بعد ولادة الأم لطفلها، تكرس له اهتماما كبيرا وتستمر في إعطائه حتى يكبر ويصبح شابا أو فتاة ناضجة، وتستمر هذه الرعاية ولكن بشكل مختلف. قد يكون هذا الاهتمام طبيعيا للأطفال الأصحاء، ولكن يجب أن يأخذ شكلا مختلفا ويزداد إذا كان الطفل ذو احتياجات خاصة، حيث يحتاج إلى رعاية خاصة لمساعدته على التكيف مع الإعاقة التي يعاني منها ويتمكن من الاندماج في المجتمع بجانب أقرانه الأصحاء، ويتمكن من تحقيق النجاح في مجالات متعددة بمساعدة الأم وجهودها .
يمكن تصنيف ذوي الاحتياجات الخاصة إلى عدة تصنيفات، حيث يعاني البعض من إعاقة جسدية والبعض الآخر يعاني من إعاقة ذهنية. تكون بعض هذه الإعاقات موجودة منذ الولادة وتعتبر خلقية، بينما تكون البعض الآخر نتيجة لإصابات في الولادة أو أمراض مرتبطة بالصحة. وبغض النظر عن السبب الذي يؤدي إلى إعاقة الطفل، فإن ردود أفعال الناس وتعاملهم مع هذه الفئة من الأطفال تختلف. فبعض الأشخاص يتعاملون معهم بلطف وتعاطف واحترام، بينما يمكن أن يتسبب البعض الآخر في إحداث جروح نفسية للأهل والطفل. ولذلك، يلعب الأهل وخاصة الأم دورا إيجابيا في أن يكونوا صبورين ويواجهوا تصرفات البعض السخيفة ويتفرغوا للتعامل مع هذه الإعاقة التي تعتبر اختبارا من الله عز وجل، والبدء في التوجه الصحيح للجهات المختصة للعناية بالطفل وتنمية المواهب التي يمتلكها والتي يمكن أن تقوده نحو النجاح والاستقلالية .
لأن الأم لها دور كبير وفعال في تخطي عقبة الإعاقة التي يعاني منها الطفل، والتي تتطلب منها العديد من المسؤوليات والواجبات المتعلقة بالعناية الفائقة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي يصفها المتخصصون الاجتماعيون بالجهود التي يبذلونها
– عرض الطفل منذ البداية على الطبيب المتخصص : عند اكتشاف الأم وجود شيء غير طبيعي في نمو طفلها العقلي أو الجسدي، يجب عليها التوجه فورا إلى طبيب الأطفال، الذي بدوره يمكنه تحديد سلامة الطفل العقلية والجسدية ونموه السليم. ثم يوجه الأم إلى التخصص المطلوب لتقييم مدى الإعاقة التي يعانيها الطفل، وكيفية التعامل معها ومع الطفل، والمتابعة الدورية المستمرة للحصول على العلاجات الطبية والطبيعية إذا لزم الأم .
– الإيمان بقدرات الطفل : نحن جميعا نلاحظ القدرات والمواهب التي يتمتع بها بعض الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في العديد من المجالات مثل الرياضة، حيث يمكنهم تحقيق تفوق في المسابقات باستخدام الجهد والتدريب والصبر والتشجيع لتطوير مواهب الطفل .
– شعور الطفل بالأمان : يشعر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالضعف والخوف، وبالتالي يحتاجون لحب الأم وحمايتها، فالشعور بالأمان بجانبها يؤثر إيجابا على حالتهم النفسية ويحفزهم على المضي قدما في التدريب والتعلم .
– الاهتمام ومواظبة العلاج : قد يتسرب اليأس لقلب الأم ويجعلها تمل من العيش دائما في التردد على الأطباء وجلسات التعلم لمتابعة حالة طفل ذو الإحتياجات الخاصة حيث لا ترى تقدما ملموسا، مما يؤثر سلبا على صحته وتراجع مستواه، لكن التخلي بالصبر والأمل بل ومساعدته المستمرة للتعلم ستأتي بنتيجة مرضية وفائدة على الطفل .
– التغذية السليمة : يجب الاهتمام بتوفير الغذاء الصحي الكامل للأطفال في هذا العمر وتلبية احتياجاتهم الغذائية اللازمة لنموهم بشكل سليم، حتى لا تتأثر صحتهم الجسدية والعقلية بنقص بعض العناصر الغذائية الأساسية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تأخر في نموهم وتأخير حالتهم .
– العناية بمظهر الطفل : يجب الاهتمام بنظافة الطفل وملابسه، لأنه لا يستطيع العناية بنفسه أو طلب المساعدة، ويحتاج الأطفال إلى النظافة المستمرة بسبب اللعب والحركة المستمرة، وخاصة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين قد لا يعرفون المكان النظيف ويميزونه عن غيره، ويجب على الأم أن تعلم أن مظهر طفلها أمام الناس يعكس اهتمامها وذوقها .
– الفخر بالطفل : يجب تصحيح ثقافتنا وعدم الخجل من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والخروج معهم في كل مكان والفخر بهم والثقة بأنفسهم، وتحقيق لهم حياة طبيعية مثل سائر الأطفال، والتعرف على المجتمع والتفاعل معهم لتنمية قدراتهم وعدم إيقافهم عند حاجز الإعاقة .
– الإلمام بإعاقة الطفل : عند ولادة طفل ذو احتياجات خاصة، يجب على الأم أن تكون على دراية تامة بكل جوانب حالته، والبحث عن المتخصصين التربويين والطبيين لكسب الخبرة في التعامل مع الطفل على أساس علمي صحيح، والذي يعمل على تحسين حالة الطفل وتقدير مواهبه وتنميتها، ويمكن للأم الاطلاع على الكتب المتخصصة في هذا المجال لمعرفة كيفية التعامل مع هذه الفئة من الأطفال .