كيف تتكاثر الجوفمعويات
لم يأت اسم عالم البحار أو مملكة البحار من الفراغ، بل هو اسم يعكس الوصف الدقيق لتلك الحياة الغنية المليئة بالخفايا والخبايا والأسرار. كلما تمت البحث فيها واستكشاف سبلها، تم اكتشاف المزيد من العجائب والغرائب، وزاد فضول الإنسان حول ذلك العالم بشكل أكبر. والسبب في ذلك هو تنوع عالم البحار من أسماء وشعاب مرجانية وحيوانات بحرية مختلفة من حيث الشكل والاسم والخصائص والصفات، بما في ذلك الجوفمعويا.
لماذا سميت الجوفمعويات
جوفمعويات (Coelenterata) أو ما تعرف باللاسعات، معائيات الجوف، أو المجوفات، القارصيات، والتي تتبع جميعها شعبة اللافقاريات، التي تشتمل ما يزيد عن تسعة آلاف نوع ويرجع السبب في تسميتها بالجوفمعويات إلى أمعائها التي تمثل جوف كلاً منها، أما اسم اللاسعات فيعود إلى ما تتضمنه أجسادها من أكياس خيطية تحتوي على خلايا قراصية أو لاسعة، تقوم بالاستعانة بها في حالات الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم قد تتعرض له، وهي مجموعة قديمة يرجع تاريخ اكتشافها إلى ما يقرب من سبعمائة مليون عام ماضية، وتتميز ببعض الخصائص من حيث الشكل وطريقة الحياة والتكاثر عن غيرها من الحيوانات الأخرى.
يمكن للجوفمعويات العيش في جميع البيئات البحرية، مثل قناديل البحر والشعاب المرجانية، والتي تشترك جميعها في العديد من الصفات مثل تناسق الألوان وجمال الأشكال، وتتميز بأنها من اللافقاريات ذات الأجسام المتماثلة التي تدور حول نقطة مركزية واحدة.
طريقة تكاثر الجوفمعويات
يوجد العديد من الأساليب والطرق التي تستخدم في عملية التكاثر لدى الجوفمعويات، مثل التكاثر الجنسي واللاجنسي واللاسعات ثنائية الجنس. على سبيل المثال، يتم تكاثر الهيدرا بشكل غير جنسي عن طريق تبرعم البولبات لتشكل بولبات ثانية، كما يمكن أن يتم التكاثر الجنسي عن طريق المدوسات وغيرها من البولبات لإنتاج أفراد ذكور وإناث. وبعد الإخصاب، تنتج الأعراس الأنثوية والذكرية بيوضا ملقحة تسمى اليرقة أو البلانولا
من بين أنواع الديدان البحرية، هناك نوع يعرف بقنديل البحر. يبدأ تكاثره عندما يطلق الذكر البالغ منه الحيوانات المنوية في الماء. ثم تسبح تلك الحيوانات المنوية في الماء لتصل إلى أنثى قنديل البحر وتخصب بويضتها. بعد فترة زمنية، يفقس العديد من يرقات قنديل البحر في وقت واحد، وتسبح تلك اليرقات بحثا عن سطح صلب مثل الصخرة لتتمكن من التثبت عليه. تتجمع في الفوهة العلوية أثناء ذلك وتستمر في النمو. تعرف هذه المرحلة بـ (ephyrae). وفي غضون بضعة أسابيع، تصل قناديل البحر إلى مرحلة البلوغ، ثم تنفصل عن بعضها وتسبح بعيدا. بعد ذلك، تعيش لمدة تتراوح بين ثلاث إلى ستة أشهر.
