الانسانتنمية بشرية

كيف تسيطر على غضبك

الغضب هو آفة تدمر حياة الأشخاص الذين يعانون منها على أكثر من صعيد، حيث تضر بعلاقاتهم الاجتماعية بمختلف أشكالها وتؤثر على عملهم، فضلا عن الآثار السلبية التي تترتب على صحتهم. والغضب يأتي في درجات مختلفة؛ فهناك من يستشيط غضبا عندما يسمع كلمة معينة، وهناك من يستطيع السيطرة على غضبه لفترة أطول. وعلى أي حال، يحتاج الجميع إلى السيطرة على غضبهم، بغض النظر عن درجة معاناتهم من الغضب، وخاصة الأشخاص الذين يتميزون بسرعة الغضب.

التفكير قبل الكلام

في لحظات الغضب يسهل على المرء أن يقول أي شيء قد يخطر على باله، دون مراعاة لفارق السن أو للمكانة الاجتماعية والآداب العامة، وهذه واحدة من أكثر الآثار السلبية المترتبة على الغضب ففي كثير من الأحيان التحدث بما لا يصح يوقع المرء في مشكلات أكبر وأكثر تعقيداً مما تسبب في غضبه، وحينما يهدأ يندم على ما قاله ويتمنى لو أنه لم يفتح فمه مطلقاً.

من بين الأمور التي تساعد في السيطرة على الغضب هي إعطاء النفس فرصة للتفكير فيما يجب قوله قبل النطق به، لمنع تفاقم المشكلة والوقوع في مأزق أكبر، بحيث تتيح لنفسك الوقت الكافي للهدوء والتصرف بشكل أكثر عقلانية، حيث إن الغضب يعمي الحكمة.

ممارسة التمارين الرياضية

يتجاهل الكثيرون البعض ممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر، على الرغم من الفوائد المتعددة التي يمكن الحصول عليها منها، وأهم هذه الفوائد هي تخفيف حدة الضغط والتوتر العصبي الذي يعتبر السبب الرئيسي للغضب وزيادة حدته عن المعتاد.

لذلك، الطريقة المثالية لأولئك الذين يشعرون بأن غضبهم يزداد يومًا بعد يوم هي ممارسة التمارين الرياضية، وهناك العديد من التمارين التي يمكن ممارستها بسهولة مثل الركض والمشي بسرعة والقفز بالحبل، بالإضافة إلى السباحة ورفع الأثقال، وممارسة أي من رياضات القتال.

التعبير الصحيح عن الغضب

يعتبر الغضب من السلوكيات السلبية بسبب كيفية التعبير عنه التي غالبًا ما تؤدي إلى الصدامات والخلافات، ولذلك يعتبر التعبير عن الغضب بشكل صحيح أمرًا هامًا للغاية لمنع المزيد من المشكلات، ويتوقف ذلك أساسًا على إعطاء النفس وقتًا كافيًا للهدوء حتى تتمكن من التفكير بوضوح.

عندما تهدأ يمكنك تحديد الأسباب الرئيسية لغضبك والتحدث بهدوء لتوضيحها للطرف الآخر دون تصادم معه، وعليك تحديد بشكل قاطع ما دفعك للغضب دون إيذاء أو السيطرة على من حولك.

تخصيص وقت للراحة

خلال اليوم يمر المرء بكثير من الضغوطات في الشارع وفي العمل وحتى في المنزل، وتراكم هذه الضغوطات حتى وإن كانت صغيرة قد يدفعك للدخول في نوبة غضب عارمة على أتفه الأسباب لذا من الهام أن يخصص كل فرد لنفسه خلال اليوم وقت لأخذ استراحة قصيرة من أعباء الحياة ليهدأ ويستعيد سلامه النفسي من جديد.

الاستراحة ليست مقصورة على الأطفال فقط كما يعتقد البعض الناس، لذا لا تتردد في تحديد وقت للاستراحة لنفسك خلال اليوم، بعيدًا عن كل ما يزعجك، سواءً لممارسة نشاط تحبه أو للتمتع بالاسترخاء والهدوء.

استخدام أنا بدلاً من أنت

عندما يكون الشخص غاضباً، يستخدم عادةً كلمة “أنت” بدلاً من “أنا” عند التحدث مع الآخرين، ويبدأ باتهامهم وتوجيه اللوم لهم. ويكون رد فعل الطرف الآخر عادةً بتوجيه انتقادات ولوم مماثل، أو بالتبرير مما يزيد من حدة التوتر وتعقيد المشكلة، وبالتالي يزيد من شدة الغضب.

