كيف تتعامل مع الشخصية الانانية
: “نواجه دائما في حياتنا الشخصية بعض الأفراد الذين يتحلى بصفات سيئة، وهذا الأمر مزعج خاصة إذا كان علينا التعامل معهم في العمل أو المنزل أو المدرسة أو الجامعة، وقد أظهرت بعض الدراسات التي أجريت من قبل علماء نفسيين في جامعة فريدريش شيلر في ألمانيا أن التعرض للمؤثرات السيئة أو التعامل مع الأشخاص ذوي الصفات السيئة أو السلبية لفترة طويلة، يؤدي إلى استجابة عقلية سلبية لهذا الإجهاد الذي يعاني منه هؤلاء الأشخاص.
هناك العديد من الشخصيات السيئة وأشدها سوءا هي الشخصية الأنانية، لذا دعونا نتعرف عليها
الشخصية الأنانية
يهتم الأنانيون بما يسعدهم فقط ويسعون دائما للحصول على متعهم الشخصية، حتى لو تسبب ذلك في مشاكل للآخرين، لا يعتبرون ذلك مهما مقابل تحقيق رغباتهم الشخصية، ولا يهتمون بمن يحبونهم حتى إن الحب لا يؤثر على سلوكهم الأناني، حيث يفضلون رغباتهم على أي شخص آخر، حتى يمكنهم استغلال أحبائهم وأقاربهم لتحقيق رغباتهم دون الالتفات للمشاكل التي يمكن أن يتسببوا بها لهم
في بعض الأحيان تبدي الشخصية الأنانية بعض الاهتمام والتقبل للآخرين ومن الممكن أن تبدي ببعض اللطف ولكن هذا بشرط أن يحصلوا على كل رغباتهم واحتياجاتهم، فهذه الشخصية تعتبر أن حصولها على ما ترغب فيه هو حق لها أياً كان هذا الشيء حتى ولو كان على حساب أشخاص آخرين.
الشخص الأناني لا يمارس الأنانية على حساب أي شخص هباء، بل يختار فريسته بعناية ليمارس سلوكه الأناني عليها، حيث يختار الشخص بناء على قيمة المنفعة التي يستطيع أن يحصل عليها منها. فقد يرى الشخص الأناني أنه يريد من الجميع أن يتبادلوا معه المشاعر الإيجابية دون أن يعطي أو يتبادل أي من تلك المشاعر أو أمور أخرى تستنزف طاقة الآخرين.
الشخصية الأنانية من الشخصيات الذكية التي تفهم ما تريد وتستطيع تحقيقها بأي وسيلة ممكنة، وقد يتبادل بعض المنافع القليلة التي يريدها مقابل الكثير من الأشياء التي يمنحها، وعادة ما يكون للشخص الأناني طابع فكاهي أو قبول من الآخرين، ولكنه يستغل هذا القبول لتحقيق أغراضه الأنانية. كما قلنا، فإنها تعتبر من الشخصيات الذكية.
التعامل مع الشخص الأناني
في النهاية فإن الأشخاص الأنانيين موجودون لا يمكننا أن نغلق أعيننا عنهم فقد يكونوا في مكان عملنا، هذا يعني أننا لابد أن نتعامل معهم مرغمين، فتجدهم يرمون عليك المسؤوليات و يتحججون بحجج واهية غير حقيقية، ومن الممكن أن يكون زميل في الدراسة، فإذا كنت من الأشخاص الذين يحبون مساعدة الغير فستكون صيد سهل له حتى يمارس الأنانية عليك فقد واجهتنا مثل هذه الشخصيات أيام دراستنا، تجده عندما يحتاج إلى معلومة أو إلى كتاب معين يتقرب لك ويحصل عليها حتى ولو كان هذا علي حساب مصلحتك وقد يؤثر عليك.
في المنزل، قد تواجه الزوجة مشكلة إذا كان زوجها أنانيا في المشاعر، حيث يريد منها إظهار المشاعر الجميلة دون أن يقدم شيئا مقابلها، كما يمكن أن تطلب الزوجة الكثير من الاحتياجات من زوجها يوميا دون أن ترى أي واجبات تجاهه
والكثير من الأمثل’ التي نصادفها نكون مضطرين أن نتعامل معها ولذلك فإننا سنسرد لكم بعض الأمور التي ممن الممكن أن تكون ذات نفع وتساعدكم في التعامل مع الشخص الأناني.
لنفهم أولا أن بعض أشكال الأنانية قد لا تكون سيئة بهذا القدر
الأناني هو شخص دائم البحث عن رفاهيته ومصلحته، وبالتأكيد أنه للحصول عليها فإنه يضحي بالآخرين ويستغلهم للحصول علي مبتغاة، ولكن في الأصل أن البحث عن الاحتياجات الخاصة والعمل عليها والحصول عليها هو في الواقع ليس سيئ نوعاً ما بل أنه يعتبر شيء ناضج، ولكن ما يجعلها سيئة هو المبالغة في تحقيق هذا الهدف رغم أنه قد يكون على حساب الآخرين.
–فهم الشيء الذي يريده الأناني
عليك أولاً أن تفهم ما الشيء الذي يحتاجه الأناني ليشبع احتياجاته حتى تستطيع أن تساومه على هذه المنافع والاحتياجات ولا تعطيه شيء بدون مقابل.
هناك من يستفيد منه ويعود عليه بالنفع
عندما يتعامل الشخص الأناني مع شخص آخر، يفكر أولاً في المنفعة التي سيحصل عليها من خلال مساعدته في شيء ما، وعليك أن تعطيه منفعة أو شيئًا مقابل المساعدة التي يقدمها
–لا تخلف وعودك معه
كما ذكرنا في النقطة السابقة، يجب عليك تقديم عائدٍ مقابل المساعدة أو العمل الذي يقوم به الشخص الآخر. وإذا قام بالعمل، فيجب عليك الوفاء بالوعد الذي قطعته له. إذ يمكن أن تفقد ثقته بك بسهولة إذا كنت شخصًا أنانيًا، مما يجعل استعادتها صعبة
–عليك أن تكون صبور معه
يجب إخراج الأنانية من هذا الإطار السلبي عن طريق مواجهته بهذه الصفة السيئة، ولكن ينبغي أن تعطيه انطباعًا بأنك بجانبه حتى يتمكن من فهم دوافعه التي جعلته أنانيًا
–وضع الحدود
في البداية يجب عليك أن تقوم بالعمل على تقديم بعض التوجيهات والنصائح قبل أن تضع الحدود في التعامل بينك وبينه، ولكن في النهاية قد تضطر أن ترسم حدوداً للعلاقة حتى لا يتم استغلالك.
يسهل التعرف على الشخص الأناني من خلال سلوكياته، ولا يجب إضاعة الوقت والطاقة في مثل هذه الأشخاص، بل يجب إيجاد حلول للتعامل مع هذه المشكلات