كيف تتغذى الجوفمعويات
تعد اللاسعات أو الجوفمعويات من آكلات اللحوم التي تعتمد في غذائها بشكل رئيسي على الأسماك الصغيرة والعوالق، إلى جانب ما تتمتع به من مقدرة على تعويض المفقود من جسمها من أجزاء بأساليب عملية تعرف بالإخلاف (Regeneration)، إذ يأخذ جهازها الهضمي شكل تجويف يشمل كلاً من الأمعاء، المعدة والمريء، كما لديها في جسمها فتحة واحدة فقط تقوم من خلالها بإدخال الطعام، كما تقوم عن طريقها بإخراج الفضلات، كذلك فإنها تقوم باستخدام ما لديها من خلايا لاسعة لكي تتغذى إلى جانب الدفاع عن نفسها. ،
تركيب جسم الجوفمعويات
تنقسم اللاسعات أو الجوفمعويات إلى عدة أقسام، ولكل قسم تركيب جسم خاص به على النحو التالي:
طائفة الهيدرات
يعتبر الهيدرا واحدا من أنواع الجوفمعويات الشهيرة والمعروفة بشكل واسع، وعادة ما يتواجد في البرك ذات المياه العذبة، وهو مثال بسيط يعكس تركيب الكائنات الجوفمعوية الأسطوانية الصغيرة الحجم والتي تصل طولها من إلى 20 ملم، ويتم الالتصاق بها بواسطة قاعدتها القرصية التي تفرز مادة لزجة
تقع فتحة الفم الخاصة بالهيدرا في قمة ارتفاع يسمى المخروط الفمي (Ora Cone)، وتحيط بفتحة الفم بعض الأذرع الطويلة التي تتراوح بين ستة إلى ثمانية أذرع، وبالنسبة لجسم الهيدرا، فإنه مكون من طبقتين وهما الإندودرم والاكتودرم، وبينهما مادة جيلاتينية تسمى الميزوجيليا، أما الاكتودرم فإنه مكون من العديد من الخلايا مثل الخلايا العضلية والخلايا المخاطية والخلايا التناسلية والخلايا العصبية والخلايا الحسية والخلايا المعوضة والخلايا الطلائية عضلية، أما الإندودرم فإنها تحتوي على خلايا غذائية عضلية.
طائفة الكأسيات
تعرف أيضا باسم الفنجانيات، وتتواجد بعدة أشكال، مثل اللوائيات التي تتميز بوجود بين ثمانية عشر وستة عشر عضوا جنسيا في جسمها. تشتمل هذه اللوائيات على المرحلة الميدوزية كطور سائد، في حين يمكن أن يكون الطور البوليبي مفقودا أو موجودا في شكله المختزل خلال دورة حياتها. ويمكن التفريق والتعرف على معظم اللوائيات البحرية الميدوزية مقارنة بميدوزات الهيدرا المعروفة بحجمها الكبير.
غالبا ما يحدث أن يكون بإمكان الإنسان رؤية مجموعة كبيرة من القناديل البحرية المتجمعة معا في شكل سرب يتحرك بفعل تيارات المياه نحو شواطئ البحار. ومن أمثلة هذه القناديل قنديل البحر الذي يسبح ببطء ويعتمد على انقباضات عضلاته للحركة. إنه كائن بحري خطير يفرز مواد لاسعة من خلايا في جسمه، وكلما كان حجم القنديل أكبر، زادت خطورته، حيث يمكن أن يصل حجمه إلى أكثر من متر.
طائفة الشعاعيات
تنقسم هذه المجموعة من الكائنات الحية إلى زهريات (سداسية الأشعة)، ومن أمثلتها شقائق النعمان التي تتبع للجوفمعويات، وتتميز بكونها حيوانات ملونة زهرية ذات قرص فمي محاط بلوامس ستة، ولديها قرص قاعدي يمكنها من الالتصاق بالأخشاب والصخور والأصداف وأي جسم آخر في قاع البحر أو على سطحه. وتعيش شقائق النعمان في علاقات تبادلية مع الحيوانات البحرية الأخرى، حيث تحتوي بعض الطحالب على الداخل على الشقائق، وتستفيد هذه الأخيرة من نتائج التمثيل الغذائي لتلك الطحالب
من بين فصائل الشعاب المرجانية، هناك فرع يسمى الألسيونات ذو الثمانية أشعة، ومن أمثلتها الشعاب المرجانية التي تنتمي إلى فرع الحجريات وتتميز بوجود هياكل خارجية. بعضها يعيش بمفرده، ولكن معظمها يعيش في مستعمرات متفرقة، وتنتشر في بحار المناطق الاستوائية حول العالم وأيضا في بحار شبه الاستوائية. بالنسبة للبوليب، فهو يشبه هيكله الجيري الذي يفرزه خلايا الأكتودرم في الجزء القاعدي، حيث يتميز هذا الهيكل بشكل قرص ذو حواف مرتفعة ودائرية حول قاعدة البوليب. يظهر في منتصف القرص عويمد كلسي، إلى جانب شعاع يرتفع من قاعدة البوليب.