لذا، ينبغي تجنب استخدام عبارات تبدأ بـ `أنت` عند الحديث عن المشكلة، وبدلاً من ذلك يمكن استخدام عبارات تبدأ بـ `أنا` لوصف أسباب المشكلة، كما يمكن استبدال عبارة `أنت لا تقوم بأي عمل من الأعمال المنزلية` بـ `أنا مستاء لعدم تلقي أي مساعدة منك في إنهاء الأعمال المنزلية` كمثال.

العد بشكل عكسي

من أبسط الطرق التي يمكن اتباعها للسيطرة على حالة الغضب والعودة بشكل تدريجي للهدوء، هي أن تتبع هذه الطريقة، وعلى الرغم من بساطتها إلا أنها فعَّالة جدًا في السيطرة على الغضب.

لذلك، عندما تكون غاضبًا، يمكنك البدء في العد بشكل عكسي وزيادة الأرقام كلما زادت حدة غضبك، فتبدأ بالعد من 100 حتى تصل إلى الصفر، وبهذا يمكن أن تهدأ نبضات قلبك ويقل غضبك.

تكرار كلمات معينة

يجب تجنب التركيز على ما يثير غضبك، حيث ستزيد من مستوى غضبك، لذلك يجب أن تحاول البحث عن شيء آخر لتصرف اهتمامك عليه، مثل تكرار بعض الكلمات والجمل التي تبقيك منشغلاً وتساعدك على السيطرة على غضبك.

يمكن البحث عن أي كلمات مفضلة، أو تكرار عبارات مثل `كل شيء سيكون على ما يرام، خذ الأمر ببساطة، اهدأ` وغيرها الكثير من العبارات.

التوقف عن الكلام

في بعض حالات الغضب قد يكون التفكير قبل التحدث فعال لكن في بعض الحالات الأخرى خاصة لسريعي الغضب سيكون التوقف عن الكلام هو الحل الأكثر فعالية، فعندما يكون المرء غاضب يتفوه بما لا يصح وفي بعض الأحيان وتبعاً لشدة غضبه لن يتمكن من التفكير في شيء جيد ليقوله أو حتى ليتحدث بطريقة لائقة.

من الأفضل الالتزام بالصمت حتى يهدأ الوضع بدلاً من التحدث وتفاقم الأمر.

التدرب على الرد

من بين الأساليب الهامة التي تمنحك فرصة كافية ووقتًا كافيًا لتصحيح الأمور قبل حدوثها هو تخيل الموقف الذي قد يسبب لك الغضب إذا حدث بالفعل، ثم التدرب على الاستجابة التي يجب أن تتخذها في مثل هذه الحالة.

تعتبر هذه الطريقة فعالة لأنها لا تُساعدك فقط على التدرب على ما ستقوله لتكون جاهزًا لتجنب المشاكل، ولكنها تساعدك أيضًا على تصحيح أخطائك والوصول إلى أفضل طريقة للرد.

التحدث مع صديق

غالبًا ما يزداد شدة الغضب عندما يبقى الشخص عالقًا في ما أثار غضبه، فيزداد الغضب مع الأيام حتى بعد انتهاء الموقف، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الاندفاع والتهور وعودة الشخص إلى إثارة المشاكل مرة أخرى.

لذلك، بدلاً من ذلك، يجب التحدث عن ما يثير غضبك مع صديق مقرب تثق به، والأهم أن يمتلك منظور جيد للحياة ويكون شخصًا هادئًا حتى يساعدك على تجاوز غضبك بدلاً من تشجيعك على ارتكاب المزيد.

الامتنان

عندما يغضب الإنسان يرى كل شيء بطريقة سلبية ويتعمد الأمر بطريقة تزيد حدة غضبه، لذا عندما تشعر بنوبة غضب، يمكن ممارسة الامتنان عن طريق التركيز على الجانب الممتلئ من الكأس بدلاً من الجانب الفارغ.

يمكن البدء بتعداد الأشياء الإيجابية التي حدثت خلال اليوم، والأشياء الإيجابية التي تتمتع بها في حياتك بشكل عام، بما في ذلك الأشياء التي قد تسبب الاستياء ولكنها لا تزال جيدة بطريقة ما.

الكتابة

قد يشعر العديد من الناس بالحرج عند التحدث مع شخص آخر حول سبب غضبهم، خاصة إذا كان السبب قد لا يستحق الغضب من وجهة نظر الطرف الآخر، لذا فالكتابة هي الخيار الأفضل لهم.

يُمكن بدلاً من ذلك كتابة ما أثار غضبك على ورقة ثم تمزيقها، أو كتابة رسالة للشخص الذي تسبب بالغضب والتعبير عن كل ما يزعجك ثم حذفها، فعدم التعبير عن ما تشعر به يزيد من سوء المزاج وقد يتسبب في زيادة حدة الغضب مع مرور الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى