كيف تعرفي ان ارتفاع حرارة الطفل مجرد عارض او مرض يحتاج للطبيب
سنتحدث اليوم عن حالات الحرارة في الأطفال، فهي تعتبر واحدة من أكثر الأسباب شيوعا التي تدفع الآباء والأمهات لزيارة الطبيب. تشكل حالات الحرارة حوالي 30-40٪ من جميع الحالات التي يتعامل معها أطباء الأطفال في العالم بأسره، حيث تمثل بقية الأعراض مثل السعال والإسهال والطفح الجلدي وغيرها حالات الأطفال الأخرى .
يجب على الآباء فهم أن الحرارة تمثل عرضا للأعراض وليست المرض نفسه، وهذا أمر مهم جدا
يتمثل العرض في حالة يعاني منها المريض ويخبر بها الطبيب الذي يقوم بفحص المريض حتى يتعرف على الأسباب، وعندما يحدد الطبيب السبب فإنه يكون السبب هو المرض .
ما يهم المريض هو اختفاء الأعراض، وما يهم الطبيب هو علاج الحالة نفسها للتخلص من المرض .
أسباب ارتفاع حرارة الطفل
: لها أسباب عديدة مثل التعرض لضربة شمس أو بعض الأمراض الروماتيزمية أو بعض الأدوية أو اللقاحات، ولكن من أهمها وجود ميكروب سواء كان فيروسا أو بكتيريا أو غيرهم استطاع أن يخترق جسم الطفل ويتكاثر فيه. فيقوم جهاز المناعة لدى الطفل بمحاربة هذا الميكروب ونتيجة هذه الحرب تنتج مواد في الدم يشعر بها جهاز يمكن اعتباره كالثرموستات في المخ وهو المسؤول عن ضبط درجة الحرارة في الجسم، تتراوح بين 36 – 37.5 تقريبا. فعند التعرض للحرارة، يقوم هذا الجهاز بإرسال إشارة للجلد فيتعرق الجلد حتى يبرد الجسم، وهذا بشكل بسيط، ولكن الأمر أكثر تعقيدا. وكذلك في حالة البرودة الشديدة، يرسل الثرموستات إشارة للعضلات، فيحدث رعشة في الجسم تحدث حرارة تدفئ الجسم. وهنا ارتفاع درجة الحرارة مؤشر جيد على أن جهاز المناعة بشكل جيد .
لذلك، إذا كان لدى شخص مرض مناعي شديد ويتناول أدوية تعمل على إضعاف المناعة مثل جرعات الكورتيزون العالية، فليس شرطًا أن يشعر المريض بالحرارة ويكون الميكروب حاضرًا في جسمه دون علمه .
الفوائد الكثيرة للحرارة تكمن في أن درجة الحرارة المثالية لتكاثر الميكروبات تكون عند 37 درجة، وبالتالي، الدفاع الأول لجهاز المناعة لمحاربة هذه الميكروبات هو رفع درجة حرارة الجسم لوقف نموها. لذلك، السلوك الخاطئ الشائع في العالم العربي هو استمرار إعطاء خافضات الحرارة، ولكن الصحيح هو إعطاؤها فقط عند درجة حرارة 39.5. هذه الدرجة لا تؤثر على المخ ولا تسبب أي مضاعفات في الجهاز العصبي، وكل هذا كان سيحدث بسبب مضاعفات الميكروبات، حتى لو لم يسخن الطفل. لذلك، إذا كانت درجة حرارة طفل يعاني من التهاب الحلق وصلت إلى 42 درجة، فإنها لن تترك أي آثار نهائية على المخ. فقط بالحفاظ على استقرار درجة حرارة الطفل عند 37 درجة، فإن ذلك لا يؤذي الطفل أكثر من ذلك .
اعطاء الطفل خافض الحرارة
كما ذُكِر في الجُمَل السابقة، عندما يرتفع الحرارة إلى 39 أو 39.5 درجة، أو عند شعور الطفل بالإعياء نتيجة للحرارة، أو إذا شعر الطفل بالألم في جسمه، يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة .
في بعض الحالات، يحدث تشنج حراري وهذه الحالة معروفة وشائعة بين أطباء الأطفال، خاصة في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات. يعتبر هذا حالة طارئة، وعندما تكون في الطريق إلى المستشفى، يجب أن تعطي الطفل مسكنا للحرارة بشكل سريع وإزالة أي شيء آخر من فم الطفل مثل اللعاب وفي معظم حالات تشنج الأطفال الحراري، تزول بدون ترك أي آثار على الأطفال، ولا يعني استمرار التشنج عند الطفل عندما يبلغ .
