كيف تثبت صحة الحديث
صحة الأحاديث النبوية
تكن أهمية سؤال كيف تثبت صحة الحديث في كون الحديث النبوي ذاته وأهميته، وترجع أهمية الأحاديث النبوية الشريفة في كونها مصدرا للتشريع، ودليل المسلم في حياته ، وفي سلوكياته وعباداته، خاصة وأن تفصيل ما أجمله القرآن في بعض المسائل لم يعرفه المسلمون إلا من خلال الأحاديث النبوية الشريفة ومن خلال السنة بشكل عام.
تعود أهمية التعرف على صحة الحديث الشريف إلى أهمية الحديث ذاته، ولذلك يصبح معرفة صحة الحديث ودرجات صحته ورواته وصدقهم أمرا ذا أهمية بالغة
من المهم جدًا أن يتم التحقق من صحة الأقوال التي يتم تداولها ويطلق عليها أحاديث نبوية، حيث يتم تداول بعض الأقوال بشكل خاطئ على أنها أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم، والحقيقة تكون عكس ذلك أحيانًا، حيث يتم نفي حديث صحيح لأن الناس لم يسمعوا به من قبل.
تأتي أهمية معرفة كيفية تثبت صحة الحديث من الاعتماد على العلماء والمحدثين الذين اهتموا بهذا الأمر في الشريعة الإسلامية، وأصبح الاهتمام بهذا الموضوع من قبل العلماء والمحدثين كبيرًا حتى أصبح علمًا مستقلًا بذاته، له قواعده وطريقته ورجاله وأحكامه.
لدرجة أن علم الحديث قيل عنه من قبل العلماء والمؤرخين غير المسلمين أنه علم عظيم يتضمن قواعد شديدة ومبهرة، ويستحق التقليد والمحاكاة، حيث يمكن للدارس المتقن بعد تخطي المراحل السابقة الحكم على صحة الحديث وضعفه، ويتبع ذلك المراحل التالية لتأكيد صحة الحديث
- مرحلة البحث
في هذه المرحلة، يبحث المختص في دراسة علم الحديث عن المواضع الخاصة بورود الحديث، سواء في كتب السنة أو الأسانيد، ويبحث في طرق التقاء الأحاديث وافتراقها، مع التركيز على تحديد السند ومداره والتمييز فيه.
- مرحلة الدراسة
بعد مرحلة الدراسة الأولى، يأتي مرحلة الدراسة الثانية التي تتمثل في دراسة سند الحديث أو أسانيده إذا كانوا متعددين، بالإضافة إلى دراسة كل جوانب الحديث بشكل متعمق والتي تؤثر على الحكم عليها والتي تتعلق بالراوي
- عدالة الراوي وصدقه ، وتدينه.
- تشمل درجات حفظ الراوي وإسناده، ومدى دقته في الحديث.
- ضمان اتصال الإسناد والمتن والسلامة بدون أي عوارض.
- التأكد من سلامة الحديث من العلل.
الحكم على صحة الأحاديث النبوية الشريفة
تم الرد مسبقا على سؤال حول كيفية التحقق من صحة الحديث، ويتوقف الحكم في هذا الأمر على الأفراد العاديين من المسلمين غير المتخصصين في علوم الشريعة الإسلامية. بمعنى آخر، يلتزم الدارس والمتخصص بالقواعد المسبقة للحكم على الحديث. أما المسلم المهتم بدينه ولكنه ليس متخصصا ويرغب في معرفة صحة الأحاديث التي يتداولها وقوتها، فيمكنه الاستعانة بالملاحظات التالية
- تعد الأحاديث التي تكون في كتب الأحاديث المعتمدة والمشهورة والتي تسند إلى الإمام البخاري أو من روايته، أحاديثًا صحيحة.
- الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في كتاب صحيح مسلم هي حقيقية وصحيحة.
- رواية الإمامِ مالكٍ في الموطأِ بإسنادِهِ المتصِلِ فهو حديثٌ صحيحٌ.
