كيف تحقق الإخلاص لله
الإخلاص لله في أداء جميع العبادات أمر واجب على كل مسلم، فمَن كان يُصلي حتى ينال رضا الله، فقد أخلص لله وفاز بفوزٍ عظيم. ومَن كان يُصلي حتى يقول الناس عنه أنه يصلي، فله ما نوى ولن ينال أي حسنات.
كيف تحقق الإخلاص لله
فيما يتعلق بالإخلاص، قال صلى الله عليه وسلم: “إن الأعمال بالنيات، ولكل مسلم ما ينويه، فمن كانت هجرته إلى الدنيا للحصول على مكاسب دنيوية أو للزواج، فإن هجرته تكون إلى ما هاجر إليه”. وبمعنى آخر، يتم قبول الأعمال الصالحة عند الله إذا كانت مخلصة لوجهه، ويتم تحقيق الإخلاص بالله من خلال القيام بالخطوات التالية:
إفعل الخيرات في الخفاء
يجب تجنب أداء العبادات أمام الناس لتفادي أن يعتقدوا أنك تصلي أو تصوم أو تتصدق، ولكن يجب القيام بجميع الأعمال الصالحة والعبادات في السر والخفاء، كلها لوجه الله تعالى ولتحقيق رضاه.
الإبتعاد عن الشهرة
لكي تكون جميع أعمالك لوجه الله، وتحظى برضاه وتعرف الطريق إلى الإخلاص له، يجب عليك أن تتجنب الشهرة. فقد روي أن أبو هريرة رضي الله عنه قال: `طوبى لعبد يأخذ بعنان فرسه في سبيل الله، رأسه مشعث وقدماه مغبرتان، إن كان في الحراسة فهو محتفظ بالحراسة، وإن كان في الساقية فهو محتفظ بالساقية. إذا استأذن فلن يؤذن له، وإذا شفع فلن يشفع له.` صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعني هذا الحديث الشريف أن الشخص الذي يؤدي عمله في سبيل الله دون أن يعرفه أحد هو أفضل من الشخص الذي يعمل ومشهور.
كثرة تأنيب النفس
فإن المسلم الصادق، بغض النظر عن الأعمال والعبادات التي يقوم بها لوجه الله، يشعر دائما بأنه قد قصر وأن أعماله قد لا تكون مقبولة، مما يحثه على زيادة العبادات والأعمال. فقد قال الله تعالى: “والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلىٰ ربهم راجعون”، وتعني هذه الآية الكريمة أن المؤمنين يخشون الله في جميع أعمالهم ويخافون ألا يكونوا من المقبولين عنده.
عدم حب مدح الناس
يجب على المسلم تجنب مدح الناس للحصول على شيء في نفسه، وكذلك تجنب مدح الناس له، حتى لا يغتر، فالإخلاص لله وحب المدح هما أمران لا يتوافقان في قلب الإنسان.
كثرة الدعاء
يجب على المسلم أن يدعو الله في كل شيء، يجب أن يدعو الله ليقبل أعماله الصالحة ويكون من المقبولين، ويجب أن يدعو الله ليهديه إلى ما يحب ويرضى، وأن يدعوه ليغفر له، فقد قال تعالى `إني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان` صدق الله العظيم.
التعرف على قصص الصحابة والصالحين
يجب السعي الدائم لمعرفة سيرة الصالحين والصحابة، والتعلم منهم والتقرب منهم، فهم كانوا يرافقون الرسول عليه الصلاة والسلام، وينبغي الاستفادة من دراسة السيرة النبوية، لأن سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان أفضل الناس وأشرفهم، وعلينا أن نتبع سننه وأعماله، وذلك سيجعلنا أكثر حبا للصحابة والصالحين وأكثر حبا في الله، وبذلك سنكون مستعدين للقاءهم في الدار الآخرة.
معرفة أهمية الإخلاص لله
يتعين عليك التأكد بثقة من أن أي عمل تقوم به وأنت غير مخلص لله، فلن يتم قبوله، إذ الإخلاص لله هو أحد أهم شروط قبول الأعمال والعبادات، ولا يمكن أن تكون لأي عبادة تقوم بها معنى بدونه.