هل الحرارة خطيرة او مجرد عارض ؟
هذه النقطة من الأمور المهمة جدا التي يجب مراقبتها لدى الأطفال، فإذا كان الطفل بعد خفض درجة حرارته يلعب ويمارس يومه ولا يعاني من علامات التعب، فهذا ليس أمرا عاجلا ويمكن الانتظار لبضعة أيام، لأنه غالبا ما يكون التهابا فيروسيا بسيطا وسيختفي بمفرده بإذن الله. ولكن إذا كانت درجة حرارة الطفل تنخفض بصعوبة ولا يزال يعاني من علامات التعب، فإن هذا يتطلب زيارة الطبيب، أو إذا كانت هناك أعراض أخرى شديدة مثل الكحة الشديدة أو الإسهال الشديد أو الطفح الجلدي الواضح أو إذا كان الطفل يعاني من فقدان الانتباه إلى حد ما أو إذا كان يعاني من تصلب في رقبته، فهذا يتطلب زيارة الطبيب أيضا .
مراحل ارتفاع وعلاج الحرارة
أولا، يجب ملاحظة أن الطفل يشعر بالبرد ويرتعش جسده، وكان الناس في السابق ينصحون بعدم تدفئة الطفل، ولكن بعد التقدم العلمي، ينصح الأطباء بتدفئة الطفل لتوفير الطاقة التي سيستخدمها أثناء الرعشة
ثانيا، عندما تبدأ أعراض الحرارة في الظهور، يجب علينا أن نلبس الطفل ملابسا خفيفة قليلا ونعطيه سوائل كثيرة للشرب. وأهم هذه السوائل هي المياه ورضاعة الأطفال الرضع. إذا كان الطفل يرغب في الأكل، فيجب أن نعطيه ما يريد، ويجب التأكد من عدم وجود أي نوع من الأطعمة التي تؤدي إلى ارتفاع حرارة الطفل، ولكن الأهم هو تناول السوائل
ثالثا، يجب عمل كمادات، وهي مهمة جدا جدا، ولها أماكن معروفة لسرعة خفض الحرارة مثل وضعها على الرقبة ومفصل الركبتين والفخذين والذراعين وأعلى الجبهة وتحت الإبطين. فهذه الأماكن تعمل على تنشيط الدورة الدموية، ويجب استخدام ماء دافئ، ويمكن إضافة بعض قطرات الخل أو الكحول البسيط، وليس الخل المركز الصافي لاستخلاص الحرارة من الجسم. وفي حالة عدم نجاح الكمادات، ينصح بتحميم الطفل، ويمكن الاستعانة بالكمادات الجاهزة المتوفرة في الصيدليات، ولكن يجب قراءة التعليمات أولا، حيث أن بعضها قد يحتوي على الكحول وهذا غير مناسب للأطفال في السنة الأولى من عمرهم
يمكن الاستعانة بأدوية الخافضة التي تحتوي على الباراسيتامول لتخفيف الحمى، وتكون متوفرة بشكل كثيف وآمنة للاستخدام في عمر يوم واحد، كما يمكن استخدام الإيبوبروفين اعتمادا على الدراسات الحديثة ومن العمر 3 أشهر، ولكن يتم تحذير استخدام هاتين المادتين في نفس الوقت. ويمكن استبدالهما لتخفيف الحمى، ويجب استشارة الطبيب والتأكد من تحمل الطفل للجرعة الموصى بها .
منع الاسبرين
ممنوع منعا باتا استخدام الاسبرين ومركباتها وايضا لا تعطي مضادات حيوية بدون استشارة الطبيب والتي يجب ان يؤخذ بنفس عدد الجرعات والمدة الزمنية التي يحددها الطبيب ولا تقم بايقافها بمجرد تحسن الطفل من تلقاء نفسك .
هناك نوع من الحرارة غير معلومة السبب ولا يجد لها الاطباء سببا وقد تستمر لعدة اسابيع وعدم وجود سبب ليس فشلا من الطبيب في التشخيص ولكن ينصح بالاستمرار مع من تثق به من الاطباء حتى يخبرك انه عليك التوجه الى مكان معين لاستكمال الفحوصات وقد يحجزك في المشفى فهذه حالة طبية مشهورة لدى الاطباء
وأخيرا، ينبغي أن تعلم أن المكيف لا يعطى بانتظام كل عدد محدد من الساعات، بل يعطى بناء على درجة الحرارة المرتفعة
لا يعني ارتفاع درجة الحرارة بالضرورة أن المرض خطير، حيث أن بعض الميكروبات البسيطة تسبب ارتفاعًا حادًا في درجة الحرارة دون أن يشكل هذا خطرًا .