماعية الجديدة والصعبة. على سبيل المثال، يمكن تصوير المبنى وما سيراه الطفل عند وصوله، قبل الذهاب إلى المكان المحدد، حتى يتمكن من توقع ما سيراه.
استخدام الوسائل المرئية
- يمكن للعوامل المرئية المساعدة الطفل على اكتساب مهارات جديدة أو استرجاع المهارات الاجتماعية التي تعلمها سابقًا، وحسب احتياجات الطفل التعليمية، يمكن تحديد الوسائل المرئية المناسبة للاستخدام، سواء كانت صورًا أو كلمات أو قوائم مرجعية أو بطاقات فورية.
- يمكن استخدام وسائل مرئية مثل الصور والكلمات لشرح مواضيع مختلفة في المحادثات، مثل استخدام صورة قطة لتذكير الطفل بالتحدث مع الأجداد عن قطته الجديدة وتعريفهم عليها.
- يمكن استخدام وسائل مثل الصور لمساعدة الطفل على تعلم كيفية اللعب بلعبة معينة، على سبيل المثال، يمكن استخدام الصور للتعرف على الخطوات المختلفة في تسلسل طلب وجبة من مطعم، مثل أخذ الطلب، تحضير الطعام، تقديم الطعام، تنظيف الطاولة، ودفع الفاتورة.
تأثير التوحد على تنمية المهارات
- يختلف نمو الأطفال المصابين بالاضطراب التوحدي عن نمو الأطفال الطبيعيين والرضع بشكل عام في الظروف العادية.
- فقد يكون هؤلاء الأطفال مختلفين نوعاً ما، على سبيل المثال، قد لا يستجيب الأطفال المصابون باضطراب التوحد لأسمائهم، أو يتواصلون بالعين، أو يبتسمون لمن يقدم لهم أي شيء، أو يودعون دون أن يُطلب منهم أهلهم ذلك. قد لا يستخدم الأطفال المصابون باضطراب التوحد أيضًا الاتصال بالعين أو الإشارة بأيديهم لجذب الانتباه أو التواصل مع الآخرين بأي صورة.
- يشار إلى استخدام التواصل البصري والإيماءات لمشاركة الخبرات مع الآخرين باسم “الاهتمام المشترك” أو الاهتمام بالأشياء بشكل عام، ويواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة كبيرة في هذا المجال.
نظرة شمولية للطفل المتوحد
- الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد يجدون صعوبة في فهم “الصورة الكبيرة”، إذ يمكن أن يتشتتوا في التفاصيل ولا يستطيعوا تجميع المعلومات من مصادر مختلفة والنظر إلى الموقف بشكل شامل.
- يمكن أن يظهر هذا الفرق على سبيل المثال، عندما ينظر شخص عادي إلى المناظر الطبيعية، فسيشاهد الصورة الكاملة للغابات والأشجار الكثيفة، بينما يرى الشخص المتوحد العديد من الأشجار الفردية التي تتجمع بعضها البعض ولا يستطيع رؤية الصورة الكاملة للمناظر الطبيعية.
- يمكن أن تؤثر الصعوبة في هذا المجال على تعلم الأطفال ونموهم، على سبيل المثال، بعد قراءة القصة قد يتذكر الطفل المتوحد التفاصيل الصغيرة لكنه ينسى ما هي فكرة القصة بشكل عام. في عمر الطفل الأصغر ينظر إلى كتاب مصور ويركز على التفاصيل التي في الخلفية، بدلاً من الشخصيات في القصة.
- “يتطور الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد (ASD) بمعدلات مختلفة، ولا يتطورون بنفس الترتيب الذي يتطور به عادة الأطفال في مهاراتهم.
- تواجه الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد صعوبة في الانتباه للآخرين والتواصل وفهم وجهات النظر الأخرى ورؤية الصورة الكبيرة، وتؤثر هذه التحديات بشكل كبير على التعلم والتطور.