كيف تعاقب الطفل وفقا للتربية الاسلامية ؟
يجب أن نعرف , و نتعلم أن الإسلام دين متكامل , اي أنه ليس مجرد تعاليم للعبادات و قراءة القرآن , بل إنه ايضًا للمعاملات في حياتنا بمختلف نواحيها التجارة , و معاملة الجار , و الأهل و الأسرة , حيث يضع دائما الإسلام الإطار الذي نعمل من خلاله ايًا كان ما نبغيه في الحياه , و علمائنا في الفقه و الشريعة يقومون بإيضاح التفاصيل للعمل , و كيف يتم وفقًا للإطار الإسلامي الشرعي , و من أهم تلك الأمور , هي الطفل الذي يمثل النواة , و المستقبل لاي أمة , او مجتمع و يمثل جانب العقاب جزء مهم في تربية الطفل , و يجب أن يتم دون أن يترك أثرًا سلبيًا على الطفل , فبدلًا من إصلاح الطفل يتحول الى آداة لإفساده أكثر , لذلك يجب إتباع مجموعة من الخطوات في هذا العقاب.
يجب وجود نظام للمكافآت أو التشجيع قبل فرض العقاب.
يجب على الطفل أن يحصل على الثواب مثلما يحصل على العقاب، حتى لا يشعر بالإحباط وعدم القيمة. وعندما يحصل الطفل على الثواب والعقاب، يساعد ذلك على تعزيز إدراك الطفل بأن الثواب والعقاب يتعلقان بالأعمال التي يقوم بها وليس بشخصية الطفل .
العقاب .
– يجب أن يكون عقاب الطفل تدريجيا في الشدة، لذا يتم اتخاذ مجموعة من الخطوات: –
1- التلميح .
في هذه الخطوة يقوم الوالدان بتوضيح للطفل أن الفعل الذي قام به سيئ، ولكن بشكل غير مباشر من خلال قصة أو حكاية عن شخص قام بهذا الفعل، لكي يفهم الطفل الفكرة دون أن نخبره بأنه أخطأ، حتى يتعين عليه أن يدرك ذلك بنفسه .
تشمل النصيحة سرًا والإلحاح في النصيحة والتكرار في النصيحة كلما تكرر الخطأ .
بعد التلميح بعض الأطفال يقومون بتكرار الخطأ , و في هذه الحالة يجب الانتقال الى الخطوة الثانية , و هي توجيه النصح بشكل مباشر للطفل , و لكن بشكل سري ايضًا , و بإسلوب لطيف لا يخلو من بعض المدح للطفل لبعض افعاله , او خصاله الجيدة , ثم توجيهه لما قام بالخطأ فيه , و عن عقاب الله لهذا الخطأ , كما يجب أن تشعر الطفل بالثقة , حتى لا يشعر بالجرح بسبب توجيه النقد له , فإن إستجاب الطفل أصبح الوضع آمنا , اما إن لم يستجب فيجب التكرار للنصح , ولكن مع أساليب مختلفة , حتى تشعر أنه لا أمل في استجابة الطفل للنصح .
3- المواجهة .
عندما يفشل النصح في تغيير سلوك الطفل، نلجأ إلى المرحلة الثالثة والتي هي المواجهة، ويتم ذلك عن طريق إحرام الطفل من شيء يحبه، ويمكنك تحديد ذلك بناءً على معرفتك بالطفل، حتى يشعر الطفل بأنه ارتكب خطأً وأنه يتسبب في خسارة ما محبوب لديه .
4- الإعراض عن الطفل .
إذا لم يتمكن الوالدين من التعامل مع الطفل بشكل فعال، فإننا ننتقل إلى الخطوة التالية، وهي تجنب التفاعل مع الطفل، أو ما يعرف بـ `مخاصمة الطفل`، مثل عدم التحدث إليه وعدم التفاعل معه لفترة من الوقت، أو إظهار حزنهم عليه بسبب سلوكه السيئ .
5- الضرب .
آخر خطوة يمكن اتباعها في إجراءات العقاب، ويفضل استخدامها بأقصى حدودها، ووفقا للتعاليم والآداب التي علمنا إياها الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، ومن بينها: –
* أن لا يزيد عدد الضربات عن ثلاث، والبعض يقول إنها عشر .
* لكي لا تسبب الضربات الألم الشديد للطفل، فإنها لا تأتي متتالية .
يجب تجنب توجيه اللكمات في نفس المنطقة .
* عدم ضرب الوجه أو السوء الظن .
يجب تجنب ضرب الأطفال بشدة حتى لا يتعرضوا للجروح أو الكسور .
من الأفضل عدم السخرية من الطفل أو النفور منه أو معايرته أو المقارنة بينه وبين الآخرين، حتى لا يشعر بالدونية أو الاحتقار، وحتى لا يتولد لديه شعور بالغيرة أو الحقد أو الكراهية .
وبشكل عام، يجب العمل على محاولة تجنب هذا النوع من العقاب وجعله في أضيق الحدود الممكنة .