- تكون حكمة الأحاديث التي حكم عليها الإمام أحمد بن حنبل أو أبو حاتم أو أبو زرعة أوالبخاري ومسلم والدارقطني وأبو داود صحيحة، سواء كانت صحيحة أو ضعيفة، ما لم يخالفها أحد من الأئمة.
- ينبغي الرجوع إلى موقع الدرر السنية ومتابعة رأي العلماء في الاتفاق على التصحيح أو التضعيف، والإيمان بما قالوه.
أقسام الحديث الصحيح
سبق وتمت الإجابة على سؤال كيف تثبت صحة الحديث ، أما فيما يخص أقسام الحديث الصحيح ، فيرجع الأمر لما ورد في الكتب التي تعرضت لعلوم الحديث، وقد عرف الأئمة الحديث الصحيح بأنه هو الحديث الذي اتصل سنده ، برواة ضابطين، عدول بلا علة أو شذوذ، وهو ما جعل الحديث الصحيح يقع على قسمين هما:
- حديث مقبول ومعتبر بحد ذاته، وهو الحديث الذي يتمتع بصفات الصحة والموثوقية وتتحقق به شروط الحديث الصحيح
- الحديث الحسن هو حديث صحيح لغيره، ولا يتساوى بالحديث الصحيح في درجاته وصفاته بسبب وجود عارض في راوي الحديث مع تحقق الشروط الأخرى.
أمثلة أحاديث صحيحة
- ( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء ، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء ) صحيح أبو داوود ، والحديث يحث على اجتماع أهل البيت على الطاعات بالرفق واللطف بين أفراد الأسرة، والعون في طريق الخير والنجاة.
- استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا ؛ فإنَّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَعٍ ، وإنَّ أعْوجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلَاهُ ؛ فإنْ ذهبْتَ تُقِيمُهُ كسرْتَهُ ، وإنْ تركتَهُ لمْ يزلْ أعوَجَ ؛ فاسْتوصُوا بالنِّساءِ خيرًا ، الراوي : أبو هريرة المحدث : الألباني المصدر : صحيح الجامع خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج :أخرجه البخاري ، ومسلم ، والحديث الشريف يحث على مراعاة النساء ، وحسن التعامل معهم ، ومراعاة خلقتهن ، وفطرتهن، و التأكيد على كونهن خلقن من ضلع الرجل ومن ضلع غير مستقيم وهذا ما يميزه.
- لا تحسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تبغضوا ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ، ولا يحقره ، التقوى هنا – وأشار إلى صدره – بحسب رجل من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام ، دمه ، وماله ، وعرضه.
أمثلة أحاديث حسنة
- حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، ثم حدثنا أبي ، ثم حدثنا محمد بن إسحق ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن محمد بن عبد الله بن زيد ، عن أبيه ، قال: لما أصبحنا أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته بالرؤيا ، فقال: إن هذه لرؤيا صادقة ، فقم مع بلال ، فإنه أكثر منك أذانا وأمد صوتا منك ، فألق عليه ما قيل لك ، وليناد بذلك. فلما سمع عمر بن الخطاب نداء بلال بالصلاة خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر إزاره ، ويقول: يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق ، لقد رأيت مثل ما رأى فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “فلله الحمد ، فإن ذلك أثبت.” وفي هذا الباب ، عن ابن عمر ، قال أبو عيسى: “حديث عبد الله بن زيد حديث حسن” ، وقد روى إبراهيم بن سعد هذا الحديث عن محمد بن إسحق بشكل كامل وأطول ، وذكر فيه قصة الأذان والإقامة مرتين ، وعبد الله بن زيد هو ابن عبد ربه ، ويقال إنه ابن عبد رب ، ولا نعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد في الأذان ، وعبد الله بن زيد بن عاصم المازني له أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو عم عباد بن تمي.